تحدي ليبيا الكبير: هل تتحول من “الذهب الأسود” إلى “الذهب الأخضر”؟
سولارابيك، ليبيا- 10 مارس 2025: تواجه ليبيا، صاحبة أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في أفريقيا، لحظة فارقة في تاريخها الطاقي. فبينما تسعى البلاد لزيادة إنتاجها النفطي بشكل كبير، تلوح في الأفق فرص واعدة لتحول جذري نحو الطاقة المتجددة، مما يضع ليبيا على مفترق طرق حاسم بين إرثها النفطي الغني ومستقبل مستدام.
طموحات نفطية متجددة
تسعى ليبيا، العضو البارز في منظمة “أوبك”، إلى زيادة إنتاجها النفطي اليومي بنسبة 40%، مستغلةً احتياطياتها الهائلة التي تتجاوز 50 مليار برميل من النفط الخام والغاز الطبيعي. كما تقود المؤسسة الوطنية للنفط (NOC) جهودًا حثيثة لإعادة هيكلة قطاع الطاقة، من خلال التركيز على تعزيز البنية التحتية، وتطبيق معايير الشفافية، وتوفير بيئة آمنة للاستثمارات. وتهدف هذه الإصلاحات إلى استعادة ثقة المستثمرين الدوليين، وجعل ليبيا شريكًا جذابًا في سوق الطاقة العالمي. وبالإضافة إلى ذلك، تستفيد ليبيا من موقعها الاستراتيجي القريب من الأسواق الأوروبية، ومن تكاليف إنتاجها المنخفضة نسبيًا، حيث تصل تكلفة إنتاج البرميل الواحد في بعض الحقول إلى دولار واحد فقط.
فرص واعدة للطاقة المتجددة
في حين أنه لا يمكن إنكار أهمية النفط والغاز كمصدرين حاليين للطاقة، إلا أن ليبيا تتطلع إلى المستقبل بخطط طموحة للاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة. من ناحية أخرى، تتمتع البلاد بمناخ مثالي لتوليد الطاقة الشمسية، وهو ما تؤكده الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، التي ترى أن ليبيا لديها القدرة على أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة المتجددة. وإن التحول نحو مزيج متنوع من الطاقة لن يقتصر على تلبية احتياجات ليبيا المتزايدة من الطاقة فحسب، بل سيسهم أيضًا في تقليل اعتمادها الاقتصادي على النفط، وخلق فرص عمل جديدة في قطاعات واعدة.
تحديات وفرص على الطريق
تواجه ليبيا تحديات جمة في مسيرتها نحو التحول الطاقي، أبرزها عدم الاستقرار السياسي وأنشطة الميليشيات. ومع ذلك، فإن جولة العطاءات الأخيرة للتنقيب عن النفط، وهي الأولى من نوعها منذ 17 عامًا، والتي تغطي أكثر من 24 منطقة، تمثل خطوة جريئة نحو الأمام. وتسعى رؤية رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة إلى خلق بيئة استثمارية شفافة، وهو أمر ضروري لتحقيق هدف إنتاج مليوني برميل يوميًا. كما أنهيجب الاستثمار في تطوير القوى العاملة المحلية وتأهيلها للعمل في قطاعات الطاقة المتجددة الناشئة، وذلك من خلال برامج تدريبية متخصصة لسد فجوة المهارات.
الخلاصة
إن ليبيا تقف اليوم على مفترق طرق، حيث يمكنها إما أن تواصل الاعتماد على إرثها النفطي، أو أن تتبنى مستقبلًا أكثر استدامة يعتمد على تنويع مصادر الطاقة. ومن خلال تبني إصلاحات جريئة، والاستثمار في التعليم والبنية التحتية، وتعزيز الشراكات الدولية، يمكن لليبيا أن تعيد صياغة دورها في مشهد الطاقة العالمي، وأن تسهم بفاعلية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في أفريقيا.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: meobserver
The post تحدي ليبيا الكبير: هل تتحول من “الذهب الأسود” إلى “الذهب الأخضر”؟ appeared first on Solarabic سولارابيك. Written by بسمه عبود