عشر سنوات إبحار دون وقود: خطة بريطانية-أمريكية-أسترالية لسفن نووية بقدرات غير مسبوقة
سولارابيك، أستراليا- 16 أبريل 2025: تكشف خطة طموحة أُعلن عنها مؤخرًا عن تعاون استراتيجي بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا يهدف إلى تطوير جيل جديد من السفن العاملة بالطاقة النووية، تتميز بقدرتها على الإبحار لعقد كامل دون الحاجة لإعادة التزود بالوقود. وتقود هذا المسعى هيئة التصنيف والخبرة البحرية العريقة “لويدز ريجستر” البريطانية (LR)، بالشراكة مع شركة ديبلويابل إنيرجي “Deployable Energy” الأمريكية المتخصصة في حلول الطاقة النووية، ومجموعة سي ترانسبورت “Seatransport” الأسترالية الرائدة في تصميم السفن، حيث تم عرض المفهوم الأولي في اجتماع اللجنة الاستشارية الأسترالية لـ “لويدز ريجستر“.
مفاعلات صغرى لسفينة إنقاذ بقدرات متعددة
يتركز جوهر المشروع على تطوير سفينة إنقاذ متطورة يبلغ طولها 73 مترًا (239 قدمًا)، تُجهز بما يتراوح بين مفاعلين إلى خمسة مفاعلات معيارية صغرى (MMRs) تبلغ استطاعة كل منها 1 ميجاواط كهربائي (MWe). ويمنح الاعتماد على الدفع النووي هذه السفينة قدرة استثنائية على البقاء في البحر لفترات طويلة جدًا تصل إلى عشر سنوات متواصلة دون الحاجة لزيارة الموانئ للتزود بالوقود. تتيح هذه الميزة إمكانات هائلة لتنفيذ مهام الإنقاذ المعقدة وطويلة الأمد، وتقديم الدعم والإغاثة الفورية للمناطق الساحلية المتضررة من الكوارث. ولا تقتصر قدرات السفينة على مهامها البحرية، بل تمتد لتشمل إمكانية تزويد شبكات الكهرباء الشاطئية بالطاقة النظيفة عند الحاجة، وذلك أثناء رسوها في الموانئ، مما يمثل دعمًا حيويًا للبنية التحتية في حالات الطوارئ.
تكامل الخبرات ورؤية لمستقبل الشحن النووي الآمن
تتوزع الأدوار في هذا التحالف الثلاثي لضمان تكامل الخبرات؛ حيث تتولى شركة “Deployable Energy” ومقرها هيوستن مسؤولية توفير تقنيتها المبتكرة المتمثلة في بطارية “Unity” النووية قيد التطوير، وهي وحدة باستطاعة 1 ميجاواط مصممة لتوضع ضمن حاوية شحن قياسية (20 قدمًا)، وتَعِدُ الشركة بأن تكون منافسًا قويًا لوقود الديزل من حيث التكلفة والأداء كنظام طاقة متنقل وجاهز للتشغيل.
في المقابل، تضطلع مجموعة “Seatransport” الأسترالية، بخبرتها الممتدة لأكثر من 40 عامًا في تصميم السفن التجارية المتخصصة (كالعبّارات وسفن الشحن والعمل)، بمهمة وضع التصاميم الكاملة للسفينة، بدءًا من المفهوم الأولي مرورًا بالتصاميم الهيكلية المتقدمة وصولًا إلى الحصول على موافقات هيئات التصنيف وتحديد تفاصيل الإنتاج. وتقود هيئة “لويدز ريجستر”، مستندةً إلى تاريخها العريق وخبرتها الفريدة في الابتكار البحري والنووي، البرنامج بأكمله لضمان تطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة والالتزام بالبروتوكولات الدولية، وهو ما أكدته مديرتها التقنية العالمية، كلودين شارب-باتيل، التي صرحت بأن “خبرة LR الواسعة مع المفاعلات المعيارية الصغيرة في قطاع الدفاع” تشكل “أساسًا قويًا لنقل بحري نووي آمن وقابل للتأمين وقابل للتطوير”. ويأتي هذا التعاون، الذي تم توقيع اتفاقيته رسميًا بحضور المدير التجاري لـ LR في أستراليا، ريمكو هوتنتوت، كخطوة ضمن جهود “لويدز ريجستر” المستمرة لدفع عجلة استخدام الطاقة النووية في القطاع البحري، والتي شملت مؤخرًا إصدار تقارير ودراسات حول الشحن البحري الخالي من الانبعاثات، وعقد شراكات (مثل الشراكة مع Core Power و AP Moller-Maersk)، وحتى استغلال الذكاء الاصطناعي التوليدي (بالتعاون مع Microsoft Azure) لتطوير الأطر التنظيمية المتعلقة بالتكنولوجيا النووية البحرية.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: world nuclear news
image credit: canva
The post عشر سنوات إبحار دون وقود: خطة بريطانية-أمريكية-أسترالية لسفن نووية بقدرات غير مسبوقة appeared first on Solarabic سولارابيك. Written by بسمه عبود