6 ناقلات غاز مسال روسية تستعد للعبور من بديل قناة السويس
حصلَ ما لا يقل عن 6 ناقلات غاز مسال خاضعة للعقوبات على تصاريح للإبحار عبر طريق القطاع الروسي من بحر الشمال (المعروف إعلاميًا بالطريق البديل لقناة السويس) هذا الصيف، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في الإجمالي، مُنِحَ ما يقرب من 30 ناقلة غاز مسال تصاريح للعبور عبر المياه الروسية من القطب الشمالي خلال الأشهر المقبلة، من بينها 6 ناقلات غاز تقليدية على الأقل لا تحمل تصنيف كاسحات الجليد.
ويشير إصدار تصاريح لأسطول الظل من ناقلات الغاز المسال إلى أن محاولة جديدة لتحميل الوقود في محطة أركتيك-2 للغاز المسال هذا الصيف، قد تكون قيد الإعداد.
كما يأتي هذا التحرك في أعقاب ارتفاع النشاط بمشروع أركتيك-2 للغاز المسال نفسه، حيث أفادت التقارير بإكمال خط الإنتاج الثاني في المنشأة التشغيل الأولي.
ناقلات غاز مسال تحصل على تصاريح
تشمل السفن التي حصلت مؤخرًا على تصاريح، ناقلات أسطول الظل الروسي الخاصة بالصيف الماضي، أركتيك ميتاغاز (سابقًا إيفرست إنرجي) وأركتيك مولان (سابقًا مولان)، بالإضافة إلى سفن “أسطول الظل” التي تغيّر علمها مؤخرًا وخضعت للعقوبات، مثل: إيريس (سابقًا نورث سكاي)، وبوران (سابقًا نورث إير)، وفوسخود (سابقًا نورث ماونتن)، وزاريا (سابقًا نورث واي).
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، سيستغرق فتح الأجزاء الشرقية من طريق بحر الشمال أمام السفن من فئة كاسحات الجليد 6 أسابيع أخرى على الأقل، أمّا السفن التي لا تحمل تصنيفًا ضمن فئة الجليد، فعادةً ما تنتظر حتى أغسطس/آب.
يأتي ذلك في الوقت الذي يُعدّ فيه الجزء الأكبر من الأسطول غير خاضع للعقوبات، ويعمل بشكل قانوني، ويحمل الغاز المسال من مشروع يامال للغاز المسال.
لكن من الممكن استعمال نحو 12 سفينة خاضعة للعقوبات لتحميل الشحنات في مشروع أركتيك-2 للغاز المسال المجاور، بحسب ما نقلته منصة “جي كابتن” (gCaptain).
ففي الصيف الماضي، تمكنت شركة نوفاتيك (Novatek) -المالكة لأغلبية أسهم المحطة- من تحميل 8 شحنات من المحطة، على الرغم من أنها لم تتمكن من العثور على أيّ مشترين.
ولجأ عدد من ناقلات الغاز المسال إلى أساليب خادعة، حيث أوقفت أجهزة إرسال واستقبال نظام تحديد الهوية التلقائي (AIS) الخاصة بها وانتحلت مواقعها، في محاولة للوصول إلى المحطة دون أن تُكتَشَف.
وباءت محاولاتها بالفشل، وسرعان ما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على جميع السفن الـ5 التي حمّلت الغاز في المحطة.

تحركات أسطول الظل الروسي
في الأيام الأخيرة، قام أسطول الظل الروسي من ناقلات الغاز المسال -أيضًا- بخطوات تشير إلى أن محاولات التسليم المتجددة للمشترين المحتملين قد تكون جارية.
بعد عبور قناة السويس، انطلقت سفينة “أركتيك مولان” عبر المحيط الهندي إلى المحيط الهادئ مباشرةً، متجهةً إلى وحدة التخزين العائمة “كورياك”، ربما لنقل الغاز المسال الذي فرّغته سفن أسطول الظل الأخرى قبل عدّة أشهر.
وسيتعين على نوفاتيك نقل شحنات العام الماضي (2024) لإفساح المجال على متن ناقلات الغاز المسال، وعلى متن وحدتي التخزين العائمة “كورياك” و”سام”.
وقال المدير الإداري لشركة البيانات “إيكلاند إنرجي” (Eikland Energy)، كجيل إيكلاند: “يبدو أن هذه هي البداية لـ10 سفن من أسطول الظلام لمشروع أركيتك-2 للغاز المسال، التي تُجهَّز الآن للعمل هذا الصيف على جانبي سيبيريا”.
وأضاف إيكلاند: “في العام الماضي (2024)، عرضت نوفاتيك على المشترين المحتملين حسمًا بالسعر يزيد على 30%، ومن المرجّح أن تكون الحوافز مغرية بالقدر نفسه في العام الجاري (2025)”.
في غضون ذلك، غادرت سفينة أخرى خاضعة للعقوبات، “نوفا إنرجي”، مرساها في خليج ناخودكا، ربما في محاولة لإتمام عملية تسليم أولية.
وما تزال سفينتان من أسطول الظل، وهما سبوتنيك إنرجي (سابقًا بايونير) وإيست إنرجي (سابقًا آسيا إنرجي)، في حوض بناء السفن في تشوشان.
وتُعدّ السفن الـ4 -المصنّفة ضمن فئة كاسحات الجليد “أرك 4”- متمركزة في بحر بارنتس، وقد تكون السفن الأولى في الانطلاق، حيث قد تصل إلى محطة أركتيك-2 للغاز المسال في منتصف شهر يونيو/حزيران الجاري.

تضييق الخناق على أسطول الظل الروسي
في سياقٍ متصل، أعلنت السويد، يوم السبت (31 مايو/أيار 2025)، أنها ستعزز إجراءات فحص التأمين على السفن الأجنبية في خطوة تهدف إلى تشديد الرقابة على أسطول الظل الروسي من السفن القديمة.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أعلنت الحكومة أنه بدءًا من 1 يوليو/تموز 2025، سيُكلَّف خفر السواحل والإدارة البحرية السويدية بجمع معلومات التأمين، ليس فقط من السفن التي ترسو في المواني السويدية، ولكن أيضًا من السفن التي تمرّ عبر المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة للبلاد.
وقال رئيس الوزراء أولف كريسترسون، في بيان: “هذا يؤكد الوجود الواضح للسويد في بحر البلطيق، والذي له في حدّ ذاته تأثير رادع”.
وأضاف: “كما أنه يوفر للسويد وحلفائنا معلومات مهمة عن السفن التي يمكن استعمالها بوصفها أساسًا لقوائم عقوبات تشمل المزيد من السفن في أسطول الظل”.
ويبلغ متوسط عمر السفن نحو 18 عامًا، ما يعني أنها تقترب من نهاية عمرها الافتراضي، وهي أكثر عرضة للحوادث، خاصةً إذا لم تكن في حالة جيدة، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس” (AP).
وقد استهدف الاتحاد الأوروبي ما يقرب من 350 سفينة بحزم عقوبات، كان آخرها في 20 مايو/أيار 2025، عندما أعلن عقوبات على 189 سفينة، وفرض تجميدًا للأصول وحظرًا للسفر على عدد من المسؤولين، بالإضافة إلى عدد من الشركات الروسية.
وبالتوازي مع ذلك، استهدفت بريطانيا أسطول الظل الروسي بحزمة من 100 عقوبة جديدة، قالت، إنها تهدف إلى “تكثيف الضغط” على الكرملين، إذ ستفرض عقوبات على 18 سفينة أخرى ضمن “أسطول الظل” الذي يحمل النفط الروسي.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية، إن العقوبات ستطال الكيانات التي تدعم الجيش الروسي، وصادرات الطاقة، وحرب المعلومات، بالإضافة إلى المؤسسات المالية التي تساعد في تمويل حربها ضد أوكرانيا، وسلاسل توريد الأسلحة الروسية.
موضوعات متعلقة..
- 6 ناقلات غاز مسال روسية تثير الجدل.. ما القصة؟
- كارثة بيئية.. اتهامات لأسطول الظل الروسي بعد تسرب نفطي ضخم (تقرير)
- أسطول الظل الروسي يواصل الانتشار.. ودولة عربية تحصد أحدث الشحنات
اقرأ أيضًا..
- أول ناقلة نفط تعمل بالديزل وطاقة الرياح في العالم.. مفهوم جديد للشحن الأخضر
- تقديرات باكتشاف 40 تريليون قدم مكعبة من الغاز بدولة عربية.. وشرط وحيد
- أكبر مشروع هيدروجين أخضر في العالم.. صفقة دولية وحجم إنتاج ضخم
- أنس الحجي: الذكاء الاصطناعي يزيد الطلب العالمي على الكهرباء.. وهذا دور “نووي” الخليج
المصادر:
- حصول 6 ناقلات غاز مسال ضمن أسطول الظل الروسي على تصاريح من منصة “جي كابتن”
- السويد تشدد الرقابة على أسطول الظل الروسي من وكالة “أسوشيتد برس”
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على أسطول الظل الروسي من وكالة “أسوشيتد برس”
إقرأ: 6 ناقلات غاز مسال روسية تستعد للعبور من بديل قناة السويس على منصة الطاقة