Categories
Uncategorized

5 شركات تكتب قصصاً جديدة للاستدامة

5 شركات تكتب قصصاً جديدة للاستدامة

في عالم يتصادم فيه الابتكار مع المسؤولية تبرز الاستدامة كقضية محورية في قطاع الأعمال وقد تحولت من مجرد شعارات إلى استراتيجيات فعلية تتبناها أكبر الشركات العالمية. وفي خضم التحديات البيئية التي تواجه الكوكب، من تغير المناخ إلى نضوب الموارد الطبيعية، بدأت هذه الشركات في إعادة تعريف دورها، ليس فقط كجهات تبحث عن الربح، بل كفاعلين رئيسيين في بناء مستقبل أكثر اخضراراً.

والقصة لم تتوقف عند الوعود فحسب، ففي سباق محموم لتحقيق أهداف 2030، بدأت شركات عالمية رفيعة المستوى في تنفيذ خطط طموحة لتحقيق صافي انبعاثات صفرية. من استثمارات ضخمة في الطاقة المتجددة إلى مبادرات مبتكرة للحد من النفايات البلاستيكية، تحاول هذه الشركات إثبات أن النمو الاقتصادي يمكن أن يسير جنباً إلى جنب مع الحفاظ على البيئة.

في هذا المقال، سنستعرض أبرز الجهود التي تبذلها هذه الشركات العملاقة لتحقيق صافي انبعاثات صفرية، وكيف تقترب من تحقيق أهدافها الخضراء لعام 2030. هل ستنجح في تغيير قواعد اللعبة؟

شركة مايكروسوفت “Microsoft”

أعلنت شركة مايكروسوفت الرائدة عالمياً في تقنيات الحاسوب عن التزامها بالاستدامة في عام 2020 ووضعت خططاً تفصيلية للعمل نحو مستقبل أكثر خضرة.

لقد وضعت الشركة هدفاً لأن تصبح خالية من الكربون بحلول عام 2030 وبحلول عام 2050 أن تعوض جميع الانبعاثات التي أنتجتها منذ تأسيسها عام 1975. كما تطمح الشركة لأن تكون خالية من النفايات بحلول 2030. وكانت أبرز إنجازاتها لتحقيق طموحاتها:

الاستثمار في الطاقة المتجددة: في عام 2023، زادت الشركة من محفظة مشاريعها من أصول الطاقة المتجددة إلى أكثر من 19.8 جيجاواط بما في ذلك مشاريع في 21 دولة. واستثمرت الشركة في أكثر من 23.6 مليون ميجاواط ساعة من الكهرباء المتجددة وهو ما يكفي لتزويد باريس بالطاقة لمدة عامين تقريباً.

إدارة النفايات: تمكنت الشركة من تحويل مسار 18,537 طنًا متريًا (أي ما يعادل وزن أكثر من 45 طائرة ركاب تجارية) من النفايات الصلبة بعيدًا عن مكبات النفايات وأفران الحرق في جميع مراكز البيانات والحرم الجامعية التي تملكها. كما حققت معدل إعادة استخدام وإعادة تدوير بلغ 89.4% للخوادم والمكونات في جميع الأجهزة السحابية، وهو هدف يكتسب أهمية متزايدة مع استمرار نمو الطلب على الخدمات السحابية.

تجديد المياه المستخدمة في مراكز البيانات: منذ انطلاق البرنامج، تعاقدت الشركة على استعادة 61.7 مليون متر مكعب من المياه. أي ما يعادل كميات تملأ أكثر من 24,000 حوض سباحة أولمبي.

استخدام الذكاء الاصطناعي: إذ أطلقت الشركة أداة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي للحفاظ على مياه الشرب وتحديد مكان التسربات في أنابيب نقل المياه بسرعة ودقة والتي قد تؤدي إلى خسائر تصل حتى 30%.

وضع أساسات لمباني المستقبل: يُعد الكربون المدمج الناتج عن عمليات استخراج وتصنيع ونقل المواد المستخدمة في البناء كالخرسانة والصلب مسؤولاً عن 8% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، ومع ذلك فإن تقليل أو القضاء على الكربون المدمج من الخرسانة والصلب أمر صعب. إلا أن شركة مايكروسوفت تعمل على تجريب خلطات خرسانية جديدة في مركز بيانات كوينسي بولاية واشنطن، بهدف خفض الكربون المدمج في الخرسانة بأكثر من 50%.

تأسيس صندوق الابتكار المناخي: تعهدت مايكروسوفت بتقديم تمويل بقيمة مليار دولار أمريكي على مدى أربع سنوات للاستثمار في تقنيات المناخ المتطورة وتسريع تنفيذ حلول المناخ القائمة بالفعل. ويتم توجيه الاستثمارات من خلال أربعة محاور رئيسية: التأثير المناخي، والأسواق غير الممولة، والمساواة المناخية، والتحالف المشترك.

حماية النظم البيئية: التزمت شركة مايكروسوفت بحماية مساحة أكبر من الأراضي التي تستخدمها بحلول عام 2025 وقد تجاوزت هدفها لحماية الأراضي بأكثر من 40% لهذه المرحلة. وتسعى الشركة إلى فهم أعمق للنظم البيئية وتحسين إدارة الموارد باستخدام تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي.

شركة آبل “APPLE

آبل من الشركات الملتزمة بالاستدامة

تهدف شركة آبل “Apple” المتخصصة في الإلكترونيات الاستهلاكية والبرامج والخدمات عبر الإنترنت إلى أن تصبح محايدة كربونياً عبر سلسلة التوريد بأكملها بحلول عام 2030.

وقد خطت الشركة وقطعت باعاً كبيراً في طريقها نحو مستقبل أخضر. إذ أطلقت عدداً من الخطط تعتمد على مجموعة من المبادرات المستدامة، بدءًا من التركيز على المواد المعاد تدويرها والطاقة المتجددة في تصنيع منتجاتها، وصولًا إلى اعتماد أساليب شحن صديقة للبيئة.

التزام آبل بالاستدامة والابتكار

تواصل شركة آبل جهودها الحثيثة لتحقيق مستقبل أكثر استدامة، وتتبنى مجموعة من المبادرات المبتكرة لتقليل أثرها البيئي.  فقد استثمرت الشركة بكثافة في مشاريع الطاقة المتجددة حول العالم لتشغيل منتجاتها، بالإضافة إلى ذلك تعمل على تحسين كفاءة الطاقة في هذه المنتجات. فعلى سبيل المثال، نجحت آبل في تحقيق إنجاز بارز بتوفير 100% من استهلاك الكهرباء المتوقع لجهاز Mac mini وخيارات محددة من Apple Watch من خلال مشاريع مثل IP Radian Solar.

وفي حين أن هذه الخطوات تمثل قفزة نوعية، إلا أن الشركة تتطلع إلى أبعد من ذلك. فمن خلال تطوير تقنيات مبتكرة مثل روبوت التفكيك Daisy، تعمل آبل على إعادة تدوير المواد الحيوية واستخدامها مرة أخرى، فقد تمكنت من إعادة تدوير ما يقرب من 40,000 طن متري من المواد الإلكترونية في عام 2023 وحده.

علاوة على ذلك، تدرك آبل أهمية المواد المستدامة، لذلك فإن 22% من المواد المستخدمة في منتجاتها حاليًا تأتي من مصادر معاد تدويرها أو متجددة. كما شجعت الشركة مورديها على الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة نظرًا لأن معظم بصمتها الكربونية ناتجة عن توليد الكهرباء المستخدمة في التصنيع، وقد التزم أكثر من 320 موردًا باستخدام الكهرباء المتجددة بنسبة 100% بحلول عام 2030 مما ساهم في تجنب 18.5 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

ومن ناحية أخرى تتطلع آبل إلى تقليل الأثر البيئي لعبواتها وشحن منتجاتها لذلك اعتمدت أساليب شحن صديقة للبيئة وتمكنت من تقليل استخدام البلاستيك بعبواتها بنسبة كبيرة إذ أصبح أكثر من 97% من عبواتها مصنوعة من الألياف.

شركة نستله “Nestlé

نستله من الشركات الملتزمة بالاستدامة

تطمح شركة نستله “Nestlé” الرائدة عالمياً في إنتاج الأغذية المعلبة إلى تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050 مع خفض الانبعاثات إلى النصف بحلول عام 2030. وقد تعهدت بزراعة 200 مليون شجرة بحلول عام 2030. كما حرصت على أن تكون 50% من المنتجات التي تحصل عليها من مزارعين يتبنون ممارسات الزراعة التجديدية بحلول 2030.

وما يثير الدهشة أن الشركة قد عملت على تحويل عملياتها إلى استخدام الطاقة المتجددة لتتمكن من تحقيق نسبة 91.9% من الكهرباء التي تستخدمها في عملياتها بنهاية عام 2023 تحصل عليها من مصادر متجددة. كما استطاعت من تخفيض الانبعاثات الكربونية بنسبة 13.58% مقارنة بعام 2018.

بالإضافة إلى ذلك فقد تم تقييم 93.4% من سلاسل التوريد الأولية لللحوم وزيت النخيل واللب والورق وفول الصويا والسكر والكاكاو والقهوة على أنها لم تساهم في تدمير الغابات الطبيعية.

كما أطلقت الشركة مبادرات عدة لتقليل النفايات البلاستيكية إذ استخدمت 86.6% من عبواتها في عام 2023 لتكون قابلة لإعادة الاستخدام أو إعادة التدوير أو التحلل. وتمكنت من خفض استخدام البلاستيك الخام بنسبة 14.9% مقارنة بعام 2018.

ومن الجدير بالذكر أن شركة نستله قد اتبعت عدة خطط لإدارة المياه في مصانعها وتمكنت في عام 2023 من تخفيض استخدام المياه بمعدل 3 مليون متر مكعب.

شركة غوغل “Google

غوغل من الشركات الملتزمة بالاستدامة

تهدف شركة غوغل “Google” الأمريكية إلى أن تكون خالية من الكربون تماماً بحلول 2030 وأن تشغل جميع عملياتها بالطاقة المتجددة بشكل كامل. بالإضافة إلى طموحاتها المتعلقة بتقليل انبعاثات الكربون للأفراد والمدن والشركاء المستفيدين من خدماتها بمقدار 1 جيجا طن سنوياً بحلول عام 2030.

لقد استثمرت شركة غوغل في مشاريع الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم وتعمل على تحسين كفاءة الطاقة في منتجاتها ومراكز البيانات خاصتها. فعلى سبيل المثال هناك مشروع طاقة شمسية ” Rødby Fjord” في الدنمارك يغذي مركز بيانات خاص بالشركة.

تركيب الألواح الشمسية في مشروع الطاقة الشمسية الذي يغذي مركز البيانات الخاص بالشركة في فريديريسيا، الدنمارك /مصدر الصورة: Google

بالإضافة إلى محطة طاقة حرارية أرضية في نيفادا. وكذلك فقد وقعت الشركة عدداً من اتفاقيات شراء الطاقة من أصول متجددة في بولندا وبلجيكا وإيطاليا وقد كان أكبرها اتفاقية لأكثر من 700 ميجاواط من أكبر مشاريع للرياح البحرية في هولندا والتي ستساعد مراكز البيانات والمكاتب الهولندية على الوصول إلى أكثر من 90% من الطاقة الخالية من الكربون بحلول نهاية 2024.

بالإضافة إلى ذلك، تهدف شركة غوغل إلى تعزيز إدارة المياه المستخدمة في تبريد مراكز البيانات خاصتها وتهدف إلى تجديد 120% من حجم المياه العذبة التي تستهلكها مكاتب ومراكز الشركة بحلول 2030.

كما تتوجه الشركة في عملياتها نحو اقتصاد أكثر دائرية ليشمل جميع العمليات التجارية الأساسية بما في ذلك مراكز البيانات وأماكن العمل ومنتجات الأجهزة الاستهلاكية ويمتد عبر سلسلة القيمة بأكملها من الكيمياء الآمنة ونفايات التصنيع إلى إعادة تدوير النفايات الإلكترونية والقضاء على البلاستيك المستخدم لمرة واحدة.

شركة أمازون “Amazon

أطلقت شركة أمازون “Amazon” أحد أكبر متاجر التجزئة القائمة على الإنترنت مبادرة “Climate Pledge” في عام 2019 ووضعت هدفاً للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2040 والوصول إلى 100% من الطاقة المستهلكة في عملياتها من مصادر متجددة بحلول عام 2025 إلا أن اللافت للانتباه أن الشركة قد حققت هذا الهدف في عام 2023. إذ أعلنت عن أكثر من 500 مشروع للطاقة المتجددة بما في ذلك مزارع رياح ومحطات طاقة شمسية ومشاريع طاقة شمسية على الأسطح في 27 دولة.

وفي عام 2024 بدأت الشركة بتنويع محفظة الطاقة لديها من خلال شراء الطاقة النووية كمصدر إضافي للطاقة الخالية من الكربون.

لقد اتبعت أمازون نهجاً علمياً واسع النطاق لقياس وتقليل الانبعاثات الكربونية في عملياتها من خلال تحديد أهداف طموحة وإقامة شراكات واستثمارات استراتيجية. ونذكر مثالاً على ذلك المركبات الكهربائية التي ستنطلق على الطرق قريباً. إذ تعمل الشركة جاهدة على إزالة الكربون من النقل لديها من خلال زيادة كفاءة الأسطول وتوسيع استخدام الوقود منخفض الكربون وتوسيع نطاق المركبات الكهربائية والوقود البديل.

فقد سلمت الشركة 680 مليون طرد بواسطة المركبات الكهربائية على مستوى العالم. كما استثمرت حوالي مليار يورو لمضاعفة أسطول أمازون الأوروبي الخالي من الانبعاثات على مدار السنوات الخمس المقبلة. بالإضافة إلى ذلك فقد طلبت الشركة 100 ألف مركبة توصيل كهربائية مخصصة من شركة ريفيان “Rivian”.

وتجدر بنا الإشارة إلى أن شركة أمازون تسعى جاهدة لتقليل الأثر البيئي لعملياتها، وقد حققت تقدمًا ملحوظًا في مجال التعبئة والتغليف. فبدلًا من الاعتماد على مواد التعبئة التقليدية الضخمة، تبنت أمازون نهجًا علميًا مبتكرًا لتصميم عبوات بحجم مناسب وقابلة لإعادة التدوير. ومن خلال دمج أحدث التقنيات مثل التعلم الآلي وعلوم المواد، تمكنت الشركة من تطوير حلول تعبئة ذكية تضمن وصول المنتجات إلى العملاء بأمان وفي نفس الوقت تقلل من النفايات. ونتيجة لهذه الجهود، تمكنت أمازون من خفض متوسط وزن التعبئة لكل شحنة بنسبة 43% منذ عام 2015، مما يمثل توفيرًا هائلاً في المواد المستخدمة.

الخاتمة

في عالم يسابق الزمن لحماية كوكبنا، تبرز الشركات التقنية العملاقة كقادة لحركة الاستدامة العالمية. فبعد أن كانت التكنولوجيا جزءًا من المشكلة، أصبحت الآن جزءًا لا يتجزأ من الحل. شركات مثل مايكروسوفت وآبل وأمازون وغوغل ونستله، تتسابق لتحويل عملياتها إلى عمليات خضراء بالكامل، مستثمرة مليارات الدولارات في الطاقة المتجددة، وتطوير تقنيات مبتكرة لإدارة النفايات والمياه، والحد من الانبعاثات الكربونية. ولم تكتفِ هذه الشركات بتغيير عملياتها الداخلية، وإنما عملت على تحفيز سلاسل التوريد بأكملها لتبني ممارسات مستدامة. والسؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا هل يا تُرى ستنجح هذه الجهود في تحقيق هدف صافي انبعاثات صفرية؟ وهل ستغير وجه الاقتصاد العالمي؟

تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…

نتمنى لكم يوماً مشمساً!

المصادر:microsoft, microsoft, apple, nestle, google, amazon

The post 5 شركات تكتب قصصاً جديدة للاستدامة appeared first on Solarabic سولارابيك. Written by بسمه عبود