تطوير منشأة لتزويد السفن بوقود الميثانول المستدام في الإمارات
تعمل الإمارات على تطوير منشأة لتزويد السفن بوقود الميثانول المستدام، في خطوة من شأنها دعم الجهود العالمية الرامية إلى خفض انبعاثات قطاع الشحن البحري.
وأعلنت مجموعة موانئ أبوظبي -وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- توقيع اتفاقية مع كل من شركة “مصدر” وشركة أدفاريو ومجموعة “سي إم ايه سي جي إم” لاستكشاف فرص تطوير منشأة حديثة لتموين السفن بوقود الميثانول المستدام وتصديره في ميناء خليفة.
ويمثّل مشروع تطوير منشأة لتزويد السفن بوقود الميثانول المستدام خطوة مهمة ضمن خطط تطوير البنية التحتية اللازمة لدعم سلسلة الإمداد ذات القيمة، وتعزيز الترابط بين الإنتاج التجاري لوقود الميثانول والمشترين الرؤساء، مثل “سي إم ايه سي جي إم”، إلى جانب الإسهام في تسريع جهود إزالة الكربون من قطاع الشحن البحري.
ومن شأن الاتفاقية أن تسهم في تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين الإمارات وفرنسا، التي ترسخت دعائمها من خلال مجلس الأعمال الإماراتي- الفرنسي الذي يُعقَد سنويًا على أعلى المستويات، ويتيح المجال للقطاع الخاص للإسهام في تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وتنفيذ مشاريع مشتركة.
مستقبل القطاع البحري
قال الرئيس التنفيذي لقطاع المواني –مجموعة موانئ أبوظبي- سيف المزروعي: “يمثّل توقيع هذه الاتفاقية خطوة مهمة في مسيرتنا نحو إعادة تصور مستقبل القطاع البحري، ليكون أكثر استدامة ومسؤولًا بيئيًا”.
وأوضح أن تطوير منشأة لتزويد السفن بوقود الميثانول المستدام وتصديره في ميناء خليفة من شأنه دعم نمو قطاع الشحن والحدّ من الانبعاثات الكربونية وتطوير مصادر جديدة للطاقة النظيفة.

من جهتها، قالت رئيسة قسم تطوير الأعمال بإدارة الهيدروجين الأخضر في “مصدر“، الدكتورة فيء الحرش: “يسهم الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، مثل الميثانول المستدام، بدور مهم في جهود إزالة الكربون من القطاعات التي يصعب تخفيف انبعاثاتها مثل قطاع الشحن، مما يؤدي إلى تسريع وتيرة التحول نحو الحياد الكربوني”.
وأضافت: “لكون أكثر من 80% من التجارة العالمية تجري عن طريق النقل البحري، فإن تعزيز الشراكات الإستراتيجية يعدّ عنصرًا مهمًا لبناء سلسلة متكاملة لإنتاج لهيدروجين الأخضر وضمان قطاع نقل بحري أكثر استدامة”.
وأشارت الحرش إلى أن الميثانول المستدام يتمتع بإمكانات هائلة من شأنها إحداث نقلة نوعية في قطاع الشحن من خلال توفير منهجية عمل مُجدية تساعد بفعالية على خفض الانبعاثات.
وقالت: “من خلال التعاون مع موانئ أبوظبي، وأدفاريو، وسي إم إيه سي جي إم، نسهم في تعزيز مكانة الإمارات الرائدة في مجال الابتكار المستدام، ونتقدم بخطى ثابتة نحو بناء مستقبل أفضل وأكثر مراعاة للبيئة”.
تحول الطاقة
قال الرئيس التنفيذي لشركة “أدفاريو”، باس فيركويين: “تلتزم شركتنا بدعم التحول في قطاع الطاقة من خلال تعزيز الشراكات ودفع عجلة الابتكار، ويسعدنا التعاون مع موانئ أبوظبي، ومصدر، وسي إم إيه سي جي إم، لتقييم جدوى تطوير حلول مبتكرة تُسهم في تحقيق تقدم مستدام وطويل الأجل للقطاع البحري”.
وأضاف أن من شأن الشراكة أن تعزز من مكانة “أدفاريو” في قطاعي الكيماويات والطاقة الجديدة في الإمارات، وأن تعكس التزامنا بالعمل مع عملائنا وشركائنا لتسريع وتيرة إزالة الكربون من القطاعات الحيوية.
بدورها، قالت نائبة الرئيس التنفيذي للأصول والعمليات في “سي إم إيه سي جي إم”، كريستين كابو وهرل: “نعمل على تسريع خفض الانبعاثات الكربونية في قطاع الشحن من خلال الاستثمار في حلول منخفضة الكربون، ولدينا أسطول يضم أكثر من 153 سفينة، ستكون جاهزة للتشغيل باستعمال الطاقات منخفضة الكربون والوقود الاصطناعي مثل الميثانول المستدام، بحلول عام 2029”.
وأضافت : “يمثّل هذا التعاون إنجازًا مهمًا يدعم تطوير البنية التحتية اللازمة لتوسيع نطاق استعمال الوقود المستدام وخطوة إستراتيجية لتحقيق التحول المنشود في قطاع الطاقة”.

الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر
من جهة أخرى، أعلنت شركة أميا باور الإماراتية توقيع مذكرة تفاهم مع شركة كيودن اليابانية لإبرام شراكة إستراتيجية تهدف إلى تطوير مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر بشكل مشترك، بما يدعم إزالة الكربون، ومرونة الطاقة، والنمو الاقتصادي الشامل في الأسواق الرئيسة.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة أميا باور حسين جاسم النويس: “إن الشراكة الجديدة مع كيدون خطوة جديدة ومحطة مهمة في سعينا لتعزيز إسهامنا بقيادة التحول في قطاع الطاقة المتجددة في المناطق والأسواق التي نعمل بها”.
وأضاف أن أميا باور ملتزمة بتقديم حلول تحويلية للطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر، بما يحقق قيمة اجتماعية واقتصادية طويلة الأمد للمجتمعات المحلية، مؤكدًا أن الشركة ستواصل بناء الشراكات الإستراتيجية ذات القيمة المضافة التي من شأنها أن تسهم في تطوير وتحسين الخدمات في قطاع الطاقة المتجددة، وتحقيق تأثير ملموس، من خلال مشاريع طاقة نظيفة مبتكرة وقابلة للتطوير تتماشى مع أهداف المناخ العالمية وأولويات التنمية الإقليمية.
وتوفر مذكرة التفاهم إطارًا للتعاون بين الشركتين لدفع مشروعات الطاقة النظيفة واسعة النطاق، من خلال الجمع بين خبرة أميا باور الراسخة وسجلّها الحافل بالإنجازات، والقدرات التكنولوجية المتطورة لشركة كيودن الدولية.
تمتلك أيميا باور محطات للطاقة الشمسية ومزارع للرياح تنتج بقدرة إجمالية تصل إلى 2600 ميغاواط، في حين تبلغ طاقة المشروعات قيد التنفيذ التابعة للشركة نحو 6 غيغاواط في أكثر من 20 دولة.
إقرأ: تطوير منشأة لتزويد السفن بوقود الميثانول المستدام في الإمارات على منصة الطاقة