بريطانيا تدرس توليد الكهرباء دون الغاز لمدة قصيرة في 2025 (تقرير)
تدرس بريطانيا إمكان توليد الكهرباء بدون غاز لمدة قصيرة هذا العام، حيث تواجه الأسر في البلاد تغييرًا كبيرًا في فواتير الكهرباء “لأول مرة” هذا الصيف.
ووفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تسعى حكومة البلاد إلى تلبية 95% على الأقل من احتياجات بريطانيا السنوية من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، أو المحطات النووية، أو البطاريات، أو مصادر احتجاز الكربون، بحلول عام 2030.
وسيسعى مُشغّلو شبكة الكهرباء في بريطانيا إلى إبقاء التغذية الكهربائية دون حرق الغاز لأول مرة على الإطلاق هذا الصيف.
وفي لمحة مُحتملة عن مُستقبل نظام الطاقة في المملكة المتحدة، أكّدت هيئة تشغيل نظام الطاقة الوطني “نيسو” (Neso) – التي تدير الشبكة – أنها تدرس “الفرص المُحتملة” لتوليد الكهرباء بدون غاز لمدة قصيرة في وقت لاحق من هذا العام.
شبكة الكهرباء في بريطانيا
في حال النجاح بتشغيل شبكة الكهرباء في بريطانيا دون غاز، فإن ذلك سيجعلها واحدة من الدول الصناعية القليلة التي تُحقق سبقًا في هذا المجال.
وحددت “نيسو” ـالهيئة الحكومية المستقلة المسؤولة عن الإدارة اليومية للشبكة- هدفًا لها بتحقيق هدف تشغيل الشبكة دون غاز لمدة أولية بنحو 30 دقيقة في وقت ما من هذا العام.
وعلى المدى البعيد، ترغب الحكومة في تلبية ما لا يقل عن 95% من احتياجات بريطانيا السنوية من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، أو محطات الطاقة النووية، أو البطاريات، أو مصادر احتجاز الكربون بحلول عام 2030، وذلك بموجب خطة عملها للطاقة النظيفة.
حتمية توليد الكهرباء دون الغاز
صرّح الباحث المشارك في أسواق الطاقة العالمية لدى شركة أبحاث الطاقة “أورورا إنرجي ريسيرتش” (Aurora Energy Research)، جاكوب ماندل، بأنه “لا مفرّ” من أن تُشغّل المملكة المتحدة شبكة الكهرباء لديها في مرحلةٍ ما دون إسهام الغاز لمدّة قصيرة.
وأضاف: “شهدنا على مدى السنوات القليلة الماضية انخفاضًا مستمرًا في استعمال الغاز، مع بناء المزيد من مصادر الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة والإسهام في توليد الكهرباء”.
وأردف: “ما تزال هناك صعوبات يجب تجاوزها، ولكن من المحتّم أن نشهد في مرحلة ما ساعةً أو ساعتين لا يعمل فيها الغاز”، مشيرًا إلى أن ذلك “سيكون إثباتًا مهمًا للفكرة بشأن طريقة أداء شبكة الكهرباء في المملكة المتحدة على المدى الطويل”.
في المقابل، فإنّ استلام الكهرباء من أوروبا -التي تأتي عبر خطوط بحرية تُعرف باسم خطوط الربط- يعني أن النظام ما يزال من المرجّح أن يستقبل توليدًا يعمل بالغاز بشكل أو بآخر، وتستورد المملكة المتحدة ما بين 12% و18% من الكهرباء من الخارج.
ويبلغ الرقم القياسي الحالي لتوليد الكهرباء المتجددة في المملكة المتحدة 98.2%، وتحقق في 15 أبريل/نيسان من العام الماضي، وقد أدى ذلك إلى توفير الغاز 1.8% فقط من مزيج الكهرباء في البلاد، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.
ومنذ ذلك الحين، بدأ تشغيل المزيد من مزارع الرياح والطاقة الشمسية، ما أتاح الفرصة للكهرباء الخالية من الغاز.
لذلك، سيتعيّن على مشغّلي الشبكة استبدال ما يسمى بالقصور الذاتي الناتج عن دوران توربينات الغاز في النظام.
تجدر الإشارة إلى أن القصور الذاتي يساعد على منع التغيرات المفاجئة في تردد النظام، الذي يجب إبقاؤه ضمن حدود صارمة لضمان استمرار تشغيل الكهرباء.
انقطاعات التيار الكهربائي
ألقى بعض الخبراء باللوم على نقص القصور الذاتي بانقطاعات التيار الكهربائي الأخيرة في إسبانيا والبرتغال، حيث تشكّل الطاقة الشمسية، حاليًا، جزءًا كبيرًا من توليد الكهرباء بسبب الطقس المشمس، على الرغم من أن التحقيقات ما تزال جارية.
وقبل انقطاع التيار الكهربائي، وصلت الطاقة المتجددة في إسبانيا إلى رقم قياسي جديد بلغ 75% من توليد الكهرباء.
وفي بريطانيا، سعت هيئة تشغيل نظام الطاقة الوطني “نيسو” إلى الحفاظ على استقرار الشبكة، حتى مع إضافة المزيد من مصادر الطاقة المتجددة، من خلال “سوق استقرار”، تشمل استعمال عجلات دوارة، بالإضافة إلى توربينات احتياطية في مواقع مثل محطة كروتشان للطاقة الكهرومائية في إسكتلندا.
وقال المسؤول السابق لدى وزارة الطاقة، آدم بيل: “إن تشغيل النظام دون أيّ احتياطي دوار قائم على الوقود الأحفوري، والاعتماد بدلًا من ذلك على خدمات الاستقرار التي توفرها البطاريات ومصادر التخزين والطاقة المتجددة، يقدّم لمحة مبدئية عن مستقبل نظام الكهرباء لدينا”.
موضوعات متعلقة..
- ارتفاع أسعار الكهرباء في بريطانيا.. هل ينعكس بإلغاء “ضرائب الحياد الكربوني”؟ (تقرير)
- الإمارات تستحوذ على شركة لتطوير مشروعات نقل الكهرباء في بريطانيا
- شبكة الكهرباء في بريطانيا.. عدم التطوير يزيد أرباح شركات طاقة الرياح
اقرأ أيضًا..
- ناقلات الغاز والنفط تشهد تحركات جديدة تدعم أسطول دولتين عربيتين
- حقل يامبورغ للغاز.. قصة 4.7 تريليون متر مكعب تدعم صادرات روسيا
- أنس الحجي: الصين صدمت ترمب بشأن النفط والغاز المسال.. وهذا سر المكسيك
المصدر..
إقرأ: بريطانيا تدرس توليد الكهرباء دون الغاز لمدة قصيرة في 2025 (تقرير) على منصة الطاقة