الطلب على الكهرباء لدى مراكز البيانات يرتفع بالنمو السريع للخدمات الرقمية (تقرير)
يعزّز النمو السريع للخدمات الرقمية الطلب على الكهرباء لدى مراكز البيانات الذي وصل إلى مستويات قياسية.
ومع ازدياد التوليد واستهلاك الشركات والمستهلكين كميات هائلة من البيانات، أصبحت الحاجة إلى بنية تحتية متينة لتخزين هذه المعلومات ومعالجتها وإدارتها أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، حسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في المقابل، يصاحب هذا الطلب المتزايد تحدٍّ كبير يتمثّل في ارتفاع استهلاك الطاقة.
وتستهلك مراكز البيانات كميات هائلة من الكهرباء لتشغيل الخوادم، وأجهزة التخزين، ومعدات الشبكات، وأنظمة التبريد.
ارتفاع الطلب على الكهرباء
يقترن ارتفاع الطلب على الكهرباء بالتركيز المتزايد على الاستدامة والضغط المتزايد لتقليل البصمة الكربونية، ما يضع إدارة الطاقة لدى مراكز البيانات في مقدمة أولويات الأعمال العالمية.
وتُعدّ مراكز البيانات من أكبر مستهلكي الطاقة حول العالم، وقد أصبحت قدرتها على التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة مع تحسين الاستهلاك محورًا رئيسًا للشركات التي تسعى جاهدة لتحقيق أهدافها التشغيلية والبيئية.
في هذا الإطار، برزت أنظمة تخزين الكهرباء بالبطاريات بصفتها حلًا ثوريًا، ويُسهم في ضمان موثوقية مراكز البيانات الحديثة وكفاءتها واستدامتها.

تشغيل مراكز البيانات بصفة مستدامة
تُعدّ مراكز البيانات العمود الفقري للمؤسسات الحديثة، إذ تستضيف تطبيقات بالغة الأهمية يجب أن تظلّ قيد التشغيل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
ويُخصّص جزء كبير من استهلاكها للطاقة لتشغيل البنية التحتية للأجهزة، وربما الأهم من ذلك تبريد الأنظمة التي تُولّد حرارةً كبيرة.
وأشار تقرير إلى أن مراكز البيانات تستهلك 3% من إمدادات الكهرباء العالمية، وتُسهم بنسبة 2% من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ومن المتوقع أن ينمو هذا الرقم مع استمرار ارتفاع الطلب على الخدمات الرقمية.
وبحلول عام 2040، من المتوقع أن يُسهم تخزين البيانات الرقمية بنسبة 14% من انبعاثات العالم.
ضغوط تنظيمية لخفض الانبعاثات
مع مواجهة الشركات تكاليف تشغيلية متزايدة، وضغوطًا تنظيمية لخفض الانبعاثات، ومخاوف متزايدة بشأن التأثير البيئي، تُصبح إدارة الطاقة في مراكز البيانات قضيةً محورية.
وتُعد هذه المرافق شديدة الحساسية لتقلبات الطاقة، وهي عُرضة لمخاطر انقطاعها.
في المقابل، حتى الانقطاعات القصيرة للتيار الكهربائي يُمكن أن تُؤدي إلى خسائر مالية كبيرة، أو تلف البيانات، أو أعطال في النظام، ما يجعل الحاجة إلى مصدر طاقة موثوق ومتواصل أمرًا بالغ الأهمية.

دور أنظمة تخزين الكهرباء بالبطاريات في مراكز البيانات
مع توسع الاقتصاد الرقمي، أصبح دمج الطاقة المتجددة وأنظمة تخزين الكهرباء بالبطاريات (BESS) إستراتيجيةً بالغة الأهمية لمراكز البيانات لتحقيق الاستدامة وكفاءة الطاقة.
وأصبحت أنظمة تخزين الكهرباء بالبطاريات، خصوصًا بطاريات الليثيوم أيون، أساسيةً في مواجهة التحديين المزدوجَيْن المتمثلَيْن في الموثوقية والاستدامة في مراكز البيانات.
وتوفّر هذه الأنظمة مزايا عديدة تدعم الأداء السلس لهذه المرافق عالية الطلب:
أولًا: نظام الكهرباء غير المنقطعة (UPS)
تُعدّ أنظمة البطاريات جزءًا لا يتجزّأ من البنية التحتية لنظام الطاقة غير المنقطعة (UPS).
وفي حال انقطاع التيار الكهربائي أو تعطل الشبكة، يوفر نظام البطارية الاحتياطي كهرباء فورية، ما يضمن استمرارية العمليات.
وعلى عكس مولدات الديزل التي تستغرق عدة دقائق لبدء التشغيل، توفّر البطاريات استمراريةً سلسةً، ما يُبقي عمليات مركز البيانات قيد التشغيل في أثناء تشغيل مولدات احتياطية أو مصادر طاقة بديلة.
ثانيًا: تخزين الطاقة لتحويل الأحمال وتقليل أوقات الذروة
تساعد أنظمة البطاريات مراكز البيانات على تحسين استعمال الطاقة من خلال تقنيات مثل تحويل الأحمال وتقليل أوقات الذروة.
وفي أثناء ساعات الركود، عندما يكون الطلب على الطاقة منخفضًا وأسعار الكهرباء مواتية، يمكن تخزين الطاقة الزائدة المُولّدة من مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح في بطاريات.
وخلال أوقات ذروة الطلب، عندما ترتفع أسعار الكهرباء، تُفرّغ الطاقة المُخزّنة لتلبية احتياجات المنشأة من الكهرباء، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.
ثالثًا: تحسين مرونة الشبكة
يؤدي نظام تخزين الكهرباء بالبطاريات دورًا رئيسًا في تعزيز مرونة شبكة مراكز البيانات.
وفي المناطق التي تعاني انقطاعات متكررة في إمدادات الكهرباء، تُمكّن هذه الأنظمة مراكز البيانات من العمل بصورة مستقلة لأوقات طويلة.
وتُعد هذه القدرة بالغة الأهمية في المناطق المعرضة للكوارث الطبيعية، أو الظروف الجوية السيئة، أو غيرها من الاضطرابات.
رابعًا: الصيانة التنبؤية والمراقبة اللحظية
تتيح أنظمة البطاريات المتقدمة، التي غالبًا ما تُدمج مع منصات الإدارة القائمة على إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، لمشغلي مراكز البيانات مراقبة استهلاك الطاقة وأداء البطاريات لحظيًا.
وتتيح هذه الأنظمة إجراء الصيانة التنبؤية، وتنبيه المشغلين إلى المشكلات المحتملة قبل تفاقمها ووصولها إلى أعطال.
ومن خلال تحسين دورات شحن البطاريات وتفريغها، تُطيل هذه الأنظمة الذكية عمر وحدات تخزين الكهرباء، وتُحسّن موثوقية النظام وكفاءته بصفة عامة.
موضوعات متعلقة..
- الطلب على الكهرباء في الشرق الأوسط قد يرتفع 3%.. ودور الغاز يتزايد (تقرير)
- الطلب على الكهرباء في أفريقيا يسجل مستوى قياسيًا بقيادة 3 دول
- توقعات بنمو الطلب على الكهرباء عالميًا 4% سنويًا.. ما دور الصين؟
اقرأ أيضًا..
- حقل نفط ليبي يشهد خطوة مهمة تعزز إنتاجه
- قدرات توليد الكهرباء في الكونغو تتعزّز بالغاز والمصادر المتجددة (تقرير)
- الديزل الحيوي لناقلات النفط الصغيرة.. الخيار الأفضل ضمن معايير الاتحاد الأوروبي (تقرير)
المصادر:
إقرأ: الطلب على الكهرباء لدى مراكز البيانات يرتفع بالنمو السريع للخدمات الرقمية (تقرير) على منصة الطاقة