المصارف الملتزمة بالحياد الكربوني تشهد انسحابًا جماعيًا للمؤسسات الأميركية (تقرير)
شهد تحالف المصارف الملتزمة بالحياد الكربوني انسحابًا جماعيًا للمؤسسات المالية الأميركية قبل مدة قليلة من تنصيب الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في يناير/كانون الثاني الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن التحالف (Net Zero Banking Alliance) أسّسه الحاكم السابق لبنك كندا، مارك كارني، وألزم الأعضاء بتبنّي سياسات الحدّ من الإقراض لشركات الوقود الأحفوري، واتخاذ تدابير أخرى تهدف إلى الحدّ من انبعاثات الكربون.
في المقابل، قرّر كبار المسؤولين التنفيذيين في مصرفَي باركليز (Barclays) ونات ويست (NatWest) البريطانيين أنهما يفضّلان ألّا تستند مكافآتهما السنوية إلى أهداف المناخ، حسب مقال طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقد ألغى كلا المصرفين -وهما من أهم المصارف الملتزمة بالحياد الكربوني– مقاييس الاستدامة من الصيغ المستعملة لتحديد حجم مكافآتهما.
استعمال هداف المناخ
على الرغم من أن مصرفَي باركليز ونات ويست البريطانيين سيستعملان أهداف المناخ ضمن نطاق معين في خطط الحوافز طويلة الأجل، وسيظلّان عضوين في تحالف المصارف الملتزمة بالحياد الكربوني في الوقت الحالي، فإن هذا يمثّل تراجعًا عن عملية بدت حتى وقت قريب أنها تمضي في اتجاه واحد.

ويرى الكاتب الصحفي لدى مجلة ذا سبكتاتور البريطانية، روس كلارك، أن هذا قد يرجع إلى إدراك حقيقة مفادها أن المصارف الأميركية قد ينتهي بها الحال إلى الاستحواذ على صناعة الوقود الأحفوري بالكامل.
وأوضح روس كلارك أنه لا يوجد، حاليًا، سوى 3 مصارف أميركية مُدرجة بين 140 عضوًا في التحالف، وجميعها مؤسسات متخصصة مثل مصرف “كلايمت فيرست” (Climate First).
أوروبا لم تتخلَّ عن استهلاك النفط والغاز
على النقيض من ذلك، يوجد 81 عضوًا في تحالف المصارف الملتزمة بالحياد الكربوني، مقرّهم في أوروبا، التي لم تتخلَّ عن استهلاك النفط والغاز، وسوف يستغرق ذلك عقودًا عديدة، حيث تختار المصارف تدريجيًا الخروج من أعمال الاستخراج من الأرض.
وقال الكاتب الصحفي لدى مجلة ذا سبكتاتور البريطانية، روس كلارك: “من الآن فصاعدًا، سوف يزداد نقل الأرباح من هذه الأعمال إلى الخارج، ما لم تبدأ المصارف الأوروبية في التراجع عن سياسات الحياد الكربوني”.
وعلى الرغم من أن الحاكم السابق لبنك كندا، مارك كارني، يحب الحديث عن المخاطر الناجمة عن “الأصول العالقة” -الوقود الأحفوري الذي ينتهي به المطاف إلى تركه في الأرض مع تحرُّك العالم نحو الطاقة المتجددة-، فإن التعثُّر الحقيقي الذي يحدث الآن هو نأي المصارف بنفسها عن الاستفادة من انتعاش إنتاج النفط والغاز.
وأشار روس كلارك إلى أن وعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بزيادة استخراج النفط والغاز وضع سياسات الاستدامة التي تنتهجها المصارف في مأزق.
وأوضح روس أنه لم يعد من الممكن التظاهر ــحسبما يحبّ وزير الطاقة البريطاني، إد ميليباند، أن يصوّرــ بعدم وجود تعارض بين الأهداف الرامية إلى الحدّ من انبعاثات الكربون والسعي إلى تحقيق مكافآت مالية.
وأردف: “هناك أرباح جيدة يمكن تحقيقها في الأمدين القريب والمتوسط على الأقل من استخراج وتكرير النفط والغاز”.
المصارف البريطانية لم تتخلَّ عن الاستثمار في الوقود الأحفوري
أكد الكاتب الصحفي لدى مجلة ذا سبكتاتور البريطانية، روس كلارك، أن المصارف البريطانية لم تلتزم بالتخلّي عن استثماراتها في الوقود الأحفوري.
وقال: “على سبيل المثال، قد يكون مصرف باركليز عضوًا في تحالف المصارف الملتزمة الحياد الكربوني، ولكن القيود الوحيدة التي فرضها على الإقراض تتعلق بأعمال الفحم الحراري (أي حرق الفحم لتوليد الحرارة والكهرباء)، ونفط القطب الشمالي والرمال النفطية”.
وأكد كلارك أن المصرف لم ينسحب من تمويل استخراج النفط والغاز، بما في ذلك التكسير المائي الهيدروليكي، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.

ويستند المصرف في أوراق اعتماده في مجال الاستدامة إلى تمويل بقيمة تريليون جنيه إسترليني (1.26 مليار دولار) يعتزم تقديمه بين عامي 2023 و2030 للطاقة الخضراء، بما في ذلك الهيدروجين، واحتجاز الكربون، والبطاريات.
أمّا عن قراره بمواصلة تمويل التكسير المائي الهيدروليكي، فقد أوضح المصرف: “تظل الاحتياطيات ذات مُدَد التسليم الأقصر تشكّل جزءًا مهمًا من إمدادات الطاقة في الأمد القريب، وفق إستراتيجية الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)”.
وعادةً ما يكون لمشروعات النفط الصخري، من التكسير المائي الهيدروليكي، دورة إنتاج قصيرة، ومن ثم يمكنها بدء الإنتاج في غضون أشهر من قرار الاستثمار.
وأكد المصرف: “نحن ندعم التكسير المائي الهيدروليكي لأنه سريع ورخيص، ومن ثم فإن مشروعات النفط الصخري الفردية ستنتهي قبل مدة طويلة من تعثُّر أصولها”.
موضوعات متعلقة..
- خطط الحياد الكربوني في بريطانيا قد تأتي بنتائج اقتصادية عكسية (تقرير)
- الحياد الكربوني في بريطانيا يؤجج شبح الظلام.. وخطر جديد بسبب النرويج
- رئيس شركة عالمية يهدم أسس الحياد الكربوني في بريطانيا.. “مكلفة وتضخمية”
اقرأ أيضًا..
- أكبر 5 حقول نفط وغاز في الجزائر.. احتياطيات ضخمة (خاص)
- إعادة تدوير الخلايا الشمسية المصنوعة من البيروفسكايت.. تقنية جديدة
- تطورات قطاع الطاقة في أفريقيا.. أرقام عن الاستهلاك والانبعاثات
المصادر..
إقرأ: المصارف الملتزمة بالحياد الكربوني تشهد انسحابًا جماعيًا للمؤسسات الأميركية (تقرير) على منصة الطاقة