4 مشروعات ترفع طاقة إسالة الغاز العربية إلى 203 ملايين طن سنويًا بحلول 2030
تنتظر طاقة إسالة الغاز العربية قفزة واضحة مع نهاية العقد الحالي (2030)، بدعم من مشروعات ضخمة تشهدها دول المنطقة؛ لتسهم في تلبية الطلب العالمي المتزايد على ذلك الوقود.
ومن المتوقع أن تقفز طاقة الإسالة في الدول العربية بنسبة 47% بحلول 2030، لتصل إلى 203 ملايين طن سنويًا، مقابل 138.5 مليون طن سنويًا في عام 2024، وفقًا لتقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وبدعم من المشروعات العربية الجديدة -وتحديدًا موريتانيا-، توقّع التقرير الصادر عن منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، ارتفاع طاقة الإسالة عالميًا إلى 515.6 مليون طن سنويًا بنهاية العام الحالي (2025).
وتُظهر بيانات وحدة أبحاث الطاقة أن صادرات الدول العربية من الغاز المسال تراجعت إلى 28.84 مليون طن خلال الربع الأول من العام الجاري، مقابل 28.92 مليون طن في المدة نفسها من العام الماضي.
وكانت صادرات الغاز المسال العربية قد انخفضت في عام 2024 إلى 109.84 مليون طن، مقابل 113.50 مليون طن عام 2023.
توسعة حقل الشمال القطري
يوضح تقرير أوابك -الذي أعدّه خبير الغاز المهندس وائل حامد عبدالمعطي– أن طاقة إسالة الغاز العربية ستلقى دعمًا من 4 دول عربية وهي:
- قطر: مشروع توسعة حقل الشمال.
- الإمارات: مشروع الرويس للغاز المسال.
- موريتانيا: مشروع تورتو أحميم.
- عمان: إنشاء محطة إسالة جديدة في قلهات.
وجاءت توسعة حقل الشمال القطري -أكبر مشروع غاز مسال في العالم- على رأس مشروعات المنطقة المتوقع أن تدعم نمو طاقة إسالة الغاز العربية.
وتنقسم توسعة حقل شمال في قطر إلى قسمين، هما: الشرقي الذي يُعَدّ المرحلة الأولى لمشروع التوسعة، والجزء الجنوبي الذي يمثّل المرحلة الثانية للمشروع، وذلك بمشاركة كبرى الشركات العالمية.
ويتضمن تطوير الجزء الشرقي من حقل الشمال بناء 4 خطوط إنتاج، بسعة 8 ملايين طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال لكل منهما، في حين تتضمن توسعة القطاع الجنوبي بناء خطَّي إنتاج عملاقين إضافيين، بسعة 8 ملايين طن سنويًا لكل منهما.
ومن المتوقع أن تبدأ قطر منتصف العام المقبل (2026) تشغيل أول خط إنتاج للغاز المسال من مشروع تطوير حقل الشمال الشرقي، بطاقة 32 مليون طن سنويًا.
وفي مقابل ذلك، ما يزال مشروع حقل الشمال الغربي في مرحلة التصاميم الهندسية، ومن المخطط بدء مرحلة الإنشاء في عام 2027.
ويأتي ذلك في إطار سعي قطر مضاعفة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال، من 77 مليون طن في الوقت الراهن، إلى 160 مليون طن.
مشروع الرويس الإماراتي
تأتي محطة الرويس للغاز المسال في الإمارات من بين مشروعات المنطقة التي تسهم في نمو طاقة إسالة الغاز العربية، ويوصف بأنه إحدى أقل منشآت الغاز عالميًا من حيث كثافة الانبعاثات الكربونية.
وتصل الطاقة الإنتاجية لمشروع الرويس إلى 9.6 مليون طن سنويًا، من خلال خطّين لتسييل الغاز الطبيعي، بطاقة إنتاجية 4.8 مليون طن سنويًا لكل خط.
وتستهدف الإمارات تشغيل محطة الرويس في عام 2028، وهو ما يعمل على زيادة الطاقة الإنتاجية لشركة أدنوك من الغاز إلى 15 مليون طن سنويًا، أي أكثر من ضعف الإنتاج الحالي، البالغ 6 ملايين طن سنويًا.
ونجحت أدنوك الإماراتية في تأمين بيع 8 ملايين طن سنويًا من سعة مشروع الرويس حتى الآن، عبر صفقات طويلة الأجل تصل إلى 15 عامًا لعملاء دوليين في آسيا وأوروبا.
ومن بين أحدث الصفقات توقيع أدنوك الإماراتية في نهاية فبراير/شباط الماضي اتفاقية مع “أوساكا غاز” اليابانية، لحصول الأخيرة على 0.8 مليون طن سنويًا من مشروع الرويس للغاز المسال لمدة 15 عامًا.
مشروع تورتو أحميم
يمثّل مشروع تورتو أحميم للغاز المسال، الواقع قبالة السواحل الموريتانية السنغالية، أحدث مشروعات المنطقة التي تسهم في زيادة طاقة إسالة الغاز العربية، مع بدء تشغيله والتصدير خلال العام الحالي.
ونجح المشروع -الذي يضم وحدة إسالة عائمة بقدرة 2.3 مليون طن سنويًا- في تصدير شحنتين من الغاز المسال إلى السوق العالمية منذ أبريل/نيسان الماضي، ليكون دافعًا للدولة العربية في استغلال المزيد من احتياطيات الغاز.
ومشروع تورتو أحميم للغاز المسال يتكون من حقلي غاز بحريين، هما “تورتو” المكتشف عام 2015، وحقل “أحميم” المكتشف في 2016، باحتياطيات قابلة للاستخراج تتجاوز 15 تريليون قدم مكعبة.

ويعدّ من بين أعمق المشروعات البحرية في أفريقيا؛ إذ يوجد الغاز على عمق يصل إلى 2850 مترًا تحت سطح البحر.
ويطور المشروع شركة النفط البريطانية “بي بي” بحصّة 56% من أسهم المرحلة الأولى، وشركة “كوزموس إنرجي” 28.6%، إلى جانب شركة بتروسن السنغالية (PETROSEN) والشركة الموريتانية للمحروقات (SMH).
عمان تخطط لإنشاء محطة جديدة
في السياق ذاته، تسعى سلطنة عمان لإنشاء محطة جديدة لإسالة الغاز بالمجمع الصناعي في قلهات بطاقة إنتاجية 3.8 مليون طن سنويًا، وهو ما يؤدي إلى زيادة قدرة الإنتاج في السلطنة إلى 15.2 مليون طن سنويًا.
وبحسب بيانات رسمية صادرة منتصف العام الماضي -اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة-، من المخطط اكتمال المشروع ودخوله مرحلة التشغيل في عام 2029.
ويتوقف إنشاء المحطة الجديدة على توفير تمويل عبر استثمارات خاصة، واعتزام البلاد بدء محادثات مع الشركات المنتجة للغاز في عُمان، ومن بينها “بي بي” و”شل” و”توتال إنرجي” حول المشروع.
موضوعات متعلقة..
- أكبر مشروع غاز مسال في العالم.. ماذا تعرف عن توسعة حقل الشمال القطري؟ (تقرير)
- مشروع الرويس للغاز المسال.. إحدى أقل المنشآت انبعاثًا في العالم (إنفوغرافيك)
- أوابك: طاقة الإسالة العالمية للغاز قد تتجاوز 515 مليون طن سنويًا
اقرأ أيضًا..
- إيرادات سلطنة عمان من النفط والغاز.. ماذا حدث في 3 أشهر؟ (إنفوغرافيك)
- إنتاج قطر من الغاز يصعد 2.2 مليار متر مكعب.. وهذه أرقام الصادرات
- 5 شحنات نفط لأرامكو السعودية.. الأولى من نوعها في الشرق الأوسط
- وزير الطاقة الإماراتي: أوبك+ يحمي أسواق النفط من الفوضى
المصادر:
- طاقة إسالة الغاز العربية من تقرير لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك”
- معلومات المشروعات من بيانات رسمية ومنصة الطاقة المتخصصة
- تمويل محطة الغاز المسال الجديدة في عمان من بلومبرغ
إقرأ: 4 مشروعات ترفع طاقة إسالة الغاز العربية إلى 203 ملايين طن سنويًا بحلول 2030 على منصة الطاقة