Categories
Uncategorized

حفارة للتنقيب عن الهيليوم-3 فوق سطح القمر.. إبداع فضائي

تعاونت شركتان أميركيتان لإنتاج نموذج تجريبي أولي من حفارة قمرية للتنقيب عن الهيليوم-3، ما قد يبشّر بنقلة نوعية في مجال التعدين خارج الأرض، لتحقيق أقصى استفادة من الموارد.

وأزاحت شركتا “إنترلون Interlune” و”فيرمير” الستار عن حفارة لجمع الهيليوم-3 من سطح القمر، ما يفتح المجال لثورة تقنية جديدة.

وحسب قاعدة بيانات شركات تقنيات التعدين لدى منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)، تعدّ شركة “إنترلون” -الحاصلة على دعم وكالة ناسا ووزارة الطاقة- أول شركة أميركية تستفيد من الموارد الفضائية على صعيد تجاري.

وبات سطح القمر جاذبًا للتعدين والتنقيب عن الموارد، التي يزيد الطلب عليها، وتبدو “نادرة” أو ضئيلة في الأرض.

حفارة قمرية للتنقيب عن الهيليوم-3

“قفزة نوعية”.. هكذا يُطلَق على النموذج التجريبي الأولي من حفارة قمرية للتنقيب عن الهيليوم-3، التي أعلنتها الشركتان مؤخرًا.

ويقوم عمل الحفارة على جمع الريغوليث (الطبقة السطحية لصخور وتربة القمر)، بمعدل 100 طنًا متريًا/ساعة، والعمل بصورة متواصلة بهدف الحصول على الهيليوم-3، وفق الموقع الإلكتروني لشركة إنترلون.

وخلال صيف عام 2024، اختبرت الشركتان نموذجًا من الحفارة القمرية، لكن أصغر حجمًا، وبعد ذلك طوّرتا نموذجًا أوليًا بحجم كامل.

حفارة إنترلون القمرية
حفارة إنترلون القمرية – الصورة من موقع الشركة

وتتميز الحفارة بقدرتها على العمل بصورة متواصلة، وعُزِّز تصميمها بإمكانات لخفض قوة السحب واستهلاك الكهرباء.

وبذلك، تفتح الحفارة المجال أمام مرحلة جديدة من سباق الاستفادة من موارد القمر، إذ تؤكد أن طموحات ابتكار تقنيات التعدين خارج سطح الأرض تحولت إلى واقع.

ويمكن للحفارة مقاومة الظروف القاسية، مثل: درجات الحرارة وطبيعة البيئة على سطح القمر، والتكيف معها.

وتعتزم الشركتان الأميركيتان إطلاق الحفارة في أولى مهامها القمرية، عام 2030.

وتُجري شركة “إنترلون” -التي تتخذ من سياتل مقرًا لها- اختبارات على تقنيات أخرى لجمع الموارد تحاكي الجاذبية على سطح القمر.

سباق الاستكشاف على سطح القمر

يأخذ سباق الاستكشاف على سطح القمر اتجاهًا تصاعديًا الآونة الأخيرة، في محاولة للاستفادة من الموارد خارج الأرض.

ويشكّل استهداف الشركتين الأميركيتين لإطلاق حفارة قمرية تجمع الهيليوم-3 نهاية العقد الجاري دلالة على ذلك، في ظل تزايد إمكانات الصناعات على سطح القمر وتوسّعها.

ويجري التنقيب عن الموارد الطبيعية فوق سطح القمر والفضاء من خلال 4 مراحل، هي: التثقيب والحفر، والتصنيف والفرز، والاستخلاص والاستخراج، وفصل الموارد عن بعضها.

تصميم مختلف لمعدات جمع الريغوليث من سطح القمر
تصميم مختلف لمعدّات جمع الريغوليث من سطح القمر – الصورة من إنترلون

ولا يقتصر الأمر على شركة “إنترلون” الأميركية المدعومة من ناسا، بل هناك منافسة على موارد سطح القمر تشارك بها اليابان بتقنيات مطورة.

وابتكرت شركة “كوماتسو” اليابانية حفارة قمرية قادرة على التعامل مع درجات الحرارة المتوقعة في الفضاء، وهي حفارة كهربائية بالكامل، إذ تعمل بالطاقة الشمسية، لتجنًُّب نقص الأكسجين المؤثر سلبًا في المحركات التقليدية، حسب موقع سيستينبلتي تايمز.

ورغم أن جهود الشركة اليابانية بدأت منذ وقت طويل، فإن حجم حفارة الشركة الأميركية يزداد تفوقًا.

ما هو الهيليوم-3؟

تنخفض موارد الهيليوم-3 على سطح الأرض، لذا تطمح الشركة الأميركية في جمعه من على سطح القمر بوساطة حفارتها الجديدة.

ويمكن جمع الهيليوم عبر التعدين القمري، في محاكاة للتنقيب عن الموارد النادرة في الأرض، والتعدين في أعماق البحار.

ويوصف الهيليوم-3 بأنه “معجزة تقنية”، إذ يدخل في صناعات، مثل: الرقائق الإلكترونية، والألياف الضوئية، والموصلات، كما يدخل أيضًا في عمليات الاندماج النووي.

وتكمن أهميته في أنه نظير يمكنه إشعال ثورة قطاع التقنيات والطاقة، ما يجعل امتلاك احتياطياته أولوية إستراتيجية تعيد تشكيل السياسة والاقتصاد العالميين.

وتتنافس الدول لجمع الهيليوم-3 في مساعي علمية وتجارية وجيوسياسية، نظرًا لقدرته على تغيير هيكل القوة العالمية وإشعال المنافسة بين الدول والشركات في مجال التعدين القمري.

تصميم تخيلي لعملية نقل الهيليوم-3 من سطح القمر للأرض
تصميم تخيّلي لعملية نقل الهيليوم-3 من سطح القمر للأرض – الصورة من إنترلون

وأدركت الحكومة الأميركية نقص هذا النظير على الأرض عام 2010، ما دفعها لدعم مساعي التنقيب القمري عنه، لتلبية طلب قطاعات: الأمن القومي، والاندماج، والحوسبة.

وحصلت شركة “إنترلون” على منح من وزارة الطاقة الأميركية وبرنامج تابع لـ”ناسا” العام الماضي، لتطوير تقنيات فصل واستخراج الهليوم-3.

ووافق برنامج النظائر التابع للوزارة على شراء 3 لترات من الهيليوم-3 بعد جمع “إنترلون” له من على سطح القمر.

واتفق الطرفان على البيع بالسعر التجاري للتسليم في أبريل/نيسان 2029، فيما يمكن وصفه بأنه أول عملية شراء خاضها البرنامج من هذا النوع.

ويجري ذلك عبر محطة تجريبية تابعة للشركة الأميركية على سطح القمر، في خطوة بديلة لنقل تربة القمر “الريغوليث” إلى الأرض لمعالجتها ثم استخلاص النظير، حسب توضيح الشركة الأميركية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إقرأ: حفارة للتنقيب عن الهيليوم-3 فوق سطح القمر.. إبداع فضائي على منصة الطاقة