Categories
Uncategorized

تحول المكسيك إلى الطاقة النظيفة يخفض اعتمادها على الغاز الأميركي (تقرير)

سيؤدي تحول المكسيك إلى الطاقة النظيفة إلى التقليل من اعتمادها على واردات الغاز من الولايات المتحدة الأميركية.

ووفقًا لتحليل أجراه مركز أبحاث الطاقة العالمي إمبر (Ember)، فإنّ تحول الدولة إلى 45% من الكهرباء النظيفة بحلول عام 2030 قد يوفر 1.6 مليار دولار من واردات الغاز سنويًا.

ويرى المحللون أن اعتماد المكسيك الكبير على واردات الغاز من الولايات المتحدة يجعلها أكبر مشترٍ للغاز الأميركي في العالم، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

في المقابل، قد تشهد البلاد انخفاضًا بنسبة 20% في توليد الكهرباء بالغاز، من 204 تيراواط/ساعة العام الماضي إلى 163 تيراواط/ساعة في عام 2030، على الرغم من ارتفاع الطلب على الكهرباء بنسبة 15% خلال المدة نفسها.

الطاقة النظيفة في المكسيك

ستحتاج المكسيك إلى تركيب 36 غيغاواط من الطاقة الشمسية و10 غيغاواط من طاقة الرياح البرية بحلول عام 2030، لتحقيق هدف الطاقة النظيفة البالغ 45%.

ومن المتوقع أن يوفر هذا التطوير أكثر من 434 ألف وظيفة مباشرة، منها 419 ألف وظيفة في مرحلة الإنشاء وأكثر من 15 ألف وظيفة دائمة في تشغيل محطات توليد الكهرباء بالمصادر المتجددة لأكثر من عقدين.

في العام الماضي، لم تُنتج المكسيك سوى 22% من كهربائها من مصادر الطاقة المتجددة، وهو ما يقلّ عن المتوسط ​​العالمي البالغ 32% ومتوسط ​​أميركا اللاتينية البالغ 62%، حسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

من ناحية ثانية، ولِّدَت 54% من الكهرباء في المكسيك عام 2024 باستعمال الغاز المستورد من الولايات المتحدة.

توربينات رياح وبرج كهرباء في بلدة لا فينتوسا بالمكسيك
توربينات رياح وبرج كهرباء في بلدة لا فينتوسا – الصورة من رويترز

التحول نحو الطاقة النظيفة

يُمثّل إعلان الرئيسة المكسيكية، كلوديا شينباوم، في أكتوبر/تشرين الأول 2024 عن هدف توليد 45% من الكهرباء المتجددة تحولًا سياسيًا مهمًا نحو الطاقة النظيفة.

ويقارن تقرير” إمبر” بين سيناريوهين من الإستراتيجية الوطنية لقطاع الكهرباء في المكسيك، أحدهما بهدف 45%، والآخر بهدف 36% من الطاقة النظيفة بحلول عام 2030.

وتشير النتائج إلى أن سيناريو 45% يُحقق 10 أضعاف وفورات تكلفة الوقود، وسيُضاعف خلق فرص العمل تقريبًا مقارنةً بمسار 36%.

ويُسلّط التقرير الضوء على قصص نجاح البرازيل وأوروغواي، اللتين وسّعتا بسرعة قطاعي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من خلال عمليات تخطيط مُبسّطة.

وقال محلل الطاقة في أميركا اللاتينية لدى مركز أبحاث الطاقة العالمي “إمبر”، ويلمار سواريز: “الطاقة النظيفة خيار رابح للجميع”.

وأوضح أن “تحقيق أهداف طموحة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح سيسمح للمكسيك بتعزيز استقلالها في مجال الطاقة، مع تحقيق فوائد اجتماعية واقتصادية متعددة”.

محطة للطاقة الشمسية في ولاية سونورا بالمكسيك
محطة للطاقة الشمسية في ولاية سونورا – الصورة من رويترز

ارتفاع توليد الكهرباء بالغاز

أدى ارتفاع توليد الكهرباء بالغاز إلى زيادة واردات المكسيك من هذا الوقود.

ومنذ عام 2000، تضاعف الطلب على الغاز لتوليد الكهرباء في المكسيك 5 أضعاف، من 1,017 مليون قدم مكعبة يوميًا في عام 2000 إلى 5,387 مليون قدم مكعبة يوميًا في عام 2024، أي بزيادة قدرها 4,370 مليون قدم مكعبة يوميًا.

وبالنظر إلى انخفاض إنتاج الغاز المحلي، زادت واردات الغاز من الولايات المتحدة (لجميع الاستعمالات) بأكثر من 22 ضعفًا خلال المدة نفسها، من 287.9 ​​مليون قدم مكعبة يوميًا إلى 6,425 مليون قدم مكعبة يوميًا في عام 2024، حيث يُعدّ قطاعا الكهرباء والنفط أكبر مستهلكي الغاز في البلاد.

من إجمالي الغاز المنتج محليًا في البلاد، يصل 15% إلى السوق، بينما تستعمل شركة بيمكس (PEMEX) (شركة البترول الحكومية المكسيكية) النسبة المتبقية في عملياتها الخاصة.

محطة توبولوبامبو 3 لتوليد الكهرباء بالغاز الطبيعي
محطة توبولوبامبو 3 لتوليد الكهرباء بالغاز الطبيعي – الصورة جنرال إلكتريك فيرنوفا

وتُغطي الواردات نحو 74% من إجمالي طلب المكسيك على الغاز، حيث تُعدّ الولايات المتحدة المورد الرئيس لمعظم هذا الوقود، ما يُعرّض المكسيك لخطر كبير من القيود المحتملة على إمدادات الغاز لأسباب جيوسياسية أو مناخية أو سوقية.

وتشتري المكسيك 70% من غاز الأنابيب (الغاز الجاف) الذي تُصدّره الولايات المتحدة، وتُمثّل 31% من إجمالي حجم صادرات الغاز الأميركية، بما في ذلك الغاز الجاف والغاز المسال، وهذا يجعل المكسيك أكبر مشترٍ للغاز الأميركي عالميًا.

وفي عام 2023، كانت المكسيك سادس أكبر مستورد عالمي للغاز الجاف، ما يجعلها من أكثر الدول اعتمادًا على المورّدين الأجانب لتلبية طلبها المحلي على الكهرباء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إقرأ: تحول المكسيك إلى الطاقة النظيفة يخفض اعتمادها على الغاز الأميركي (تقرير) على منصة الطاقة