طفرة التكرير في السعودية “درع حماية” في مواجهة انخفاض أسعار النفط
أسهمت طفرة التكرير في السعودية في تعويض خسائر الإيرادات الناجمة عن انخفاض أسعار النفط الخام وصادراته، إذ شكّل تحقيق هوامش ربح قوية “درع حماية” في مواجهة التقلبات المستمرة.
وسلّط تقرير حديث -اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- الضوء على تعزيز المملكة لعمليات تكرير النفط في السنوات الأخيرة، واستثماراتها في توسيع وتطوير طاقتها التكريرية والبتروكيماوية محليًا ودوليًا لتلبية الطلب المتزايد على الوقود والبلاستيك، مع تأمين منافذ لبيع نفطها الخام.
وتمتلك المملكة العربية السعودية 9 مصافٍ محلية، بقدرة إجمالية تبلغ 3.33 مليون برميل يوميًا، تُمثّل نحو 3% من الطلب العالمي، وهي مُصممة لمعالجة النفط الخام المُنتج محليًا.
وتُشغّل المملكة 4.3 مليون برميل يوميًا من طاقة التكرير في الخارج، بما في ذلك في الصين والولايات المتحدة وماليزيا.
ورأى التقرير -الذي نشرته وكالة رويترز- أنه في حين من المرجّح أن تبقى أسعار النفط الخام عند مستوياتها الحالية أو حتى أقل خلال معظم العام، نظرًا للزيادة الكبيرة في العرض وعدم اليقين بشأن الطلب، فإن زيادة عمليات التكرير توفر للمملكة أداة فعّالة لإدارة تقلبات أسعار النفط، والصمود بشكل أفضل.
مصافي التكرير في السعودية
عالجت مصافي التكرير في السعودية 2.94 مليون برميل يوميًا في مارس/آذار 2025، وهو أعلى مستوى على الإطلاق لذلك الشهر، وأقل بقليل من أعلى مستوى قياسي بلغ 2.96 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان 2024، وفقًا لبيانات مبادرة بيانات المنظمات المشتركة جودي (JODI).
وكانت الزيادة الشهرية في استهلاك النفط الخام المكرر بنسبة 12% في مارس/آذار 2025، أعلى بنسبة 23% من متوسط 10 سنوات للمدّة نفسها.
ويرتبط ذلك بانخفاض بنسبة 12% على أساس شهري في صادرات النفط السعودي إلى 5.75 مليون برميل يوميًا في مارس/آذار، وفقًا للبيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، ما يسلّط الضوء على مرونة المملكة بين بيع الخام مباشرةً إلى مصافي التكرير الأخرى، وتكريره بنفسها.
ويرصد الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- خريطة مصافي التكرير في السعودية التابعة لشركة أرامكو، ونسبة ملكيتها:
ومن المرجّح أن تنخفض معدلات تكرير النفط في مصافي التكرير السعودية بنحو 200 ألف برميل يوميًا في أبريل/نيسان 2025، بسبب الصيانة المخطط لها، ولكن من المتوقع أن تظل عند مستويات مرتفعة قبل موسم ذروة الطلب الصيفي، وفقًا لما صرّح به الرئيس التنفيذي، مؤسس شركة التحليلات أويليتكس (Oilytics)، كيشاف لوهيا.
وارتفعت صادرات السعودية من المنتجات المكررة، التي تشمل الديزل والبنزين ووقود الطائرات وزيت الوقود، إلى مستوى قياسي بلغ 1.58 مليون برميل يوميًا في مارس/آذار 2025.
إلّا أنها سجلت انخفاضًا إلى 1.48 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان 2025، و1.42 مليون برميل يوميًا حتى الآن في مايو/أيار 2025، وفقًا لبيانات شركة كبلر لتتبُّع السفن، ما يعكس على الأرجح تحولًا في أداء المصافي.
إدارة تقلبات أسعار النفط
توفر هذه الإستراتيجية المتكاملة لشركة أرامكو السعودية طريقة فاعلة لإدارة تقلبات أسعار النفط، إذ ترتفع هوامش التكرير -وهي الأرباح المحققة من معالجة النفط الخام وتحويله إلى وقود للنقل والمواد الكيميائية- عادةً عند انخفاض أسعار المواد الخام.
ورأى التقرير -الذي نشرته وكالة رويترز- أنه من المرجّح أن تثبت هذه الإستراتيجية جدواها في المستقبل، بعد أن بدأ تحالف أوبك+ في التخلص من تخفيضات إنتاج النفط الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا، بدءًا من شهر أبريل/نيسان 2025.
وحافظت هوامش التكرير على قوّتها حتى الآن في العام الجاري (2025)، بالرغم من تنامي التحديات الاقتصادية، مستفيدةً من انخفاض أسعار النفط الخام، والطلب القوي على الديزل تحديدًا.
وتقترب هوامش التكرير القياسية في سنغافورة حاليًا من أعلى مستوياتها منذ فبراير/شباط 2024، حيث تبلغ نحو 8 دولارات للبرميل، وفقًا لبيانات بورصة لندن (LSEG).
وبغضّ النظر عن التأثير المحتمل للحروب التجارية، يبلغ الطلب العالمي على الوقود في نصف الكرة الشمالي ذروته عادةً من يونيو/حزيران إلى أوائل سبتمبر/أيلول، حيث يزيد سائقو السيارات من قيادة سياراتهم خلال فصل الصيف، في حين يعزز السفر الجوي الطلب على وقود الطائرات.
ومن ثم، من المرجّح أن يدعم هذا هوامش التكرير في الأشهر المقبلة، ووفقًا لتقريرها السنوي، خصصت شركة أرامكو السعودية 28% من إنتاجها من النفط الخام لعمليات التكرير المحلية في عام 2024، بزيادة على 26% في العام السابق (2023).
كما وفرت 53% من النفط الخام الذي تستعمله مصافيها المشتركة في الخارج.
ويرصد الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- خريطة مصافي تكرير أرامكو حول العالم:
موضوعات متعلقة..
- أكبر مصافي التكرير العربية.. السعودية تُهيمن على قائمة الـ10 الكبار (إنفوغرافيك)
- خريطة مصافي تكرير أرامكو السعودية.. 17 منشأة منتشرة عالميًا ومحليًا (إنفوغرافيك)
- أرامكو السعودية تبحث عن صفقات جديدة بقطاع التكرير والبتروكيماويات في الصين
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة الإماراتي: أوبك+ يحمي أسواق النفط من الفوضى
- إغلاق أكبر حقل غاز في أوروبا يرفع الأسعار
- الهيدروجين الأزرق.. هل يلبي أهداف الاتحاد الأوروبي المناخية الطموحة؟ (تقرير)
- أبرز 5 مناجم في تونس.. ثروات إستراتيجية تُعزّز مستقبل البلاد التعديني
المصدر:
إقرأ: طفرة التكرير في السعودية “درع حماية” في مواجهة انخفاض أسعار النفط على منصة الطاقة