حقل الروضتين الكويتي.. قصة اكتشاف نفطي عمره 69 عامًا
يمثّل حقل الروضتين النفطي في دولة الكويت نسبة مهمة من حجم إنتاج الدولة الخليجية من النفط الخام، كما يعدّ واحدًا من أقدم حقولها، المكتشفة قبل تحقيق الاستقلال.
وبحسب قاعدة بيانات النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحقل النفطي الكويتي اكتُشِفَ في عام 1955، إلّا أن الكويتيين يتفاءلون به بشدة، نظرًا لأن المنطقة نفسها قدّمت لهم كميات ضخمة من المياه العذبة، كانوا في حاجة ماسّة إليها.
وقبل حصول دولة الكويت على استقلالها في 1961 بنحو عام كامل، بدأت عمليات الاستغلال التجاري لحقل الروضتين، الذي كان مبشرًا بإمكانات واعدة واحتياطيات ضخمة، أسهمت في دعم اقتصاد الدولة بشكل كبير.
وخلال 4 عقود من اكتشافه، كان حقل الروضتين النفطي يُنتج ما يصل إلى 16% من إجمالي إنتاج النفط في دولة الكويت، وهو رقم مرشّح للتراجع بقوة، مع إعلان مؤسسة النفط الكويتية توصُّلها إلى اكتشاف نفطي عملاق مؤخرًا، في حقل النوخذة البحري.
معلومات عن حقل الروضتين الكويتي
يقع حقل الروضتين النفطي في منطقة الروضتين، الواقعة شمال دولة الكويت، والتي كانت في السابق تسمى “الرقمتين”، قبل تعديل اسمها، مع اكتشاف كميات ضخمة من النفط والمياه في المنطقة، إذ تبعد الآبار المكتشفة نحو 100 كيلومتر غرب مدينة الكويت العاصمة.
وجغرافيًا، تنقسم منطقة الروضتين، التي تضم حقل النفط وآبار المياه، إلى روضة جنوبية (تبعد عن العاصمة بنحو 88 كيلومترًا) وروضة شمالية (تبعد عن مدينة الكويت بنحو 94 كيلومترًا)، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وبدأت جهود التنقيب عن النفط في منطقة الروضتين عام 1953، قبل أن تتوصل الشركات الغربية التي كانت تعمل في المنطقة إلى أول اكتشاف للنفط في عام 1955، ومع استمرار أعمال الحفر، تمكنت الفرق النفطية من اكتشاف حقول ماء عملاقة، في عام 1960، بحسب ما نشره الموقع الإلكتروني لشركة نفط الكويت.

ويعدّ عام 1960 هو نفسه العام الذي بدأت فيه عمليات الاستغلال التجاري للحقل النفطي، الذي يقع على مساحة تبلغ 50 كيلومترًا، وتواصلت جهود تطويره، إلى أن زاد إنتاجه إلى نحو 280 ألف برميل يوميًا في عام 2002.
يُذكر أن شهر يناير/كانون الثاني 2002 كان قد شهد حريقًا هائلًا، مع انفجار منشآت نفطية داخل حقل الروضتين، أسفر عن تآكل الأنابيب المعدنية المستعملة في نقل ومعالجة النفط الخام، بالإضافة إلى سقوط قتلى وجرحى.
إلّا أن عمليات الإنتاج سرعان ما عادت خلال أسبوع واحد، على الرغم من حجم الدمار الذي شهده الحقل النفطي العملاق، والذي بلغت خسائره نحو 500 مليون دينار كويتي (1.6 مليار دولار).
وإثر هذه الحادثة، وتحديدًا في شهر ديسمبر/كانون الأول 2002، وقّعت شركة نفط الكويت، المسؤولة عن إدارة وتشغيل حقل الروضتين النفطي، عقدًا بقيمة بقيمة 237 مليون دولار، وذلك بهدف إعادة إعمار المنشآت النفطية التي دمّرها الحريق.
احتياطيات حقل الروضتين
تشير بعض التقديرات غير الرسمية إلى أن احتياطيات حقل الروضتين تبلغ نحو 6 مليارات برميل من النفط الخام، وهو نفط من النوع الخفيف، بالإضافة إلى كميات ضخمة من الغاز، وتستهدف شركة نفط الكويت تطوير إنتاجها اليومي بالحقل من النفط والغاز، ضمن إستراتيجيتها لعام 2040.
وفي عام 2018، دشّنت شركة نفط الكويت محطة غرب الروضتين لإنتاج النفط الخفيف والغاز الجوراسي، التي تسهم بدور كبير في زيادة إنتاج البلاد من النفط والغاز الحر، بنحو 500 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز، ونحو 200 ألف برميل يوميًا من النفط الخام.
وفي شهر أبريل/نيسان من العام الجاري 2024، كشفت أرقام أعلنتها شركة نفط الكويت أن إنتاج مكمن مودود، الواقع في حقل الروضتين -وحده- بلغ سقفًا جديدًا، بمعدل 76 ألف برميل يوميًا من النفط الخام، وذلك بعد نجاح جهود حفر الآبار وحقن المياه.

وتسهم المياه المكتشفة في منطقة الروضتين بتعزيز عمليات الحقن، إذ إنها تعدّ أكبر مخزون للمياه في دولة الكويت، بجانب كونها من أقدم الحقول المائية التي تتميز بخواص معدنية مهمة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
يشار إلى أن منطقة الروضتين الواقعة في شمال دولة الكويت تتميز بظواهر جيولوجية مهمة، إذ يُقدَّر عمر تكوين الدبدبة في مجموعة الكويت الجيولوجية بنحو 5 ملايين عام، وهو ما يجعل المياه نقية بخواص وميزات مختلفة، كونها تجمعت عبر ملايين السنوات من مياه الأمطار والشعاب.
يُذكر أن عمليات الضخ الأولى من حقول المياه في الروضتين بدأت في سبتمبر/أيلول من عام 1962، إذ تبلغ الطاقة الإنتاجية للحقل المائي نحو 1.5 مليون غالون يوميًا، ويمكن زيادتها إلى 3 ملايين غالون في أوقات الطوارئ.
موضوعات متعلقة..
- حقل الشيبة السعودي.. مليون برميل نفط يوميًا تقدمها المملكة للعالم (تقرير)
- أبرز حقول النفط في الكويت.. أحدها ضمن قائمة الأكبر عالميًا (تقرير)
- حقل شمال الحمادة في ليبيا.. مراحل تطوير تاريخية تدعم طفرة الإنتاج
نرشح لكم..
إقرأ: حقل الروضتين الكويتي.. قصة اكتشاف نفطي عمره 69 عامًا على منصة الطاقة