بتروبراس البرازيلية تثير غضب أكبر مدافع عن غابات الأمازون بمشروع نفطي
أثار مشروع جديد لشركة بتروبراس البرازيلية في غابات الأمازون أكبر المدافعين عن تلك الغابات، وهو راوني ميتوكتيري، والذي حث الحكومة على عدم استكشاف النفط في المنطقة، بسبب التأثير السلبي لذلك في السكان الأصليين.
جاء ذلك خلال أكبر تجمع للسكان الأصليين المسمى “أكامبامينتو تيرا ليفري”، انعقد الأسبوع الماضي، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وخلال التجمع ثار جدل واسع حول مناقصة شركة النفط المملوكة للدولة، التي تفتح بابًا جديدًا للتنقيب عن النفط قبالة ساحل ولاية أمابا الأمازونية، في حوض فوز دو أمازوناس الحساس بيئيًا.
وتستضيف البرازيل قمة المناخ كوب 30 هذا العام، في المدينة الأمازونية “بيليم”، وستنعقد خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وتستهدف في المقام الأول العمل على خفض الانبعاثات لتحقيق هدف الـ1.5 درجة حرارة مئوية.
وتعرّضت غابات الأمازون، التي تُعد رئة العالم؛ حيث إنها مصدر لـ20% من أكسجين العالم، إلى حرائق هائلة في السنوات الأخيرة.
ويُعد عقد قمة المناخ المقبلة بالمدينة البرازيلية الأمازونية التي تقع في الغابات المطيرة إشارة ذات دلالة؛ فقد استقبلت مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية أولى القمم التي دعت إلى حماية البيئة، وهي “قمة الأرض” عام 1992، والتي أسفرت عن 3 اتفاقيات مهمة بشأن تغير المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر.
رفض المشروع
قال الزعيم القبلي والمدافع الشرس عن غابات الأمازون راوني ميتوكتيري، عن خطوة شركة بتروبراس البرازيلية لاستكشاف النفط في إحدى المناطق بتلك الغابات، حيث طرحت مناقصة لذلك: “إنني ضد هذا المشروع”.
وجاء تصريح ميتوكتيري، بعد أيام من لقائه رئيس البلاد لويس إيناسيو لولا دا سيلفا؛ حيث قال: “أخبرت الرئيس شخصيًا بأنني ضد هذا المشروع ولا أقبل استكشاف النفط في الأمازون”.
غير أنه رغم سعي لولا دا سيلفا للاعتراف به داعمًا للغابات الاستوائية في العالم وللشعوب الأصلية في البرازيل؛ فإنه أكد أهمية أن تكون البلاد قادرة على الحفر في حوض فوز دو أمازوناس، متجاهلًا أنه حساس بيئيًا.
وكان راوني ميتوكتيري، الناشط البيئي المعترف به دوليًا لعقود (عمره 89 عامًا)، من بين الأشخاص القلائل الذين دعاهم لولا دا سيلفا لدعمه عندما أدى اليمين الدستورية لولاية رئاسية ثالثة في يناير/كانون الثاني 2023.

نقد الرئيس لوكالة البيئة
انتقد الرئيس البرازيلي اليساري، الذي يَعُد عودته للحكم نصرًا لفقراء الدولة، وكالة البيئة (إيباما) لتأخرها في منح شركة بتروبراس البرازيلية ترخيصًا لاستكشاف النفط في حوض فوز دو أمازوناس الحساس بيئيًا بنهر الأمازون.
ورفضت إيباما في مايو/أيار 2023، طلب شركة بتروبراس للحصول على رخصة التنقيب بالحوض بسبب مخاوف بيئية.
وفي وقت لاحق؛ سلّطت الضوء على المخاطر التي قد يتعرّض لها سكان المنطقة الأصليون إذا وافقت على أعمال حفر بالمنطقة. ورغم طعن بتروبراس البرازيلية على قرار وكالة البيئة؛ فإنها لم تستجِب وعلّقت القرار.
ويقع حوض فوز دو أمازوناس في الهامش الاستوائي في البرازيل، بالقرب من الحدود النفطية الواعدة، ويتشابه جيولوجيًا مع دولة غايانا القريبة؛ حيث إن شركة إكسون موبيل الأميركية تطور حقولًا نفطية ضخمة.
وفازت شركة بتروبراس البرازيلية بعطاء للتنقيب عن النفط في المربع “إف زد إيه-إم-59” البحري شمالًا عام 2013، لكن لم تحصل على التراخيص اللازمة للأسباب البيئية سالفة الذكر.
وكانت الوكالة البيئية قد أشارت إلى أنه من بين أسباب رفض الترخيص في نهر الأمازون، وجود تناقضات في الدراسات البيئية، وبأنها تعتمد على معايير ضعيفة بالنسبة إلى تأثيرات الحفر في المجتمعات الأصلية، وحماية الحياة البرية.
ودافع مسؤولو الشركة عن المشروع، وزعموا عدم وجود الموقع في نهر الأمازون، ولكنه في أعالي البحار، ويبعد 500 كيلومتر مربع عن مصب النهر.
وفي المقابل، يقول مدافعون عن البيئة إن موقع التنقيب يقع على بُعد 160 كيلومترًا مربعًا فقط من مصب حوض الأمازون أحد أكبر أنهار العالم.
موضوعات متعلقة..
- سهم بتروبراس البرازيلية يهوي بسبب أمر رئاسي
-
نتائج أعمال بتروبراس البرازيلية في الربع الثاني 2023 تهبط بالأرباح
اقرأ أيضًا..
- المغرب يقود ثورة الأسمدة الخضراء.. خفض انبعاثات الغذاء أولوية عالمية
-
خبراء: رسوم ترمب الجمركية قد تساعد على التخلص من “إدمان” الوقود الأحفوري (تقرير)
المصادر:
إقرأ: بتروبراس البرازيلية تثير غضب أكبر مدافع عن غابات الأمازون بمشروع نفطي على منصة الطاقة