مشاركون في مؤتمر الطاقات المتجددة: مصر تستطيع تلبية 4% من احتياجات العالم
تصدرت مشروعات الطاقة المتجددة في مصر اهتمامات المشاركين في فعاليات مؤتمر الطاقات المتجددة والجديدة العربي الثاني، الذي نظمته نقابة المهندسين المصرية بالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب، وحضرته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
واستعرض نائب رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة المهندس إيهاب إسماعيل -في كلمة ألقاها نيابة عن رئيس الهيئة الدكتور محمد الخياط- الجهود التي تبذلها مصر في مجالات الطاقة النظيفة، والتحديات التي تواجهها.
وأوضح إسماعيل أن مصر تمتلك ثروة هائلة من الموارد الطبيعية التي يمكن استغلالها لتنفيذ إستراتيجيتها في رفع مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 42% بحلول عام 2030.
واستعرض مشروعات مصر في مجال طاقتي الشمس والرياح، لافتًا إلى أن إجمالي الأراضي المخصصة لهذه المشروعات تبلغ نحو 42 ألف كيلو متر مربع، وتمثل نحو 4% من إجمالي مساحة مصر.
محطة الضبعة
أشار المهندس إيهاب إسماعيل إلى الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية لتطوير الهيدروجين منخفض الكربون، موضحًا أن مصر وقعت 27 مذكرة تفاهم لمشروعات الهيدروجين الأخضر، وبدأن في تنفيذ 3 مشروعات بالفعل.
ومن جهته، أكد مساعد رئيس محطة الضبعة النووية الدكتور عبدالحميد عباس -خلال جلسة المحور الثاني للمؤتمر العربي الثاني للطاقات المتجددة والمستدامة- أن تنفيذ مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية يمثل تتويجًا لأعوام عديدة من الجهود لإدخال الطاقة النووية إلى مصر.
وأشار عباس إلى أن خطط إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية تعود إلى أواخر السبعينيات، عندما بدأت إجراءات اختيار الموقع.
وأدار الجلسة -التي حملت عنوان الطاقة النووية لتوليد الكهرباء “محطة الضبعة”- رئيس شعبة الهندسة الكهربائية بنقابة المهندسين المصرية المهندس الاستشاري مبروك عامر.
ولفت عباس إلى أن مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية يُعد عنصرًا مهمًا في إستراتيجية التنمية المستدامة في مصر، وتحقيق رؤية مصر 2030.
وتوقع أن يحقق المشروع النووي عدة فوائد لمصر أبرزها تنويع مصادر الطاقة ورفع الإنتاجية، مما يساعد على تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء بطريقة موثوقة ومستدامة.
الهيدروجين منخفض الكربون
شهد فعاليات الجلسة الثالثة من المؤتمر العربي الثاني للطاقات المتجددة والمستدامة نقاشات موسعة حول إستراتيجيات الدول العربية للهيدروجين منخفض الكربون.
وتوقع خبير الطاقة الدكتور محمد الصاوي أن تؤدي الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر دورًا في نهضة مصر وزيادة الثروة القومية.
ولفت الصاوي إلى أن استغلال 4% من مساحة مصر في انتاج طاقتي الشمس والرياح والهيدروجين الأخضر – يمكنها من إنتاج ما يقرب من 4%من الطاقة المتداولة على مستوى العالم.
وأشار الصاوي إلى أن الهيدروجين يمثل البديل والحل الإستراتيجي الأمثل للبشرية لإنتاج الطاقة النظيفة لما له من مزايا.
وأوضح أن تكلفة تصدير الهيدروجين عن طريق الأنابيب أقل من 10 إلى 20 مرة من نقل كمية طاقة كهربائية مكافئة عن طريق الكابلات.
وأضاف أن تكلفة بناء بنية أساسية جديدة لتداول للهيدروجين أقل من 10 إلى 20 مرة من بناء بنية أساسية للكهرباء لتداول كمية مكافئة من الطاقة الكهربائية.
التجارب الناجحة
سلطت الجلسة الرابعة من المؤتمر الضوء على أبرز التجارب العربية الناجحة في قطاع الطاقات المتجددة، وأبرزها تجربة السد العالي لتوليد الكهرباء في مصر.
وقدم رئيس مجلس إدارة شركة المحطات المائية لإنتاج الكهرباء بالسد العالي الدكتور المهندس هشام كمال عرضًا توضيحيًا حول دور المحطات المائية لإنتاج الكهرباء بالسد العالي.
وأبرز كمال مستجدات تنفيذ مشروع التطوير وزيادة القدرة الإنتاجية والجدول الزمني للربط على الشبكة والحالة الفنية لكل محطة وقدراتها التوليدية ومحددات القدرة التشغيلية والطاقة المولدة.
وأكد أن السد العالي يمثل صرحًا عظيمًا وأحد أهم مشروعات الطاقة المتجددة ومنخفضة التكاليف، لافتًا إلى أنه يجري -حاليًا- العمل على تطويره وزيادة قدرته وتعظيم عوائده.
وأوضح أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا للمحطات المائية لتوليد الكهرباء، ولا سيما محطة توليد كهرباء السد العالى.
وأشار كمال إلى أنه يجري -حاليًا- تنفيذ أعمال مشروع تطوير وإحلال المحولات لمحطة كهرباء السد لزيادة القدرة الإنتاجية من 2100 ميغاواط إلى 2400 ميغاواط بزيادة 300 ميغاواط من الطاقة النظيفة.
ولفت إلى أن هذا الإحلال سيحقق وفرًا سنويًا فى استهلاك الوقود يعادل 270 مليون دولار.
مشروعات الطاقة الشمسية
أكد استشارى الطاقة المتجددة عضو مجلس إدارة معهد الدراسات العليا والبحوث جامعة الإسكندرية المهندس الاستشاري أشرف نصير أن ملف الطاقة يُعد أحد أهم الملفات التي توليها مصر عناية كبرى بمختلف قطاعاتها سواء على المستوى الاقتصادي أو الإستراتيجي.
وأضاف أن مصر قد حققت خلال الأعوام الـ10 الماضية العديد من الإنجازات في هذا الملف، أبرزها تنويع مصادر الطاقة، موضحًا أن القيادة السياسية تعتبره أحد الروافد الإستراتيجية.
وتابع نصير أن الدولة تواصل جهودها في إطلاق مشروعات ضخمة لتوليد الطاقة من مصادر نظيفة ومستدامة مثل مشروعي محطة “ابيدوس 1 للطاقة الشمسية” و”بنبان”.
واستطرد قائلًا إن قدرة محطة ابيدوس تبلغ نحو 500 ميغاواط، باستثمارات 500 مليون دولار، موضحًا أنها تضم مليونًا و 22 ألفا و 896 خلية شمسية.
ولفت إلى أن هذا المشروع يُعد أحد مشروعات محور الطاقة في المنصة الوطنية لبرنامج “نوفي”، التي تم تدشينها في مؤتمر المناخ كوب 27.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة المتجددة في مصر.. خبراء يسلطون الضوء على أبرز التحديات والفرص
- مشروع الطاقة الشمسية في أسوان.. “كوم أمبو” على خطى “بنبان“
- محطة الضبعة النووية تحظى بقرض روسي بـ25 مليار دولار لبدء البناء
اقرأ أيضًا..
- مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 2024 (ملف خاص)
- تباين توقعات الطلب على النفط في 2025.. ونظرة أولية لعام 2026 (تقرير)
- 5 عوامل تشكل قطاع الطاقة في 2025.. ما دور أوبك+؟
- متى ينتهي النفط في سوريا؟.. 3 سيناريوهات تحدد موعد نفاد الاحتياطيات
إقرأ: مشاركون في مؤتمر الطاقات المتجددة: مصر تستطيع تلبية 4% من احتياجات العالم على منصة الطاقة