Categories
Uncategorized

القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب.. 3 عوامل تدعم جذب الاستثمارات

تنعقد القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب “World Power-to-X Summit” خلال أكتوبر/تشرين الأول (2025)، في خطوة من شأنها دعم جهود المملكة الرامية لتعزيز الاستثمارات في الوقود الأخضر.

يأتي انعقاد الدورة الخامسة للقمة يومَي 1 و2 أكتوبر/تشرين الأول المقبل في مدينة مراكش، في إطار التوجيهات الرامية إلى ترسيخ مكانة المغرب بصفته مركزًا إقليميًا في مجال الهيدروجين الأخضر.

وتشكّل القمة العالمية -وفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- منصة رفيعة المستوى للحوار السياسي والاقتصادي الإقليمي، وحشد كل الأطراف الفاعلة -من مستثمرين وصناعيين ومؤسسات بحث وابتكار وصنّاع القرار- حول اتفاقيات وحلول تكنولوجية رائدة تعزّز ديناميات الانتقال الطاقي.

وتُنظّم فعاليات القمة تحت إشراف وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، بالشراكة بين معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة (IRESEN)، وتجمع الهيدروجين الأخضر بالمغرب (Cluster Green H2 Maroc)، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P)، والوكالة المغربية للطاقة المستدامة (MASEN).

معهد البحث في الطاقة الشمسية

كشف مدير معهد البحث في الطاقة الشمسية الدكتور سمير الرشيدي -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة- اليوم الخميس 17 أبريل/نيسان، أهمية النسخة الجديدة من القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب، في ظل الجدل العالمي حول جدوى مشروعات الهيدروجين الأخضر وتكلفتها.

وقال إن القمة تأتي في مرحلة دقيقة من تطور سوق الهيدروجين الأخضر، إذ تتطلّب المرحلة الراهنة الانتقال من بلورة الطموحات إلى بناء أسواق فعلية، وسد الفجوة بين الرؤية المناخية والواقع الاقتصادي، لا سيما على مستوى الطلب الصناعي الفعلي، وآليات الشراء والتسويق.

الدكتور سمير الرشيدي مدير معهد البحث في الطاقة الشمسية

وأشار الرشيدي إلى أن قمة World Power-to-X Summit توفّر فضاءً متعدد الأطراف لتفعيل التعاون العملي بين صناع القرار والمستثمرين، مشددًا على أن المغرب يواكب الزخم العالمي بالعمل على تسريع الانتقال الطاقي وتعزيز مكانة المملكة في سلاسل القيمة الجديدة، من خلال عرض استثماري واقعي، يضع التنافسية الاقتصادية في صميم تحول الطاقة.

ويخطّط المغرب لإنتاج نحو 3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2030، بالاعتماد على إمكاناته في مجال الطاقة المتجددة وتحلية مياه البحر، ما من شأنه تسريع تحقيق هدف الحياد الكربوني في 2050.

مزايا المغرب في مجال الهيدروجين الأخضر

استعرض الدكتور سمير الرشيدي مزايا المغرب في مجال الهيدروجين الأخضر، موضحًا أن المملكة تمتلك رؤية إستراتيجية راسخة في مجال الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر، مستندة إلى توجيهات تؤكد ضرورة تسريع الانتقال الطاقي، وتعزيز مكانة المملكة ضمن سلاسل القيمة المستقبلية.

ولخص المزايا في 3 عناصر رئيسة:

  • إشعاع شمسي يفوق 3 آلاف ساعة سنويًا.
  • سرعات رياح منتظمة.
  • ساحل بحري يمتد على أكثر من 3 آلاف و500 كيلومتر.

وقال، في تصريحاته إلى منصة الطاقة: “يتوفّر المغرب على رصيد طبيعي فريد يؤهله إلى الريادة في الطاقات المتجددة، إذ يجمع بين إشعاع شمسي يفوق 3 آلاف ساعة سنويًا، وسرعات رياح منتظمة، وساحل بحري يمتد على أكثر من 3 آلاف و500 كيلومتر، ما يوفّر شروطًا مواتية لتطوير مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره.

وأضاف: “يعزّز هذا التوجه عددًا من المشروعات المنجزة، من أبرزها محطة نور ورزازات للطاقة الشمسية، ومحطات رياح كبرى، ما يعكس التزامًا وطنيًا راسخًا ببناء منظومة طاقية نظيفة وبنية تحتية مستدامة تُهيّئ لاقتصاد منخفض الانبعاثات”.

وأشار إلى أن المغرب أرسى قاعدة صناعية متنوعة تشمل السيارات والطيران، ما يعزّز فرص توطين مكونات رئيسة ضمن سلسلة قيمة الهيدروجين الأخضر، خاصة أنظمة التحليل الكهربائي، ويدعم تأسيس منظومة وطنية للتكنولوجيا النظيفة، مدعومة بقدرات بشرية مؤهلة، ومبادرات واعدة في البحث العلمي التطبيقي والابتكار الموجه نحو السوق.

وتتكامل هذه العوامل داخل “عرض المغرب”، الذي يقدّم إطارًا استثماريًا متكاملًا يشمل توفير الأراضي، وتبسيط الإجراءات، وتوفير رؤية واضحة للمستثمرين، مما يجعل المملكة وجهة موثوقة في قطاع الهيدروجين الأخضر الواعد.

جانب من فعاليات القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب خلال عام 2024
جانب من فعاليات القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب World Power-to-X Summit خلال عام 2024 – الصورة من معهد البحث

عرض المغرب

تنعقد القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب World Power-to-X Summit في الوقت الذي تخطو فيه المملكة خطوة جديدة في مسار تفعيل طموحه بمجال الهيدروجين، من خلال اختيار أول المستثمرين وإطلاق مشروعات هيكلية ضمن إطار “عرض المغرب“، باستثمار إجمالي يُقدّر بـ319 مليار درهم (34.45 مليار دولار).

وتركز المبادرات على إنتاج الأمونيا الخضراء، والوقود الصناعي النظيف، والفولاذ منخفض الكربون، في إطار رؤية إستراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى ترسيخ مكانة المغرب بصفته فاعلًا رئيسًا في الاقتصاد العالمي للجزيئات النظيفة.

ولا تُعد القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب منتدى للحوار وحسب، بل تشكل “قمة لإنجاز الصفقات”، إذ تتبلور المشروعات وتُهيكل آليات التمويل، وتتخذ القرارات الحاسمة، إذ يمكّن التوجّه العملي من تجاوز الإطار النظري، وتحويل النقاشات إلى خطوات ملموسة تُسهم في بناء اقتصاد أخضر وتنافسي.

وستنصبّ النقاشات خلال القمة على محاور أساسية تتعلّق بالتمويل والنماذج الاقتصادية، بما في ذلك اتفاقيات الشراء طويلة الأمد والاستثمارات العمومية والخاصة، وآليات تقليص المخاطر.

كما سيتم التركيز على تطوير البنى التحتية واللوجستية، خاصة ما يتعلق بالمواني، وخطوط الأنابيب، وحلول التخزين، بهدف إرساء سوق مرنة وتنافسية للهيدروجين الأخضر ومشتقاته.

وسيحظى الابتكار التكنولوجي بمكانة بارزة، من خلال استعراض التقدم في تقنيات التحليل الكهربائي، وإنتاج الأمونيا والميثانول، إلى جانب حلول النقل والتخزين. كما ستكون البحوث التطبيقية الموجهة نحو السوق في صلب النقاشات، بصفتها رافعة أساسية للانتقال الطاقي، بما يُسهم في مواءمة الابتكار مع احتياجات السوق وتطوير حلول عملية قابلة للتنفيذ ولتوسيع النطاق.

وتعهّد “عرض الهيدروجين” الذي أطلقته حكومة الرباط خلال 2024، بتخصيص ما يصل إلى مليون هكتار (10 آلاف كيلومتر مربع) من الأراضي لمشروعات الهيدروجين الأخضر في المغرب، في قطع تتراوح مساحاتها بين 100 و300 كيلومتر مربع.

وخلال المرحلة الأولى، ستُوفَّر 300 ألف هكتار لصالح المستثمرين، تُوزَّع على قطع أراضٍ تتراوح مساحتها بين 10 آلاف و30 ألف هكتار، وفق حجم المشروعات المرتقبة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إقرأ: القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب.. 3 عوامل تدعم جذب الاستثمارات على منصة الطاقة