Categories
Uncategorized

الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. 4 دول عربية تملك أسعارًا تنافسية

كشفت دراسة حديثة عن أن تكلفة الهيدروجين الأخضر في أفريقيا تفوق التوقعات السابقة كافة، لتتحول إلى عقبة كبرى أمام الطموحات الأوروبية في الاعتماد على القارة السمراء.

وبحسب الدراسة، التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، سيظل تصدير الهيدروجين الأخضر على شكل أمونيا إلى أوروبا مكلفًا بحلول عام 2030، ما لم تتدخل السياسات الأوروبية للحد من المخاطر المالية.

وستصل تكلفة الهيدروجين في أفريقيا إلى نحو 5 يورو (5.7 دولارًا) لكل كيلوغرام، اعتمادًا على بيئة أسعار الفائدة، وهو ما يجعل من الصعب على القارة المنافسة في السوق الأوروبية التي تطمح لأسعار أقل من 3 يورو (3.4 دولارًا).

(اليورو = 1.15 دولارًا أميركيًا)

وعند دراسة أكثر من 10 آلاف موقع محتمل للإنتاج في 31 دولة أفريقية، لم يتجاوز عدد المواقع القادرة على تحقيق أسعار تنافسية 200 موقع فقط، موزعة في 6 دول -بينها 4 دول عربية- وهي الجزائر والمغرب وكينيا وموريتانيا وناميبيا والسودان، أي أقل من 2% من المواقع المدروسة.

ويُعرف الهيدروجين الأخضر بأنه ذلك المنتج عبر التحليل الكهربائي الذي يعتمد على مصادر الطاقة المتجددة فقط.

فرص الهيدروجين الأخضر في أفريقيا

في عام 2022، لم يُشكِّل الهيدروجين الأخضر سوى 0.1% فقط من الإنتاج العالمي للهيدروجين، وذلك بسبب تكلفته المرتفعة التي تصل إلى ضعفين أو 3 أضعاف تكلفة الهيدروجين الرمادي (المنتج من الغاز دون احتجاز الكربون وتخزينه).

وتشير التقديرات إلى إمكان خفض التكاليف بنسبة تصل إلى 85%، من خلال الاعتماد على الكهرباء المتجددة الأرخص، وتقلص تكاليف التحليل الكهربائي، وتحسين كفاءة المعدات وساعات التشغيل؛ لذا تخطط عدة دول أفريقية لتطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر بفضل وفرة الطاقة المتجددة، لكنها لا تزال في مراحلها الأولية.

في الوقت نفسه، أعلن الاتحاد الأوروبي هدفًا لاستيراد 10 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر لدعم خططه في إزالة الكربون، مع تحديد أكثر من 70 منطقة محتملة موردة، يقع العديد منها في أفريقيا.

ومع ذلك، كشفت دراسة مشتركة بين جامعة ميونيخ التقنية (TUM) وجامعة أكسفورد والمعهد الاتحادي السويسري للتقنية (ETH) عن فجوة في تقدير تكلفة الهيدروجين الأخضر في أفريقيا؛ إذ تعتمد معظم النماذج التقليدية على افتراضات موحّدة لتكاليف التمويل، متجاهلة الاختلافات الكبيرة في المخاطر الاستثمارية عبر الدول الأفريقية.

وبناء على ذلك، أخذت الدراسة في الحسبان الفروقات الدقيقة بين 31 دولة أفريقية، مثل إمكانات النقل والتخزين، ومستوى الاستقرار القانوني والسياسي، لتقديم تقدير أكثر واقعية لتكاليف التمويل التي تواجه مشغلي هذه المشروعات.

كما تفترض بدء تشغيل هذه المنشآت بحلول عام 2030، مع خطة لتحويل الهيدروجين المنتج إلى الأمونيا، وشحنه إلى ميناء روتردام الهولندي.

يوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- مشروعات الهيدروجين في الدول العربية:

مشروعات الهيدروجين في الدول العربية

تكلفة الهيدروجين الأخضر في أفريقيا وفقًا للدراسة

تناولت الدراسة تأثير عدة عوامل في تكلفة تمويل مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر، وذلك عبر 4 سيناريوهات مختلفة تجمع بين:

  • مستوى أسعار الفائدة: هل هي مرتفعة أم منخفضة؟
  • توزيع المخاطر الاستثمارية: هل يتحمّل مشغلو المصانع جميع مخاطر الاستثمار، أم أن الجهات المسؤولة تقدم ضمانات سعرية أو لشراء الإنتاج؟

وتوصّل فريق الدراسة إلى نتيجة مفادها أنه في ظل أسعار الفائدة الحالية، سيتحمّل مشغلو المشروعات معدلات فائدة تتراوح بين 8% و27% بحسب الدولة والظروف الاقتصادية، مقارنة بتقديرات سابقة لم تتجاوز 4 إلى 8%.

وأظهرت الدراسة أن متوسط تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا قد تصل إلى 4.2 و4.9 يورو للكيلوغرام حال تحمل المنتجون مخاطر الاستثمار كافة.

ومع ذلك؛ إذا قدّمت الحكومات الأوروبية ضمانات وانخفضت أسعار الفائدة قد تتراجع التكلفة إلى أقل من 3 يورو للكيلوغرام.

غير أن البلدان الأفريقية ستواجه منافسة شرسة من مناطق أخرى؛ حيث شهدت مزادات الهيدروجين الأوروبية في 2024 عروضًا تقل عن 3 يورو للكيلوغرام.

مشروع هيدروجين تابع لشركة "هاي آيرون"
مشروع هيدروجين تابع لشركة “هاي آيرون” – الصورة من صفحة الشركة عبر فيسبوك

200 موقع مؤهلة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا

من جهة أخرى، أشارت الدراسة إلى وجود نحو 200 موقع فقط في أفريقيا يمكن أن تنتج الهيدروجين الأخضر بسعر تنافسي بحلول عام 2030.

وتتركّز هذه المواقع في دول، مثل الجزائر وكينيا وموريتانيا والمغرب وناميبيا والسودان، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ومع ذلك، لم تستطع الدراسة احتساب المخاطر الأمنية المحلية بدقة، وهو ما قد يقلل من عدد المواقع القادرة على المنافسة، خصوصًا أن العديد من المواقع المثلى تقع في مناطق غير مستقرة أمنيًا.

وبينما يحافظ المغرب والجزائر على الصدارة في سيناريو عدم إزالة المخاطر، بفضل جودة المؤسسات، ووفرة موارد الرياح، والقرب الجغرافي من ميناء روتردام، إلا أن الكفة تميل نحو موريتانيا بعد إزالة المخاطر، رغم ضعف جودة مؤسساتها؛ حيث يمكن أن تصل التكلفة إلى 3.2 يورو للكيلوغرام بحلول 2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إقرأ: الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. 4 دول عربية تملك أسعارًا تنافسية على منصة الطاقة