إنجي الفرنسية تكثف نشاطها الخليجي.. والسعودية والإمارات في المقدمة
تعيد شركة إنجي الفرنسية النظر في إستراتيجيتها الخليجية، مستهدفةً تنشيط محفظتها عبر إعادة هيكلة الأصول وتحديد أولوياتها تجاه الأسواق المستهدفة.
ورغم توسُّع شركة المرافق العالمية في أكثر من سوق خليجية، فإن الآونة الأخيرة شهدت تخارجها من بعض الدول، مقابل الإقبال على تطوير مشروعات في دول أخرى.
وأزاح مسؤول في الشركة بمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي الستار عن بعض ملامح إستراتيجية الشركة لاستثمارات المنطقة، كاشفًا الاتجاه لتوفيق الإطار الزمني بين أهداف الشركة والدول المستهدفة لتحقيق الحياد الكربوني.
وتطرَّق المدير الإداري للكهرباء المرنة لمنطقة الخليج في الشركة، نيكو كورنليس، إلى نظرة “إنجي” للهيدروجين الأخضر ومستقبل مشروعاته، خلال مقابلة له تابعت منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن) تفاصيلها.
أولويات إنجي في دول الخليج
أعاد “نيكو كورنليس” ترتيب أولويات “إنجي” في دول الخليج، مشيرًا إلى اتجاه الشركة للاستغناء عن فكرة الانتشار الكامل لصالح التركيز على أسواق محددة.
وقال، إن انتشار “إنجي” خليجيًا -خلال السنوات القليلة الماضية- في دول مختلفة الهيكلة عن بعضها بات غير مفضّل، إذ تتجه الأنظار حاليًا إلى الدول التي تُظهر قوة الشركة وإمكاناتها.
وقررت الشركة تقليص عدد الدول التي يمكن التوسع فيها، بهدف تحقيق تكامل المحفظة والقدرة على دعم الحكومات بصورة فاعلة، وفق تفاصيل مقابلته مع منصة أرغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة.

وردًا على تساؤل حول تخارج “إنجي” من بعض أصولها في الكويت والبحرين، أوضح كورنليس أن الشركة تملك أصلًا واحدًا في الكويت لتطوير الغاز.
وقال، إن استهداف الشركة تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2045 يتطلب خفض معدل ثاني أكسيد الكربون وتوسعة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في البلد المضيف.
وعلى الجانب الآخر، هناك محفظة كبيرة لمشروعات الطاقة المتجددة والتخزين في السعودية والإمارات.
وبالنظر إلى التعاون الراسخ بين الشركة والدولتين الخليجيتين الرائدتين، يرى كورنليس أن فرص النمو والتعاون معهما ستكون فاعلة.
نماذج مشروعات
تتعاون شركة إنجي الفرنسية مع دول خليجية في بعض المشروعات، من بينها:
- مشروع الخزنة للطاقة الشمسية في الإمارات:
تقدمت الشركة -من بين 3 مطورين- بعروض تطوير مشروع الخزنة للطاقة الشمسية، وهو مشروع مستقل لإنتاج الكهرباء بقدرة 1.5 غيغاواط.
وتتوقع الشركة تشغيل المشروع خلال المدة بين الربع الثاني والثالث لعام 2028، حال فوزها، تمهيدًا لإطلاق التشغيل التجاري في يوليو/تموز من العام ذاته.
- مشروع محطة الشويهات-1 في الإمارات:
حصلت الشركة الفرنسية -بالمشاركة مع شركة “طاقة” الإماراتية و”سوميتومو” اليابانية- على تمديد لعقد تطوير وإعادة تهيئة محطة الشويهات-1 التي تصل قدرتها إلى 1.1 غيغاواط، لمدة 15 عامًا.
ومن المخطط تحويل نظام عمل المحطة من التوليد المشترك “إنتاج كهرباء وحرارة”، إلى تشغيل توربينات الغاز بنظام الدورة المفتوحة.
ومع التخطيط لبدء العمليات التجارية للمحطة الإماراتية عام 2027، يؤدي هذا التطوير إلى خفض الكثافة الكربونية للمشروع، ودعم استقرار الشبكة.

- مشروع محطة صحار-1 في سلطنة عمان:
وسّعت شركة إنجي قدرة محطة الكهرباء وتحلية المياه في سلطنة عمان “صحار 1” العام الماضي 2024، العاملة بنظام الدورة المركبة بقدرة 585 ميغاواط، وسعة تحلية للمياه تصل إلى 150 ألف متر مكعب يوميًا.
وانتهى اتفاق شراء الكهرباء الخاص بالمحطة في مايو/أيّار 2022، لكن إنجي أبقتها تحت وضع “الحفظ والصيانة” دون تشغيل.
ونجحت المحطة بإعادة هيكلة ديونها في أكتوبر/تشرين الأول 2024، وأمّنت اتفاقًا جديدًا لتوريد الكهرباء بقدرة 405 ميغاواط مع تغير نظام عمل توربينات الغاز إلى “الدورة المفتوحة”، واستأنفت المحطة العمليات التجارية في 28 مارس/آذار الماضي.
رؤية إنجي للهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة
تركّز شركة إنجي الفرنسية على تطوير مشروعات الطاقة النظيفة، ومن بينها: مصادر الطاقة المتجددة، تخزين البطاريات، الطاقة الحرارية منخفضة الكربون.
وقال “نيكو كورنليس”، إن شركة إنجي لا تستهدف إغلاق الأصول -مثل محطات الطاقة الحرارية- لصالح بناء مشروعات متجددة، غير أنها تدرس وتقيّم الأصول لرصد التحديثات التقنية المطلوب دمجها.
وفيما يتعلق بالهيدروجين الأخضر، أوضح أن افتراضات التطور التقني وخفض التكلفة “متفائلة” بناءً على أداء الصناعة خلال العامين أو الـ3 الماضية، رغم الطموحات الكبيرة.

وأكد مسؤول الشركة الفرنسية أن التوسع الواقعي للهيدروجين الأخضر يتطلب:
- تأمين اتفاقيات لشراء الإمدادات.
- تهيئة السوق للتكلفة المرتفعة.
وقال، إن إدراك الشركة للطموحات الخليجية المتسارعة بشأن الطاقة النظيفة تشعل المنافسة، مشيرًا إلى أن “إنجي” تعمل بوصفها شريكًا إستراتيجيًا على المدى الطويل، وليست مجرد شركة مطورة.
وأضاف أن هذه الإستراتيجية التي تتبنّاها الشركة تتوافق مع رؤية السعودية 2030، وأهداف الإمارات لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
وتعزز الشركة إستراتيجيتها في المنطقة بتطوير مشروعات متجددة على نطاق غيغاواط، بالإضافة إلى حلول التخزين وتعزيز مرونة الشبكة، لدعم أهداف إزالة الكربون.
وأضاف أن الاستثمار في احتجاز الكربون واستعماله وتخزينه أحد أدوات الشركة لتحقيق الحياد الكربوني عقب 20 عامًا، ما يجذب الحكومات المتوافقة مع الأهداف المناخية.
موضوعات متعلقة..
- إنجي الفرنسية تُبرم صفقة شراء بأكثر من نصف مليار دولار
- رئيس شركة إنجي الفرنسية في السعودية: خطة توسع ضخمة.. وهذه أهدافنا للهيدروجين (حوار)
- شركات النفط الوطنية الخليجية تتحول إلى كيانات دولية.. أدنوك وأرامكو نموذجًا
اقرأ أيضًا..
- إنتاج الغاز في الشرق الأوسط ينتعش بحلول 2050.. وهذه توقعات 5 دول
- معادن جنوب السودان في خطر.. 40 طن ذهب تغادر البلاد سنويًا دون عائد
- سوق الحفر في الشرق الأوسط وأفريقيا تنتعش.. وسلطنة عمان تظهر في الصورة
المصادر..
إقرأ: إنجي الفرنسية تكثف نشاطها الخليجي.. والسعودية والإمارات في المقدمة على منصة الطاقة