رسميًا.. فشل حافلات الهيدروجين في بلجيكا: “لن نشتري المزيد”
حطّمت تحديات الواقع آمال نشر حافلات الهيدروجين في بلجيكا، تحقيقًا لأهداف خفض الانبعاثات المسبّبة للاحتباس الحراري وإزالة الكربون من قطاع النقل.
وفي قرار صادم، أعلنت الشركة المشغلة لشبكة الحافلات “دي لاين” (De Lijn) خروج حافلات الهيدروجين في مدينة أنتويرب من الخدمة بعد 10 سنوات، وتفكيك محطة التزوّد بالوقود هناك، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لقطاع الهيدروجين العالمي.
وعلاوة على المخاوف المرتبطة بتقلبات أسعار الهيدروجين وتوافر إمداداته، تفاقمت تحديات الصيانة وخدمات الدعم بعد إفلاس الشركة المصنعة للحافلات وإلغاء دعم حكومي لتمويل شبكة نقل الهيدروجين.
ويُنظر إلى الهيدروجين بوصفه وقودًا بديلًا للمصادر الأحفورية لإزالة الكربون من الصناعات صعبة الكهربة مثل النقل، إلا أن استعماله على أرض الواقع كشف عن تحديات مثل تسرب الهيدروجين الذي يهدّد الحياة ومشكلات مرتبطة بارتفاع التكاليف وسلاسل التوريد من بين أخرى.
وقف حافلات الهيدروجين في بلجيكا
يرجع قرار وقف تشغيل حافلات الهيدروجين في أنتويرب البلجيكية إلى ارتفاع تكاليف نقل الهيدروجين والتحديات المصاحبة من الناحية التشغيلية.
وبعد إفلاس شركة فان هول (Van Hool) المصنعة لها في يونيو/حزيران 2024 بسبب الديون التي بلغت 400 مليون يورو (431 مليون دولار)، تفاقمت المشكلات المرتبطة بصيانة تلك الحافلات.
وبالتزامن مع القرار، قرّرت السلطات تفكيك محطة للتزوّد بوقود الهيدروجين في فارتكاي التي كانت تغذّي تلك الحافلات المتوقفة التي يصل عددها إلى 5 فقط.
وبناء على ذلك، قرّرت السلطات عدم شراء المزيد من الحافلات العاملة بخلايا وقود الهيدروجين.

وصرّحت وزيرة النقل في حكومة الإقليم الفلمنكي، أنيك دي رايدر، بأنه لا توجد خطط لنشر حافلات الهيدروجين لأسباب تشغيلية وتمويلية.
ولأن الهيدروجين لم ينجح في جذب اهتمام قطاع النقل، قالت رايدر إن التركيز سينصب الآن على الحافلات العاملة بالبطاريات وليس الديزل الحيوي.
وحسب الوزيرة، اختفى إمكان تقديم خدمات الدعم الفني والصيانة بعد إفلاس شركة فان هول التي بِيعت إلى شركتَيْن هولندية وألمانية، علاوة على تحدّي ارتفاع تكاليف تشغيل حافلات الهيدروجين في أنتويرب على مدار العمر التشغيلي لتلك المركبات.
أزمة حافلات الهيدروجين في بلجيكا
يأتي إبعاد حافلات الهيدروجين في أنتويرب بعد مرور نحو 10 أعوام على تشغيلها هناك، لكن فشلها في الاستمرار لم يكن وليد اللحظة.
فقد أكدت سلطات المدينة في عام 2018 أنها لن تشتري المزيد من تلك الحافلات بسبب ارتفاع التكاليف ومشكلات الصيانة.
وفي ذلك الوقت، قال وزير النقل بين ويتس، إن حافلات خلايا وقود الهيدروجين غير ناضجة من الناحية التقنية، بما يسمح بنشرها على نطاق واسع، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف شرائها وصيانتها واستعمالها.
وعلى صعيد الوقود نفسه، قال إنه لا يمكن ضمان توريد الهيدروجين بكميات كبيرة، كما أن تقلبات أسعاره تمثّل خطرًا ماليًا.
يُشار هنا إلى أن الحكومة البلجيكية قررت في فبراير/شباط الماضي (2025) سحب تمويل بقيمة 250 مليون يورو (259 مليون دولار) لتطوير شبكة أنابيب الهيدروجين المحلية، وهو ما وضع علامات استفهام حول مستقبل صناعة الهيدروجين المحلية والصناعات المعتمدة عليها.
وترك قرار سحب التمويل الذي اتخذته الحكومة السابقة قبل عامَيْن، شركة “فلوكسيز هيدروجين” (Fluxys hydrogen) في مأزق؛ إذ كانت تقترب من اتخاذ قرار الاستثمار النهائي للمرحلة الأولى من مشروع شبكة أنابيب الهيدروجين.
حافلات الهيدروجين في أوروبا
تلقت حافلات الهيدروجين في أوروبا ضربات متتالية من عدة دول راهنت على التقنية النظيفة، لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات والحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وكانت بولندا أحدث المتضررين؛ إذ سحبت سلطات مدينة بوزنان 14 من أصل 25 حافلة تعمل بالهيدروجين من الخدمة واستبدال أخرى تعمل بالديزل بها في 3 مارس/آذار الجاري.
وتُجري الأطراف المعنية تحقيقًا لمعرفة سبب العطل الذي من المتوقع أن يكون مرتبطًا بجودة وقود الهيدروجين؛ إذ يتطلّب تشغيل خلايا الوقود درجة نقاء تصل إلى 99.97%.
وفي ألمانيا، قرر أكبر مشغل لمحطات التزود بوقود الهيدروجين في أوروبا “إتش تو موبيليتي” (H2 Mobility) إغلاق 22 محطة بحلول نهاية شهر يونيو/حزيران المقبل (2025).
ومن شأن ذلك أن يقلّل عدد المحطات بأكثر من الربع؛ وتفصيليًا ستُغلق 11 محطة في 31 مارس/آذار، و11 أخرى خلال الربع الثاني من هذا العام.
وبحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، كانت الـ22 محطة مخصصة لسيارات الركاب ولا يمكنها تزويد شاحنات أو حافلات الهيدروجين.
موضوعات متعلقة..
- حريق يلتهم حافلات هيدروجينية في فرنسا.. خسائر ضخمة
- حافلات الهيدروجين تخيّب آمال مدينة إنجليزية.. “الكهربائية” خيار أفضل
- حافلات الهيدروجين في ليفربول تتوقف بعد 3 أشهر من إطلاقها
اقرأ أيضًا..
- الطاقة المتجددة في أفريقيا تستفيد من موارد النفط والغاز الوفيرة
- تطورات عاجلة لتسرب الغاز من حقل السلحفاة أحميم الموريتاني
- واردات المغرب من حمض الكبريتيك تسجل مستوىً قياسيًا في 2024
- قطاع التعدين في مالاوي يجذب الشركات العالمية.. 30 مليار دولار قد تقلب الموازين
المصادر:
إقرأ: رسميًا.. فشل حافلات الهيدروجين في بلجيكا: “لن نشتري المزيد” على منصة الطاقة