Categories
Uncategorized

وزير المالية السعودي: نحتاج إلى تحرك إستراتيجي لتنويع مصادر الطاقة

قال وزير المالية السعودي محمد بن عبدالله الجدعان، إن هناك حاجة كبيرة إلى تحرك إستراتيجي، يستهدف تنويع مصادر الطاقة، ولا سيما في ظل الحاجة إلى تحقيق التنمية.

وبحسب تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، فقد أكد الجدعان أن أمن الطاقة ليس ترفًا، بل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية والنمو الشامل.

وأوضح وزير المالية السعودي أن غياب أمن الطاقة يعطل قطاعات أساسية مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والإنتاجية الاقتصادية، والاستدامة البيئية، واستخراج المياه وتحقيق الأمن الغذائي.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في منتدى “صندوق أوبك للتنمية”، المنعقد في العاصمة النمساوية فيينا، إذ قدم الجدعان شكره للصندوق على تنظيم المنتدى، الذي يسلط الضوء على دور الإصلاحات الاقتصادية لتعزيز قدرة الدول على الصمود ومواجهة التحديات المالية والاقتصادية.

تحدي فقر الطاقة

أوضح وزير المالية السعودي أهمية تحدي فقر الطاقة، وذلك من خلال الإصلاحات الاقتصادية التي تتبناها الدول لتحقيق الازدهار ومواجهة التحديات التنموية، والتي ترتكز بالضرورة على تأمين الاحتياجات الأساسية للفرد والمجتمع.

ولفت إلى أن تحدي فقر الطاقة يأتي في مقدمة الإصلاحات الاقتصادية التي يجب على الدول أن تتجه إليها بدرجة أكبر، ولا سيما أن نحو 1.2 مليار شخص حول العالم يواجهون هذه الأزمة.

أضاف الوزير محمد بن عبدالله الجدعان أنه “مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، وتقلبات الأسواق، وارتفاع الطلب العالمي على الطاقة، أصبح السعي نحو طاقة أكثر أمنًا وتنوعًا أشد إلحاحًا من أي وقت مضى”.

وأكد وزير المالية السعودي أن هذه الحاجة الملحة تتطلب تحركًا إستراتيجيًّا لتنويع مصادر الطاقة، وزيادة الاستثمارات في مجال التقنيات النظيفة، واعتماد حلول تمويل مبتكرة لتسريع الوصول إلى الطاقة وتعزيز أمن الطاقة على المدى الطويل.

وأشار إلى ضرورة تحرك بنوك التنمية متعددة الأطراف بشكل فعّال لتحقيق هذه الخطوات الإستراتيجية، بما يحقق أمن الطاقة عالميًا، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

جانب من كلمة وزير المالية السعودي في منتدى صندوق أوبك للتنمية الدولية
جانب من كلمة وزير المالية السعودي في منتدى صندوق أوبك للتنمية الدولية – الصورة من “واس”

4 محاور رئيسة

قال وزير المالية السعودي إن هناك 4 محاور رئيسة يجب السير عليها لمواجهة التحديات، يتمثل أولها في دعم جميع مصادر الطاقة دون تحيز، مع الحذر من الدفع لتبني سياسات غير واقعية لتخفيض الانبعاثات، بإقصاء مصادر رئيسة للطاقة أو إهمال الاستثمار فيها.

المحور الثاني، وفق محمد بن عبدالله الجدعان، هو توفير التمويل الميسر، لتسريع تلبية احتياجات المناطق التي تعاني نقصًا في الوصول إلى الطاقة، بحسب المحاور التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأشاد الوزير في هذا الإطار بمبادرة “مهمة 300” الطموحة لتوفير الطاقة لنحو 300 مليون شخص في أفريقيا، بقيادة البنك الدولي وبمساهمة بارزة من شركاء مثل البنك الإسلامي للتنمية وصندوق أوبك للتنمية الدولية.

جانب من كلمة وزير المالية السعودي في منتدى صندوق أوبك للتنمية الدولية
جانب من كلمة وزير المالية السعودي في منتدى صندوق أوبك للتنمية الدولية – الصورة من “واس”

كما أشاد وزير المالية السعودي بمبادرة حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء “فورورد 7″، وهي إحدى مبادرات الشرق الأوسط الأخضر التي أعلنتها المملكة، وتهدف لتوفير حلول الوقود النظيف لملايين الأشخاص حول العالم، ومنذ إطلاقها تم التعاون مع أهم الشركاء في القطاع مثل صندوق أوبك للتنمية، والبنك الإسلامي للتنمية، والبنك الدولي، والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة (ITFC).

أما المحور الثالث، فهو ضرورة تحرك بنوك التنمية متعددة الأطراف، لخفض مخاطر الاستثمار في قطاع الطاقة، لتحفيز مشاركة القطاع الخاص، ويمكن تحقيق ذلك من خلال مجموعة من الأدوات، من بينها الضمانات الجزئية للمخاطر، والتأمين ضد المخاطر السياسية، وهياكل التمويل المختلط.

وتمثل المحور الرابع، وفق وزير المالية السعودي، في زيادة الاستثمار في التقنيات الناشئة في قطاع الطاقة، مثل تقنيات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، وتطوير استخدامات المواد الهيدروكربونية الأكثر استدامة، بما يسهم في معالجة الانبعاثات الكربونية وضمان أمن الطاقة أثناء التحول نحو الحياد الكربوني.

وشدد الوزير الجدعان على أن تداعيات فقر الطاقة لا تعرف حدودًا، وآثاره تطول جميع الدول، إما من خلال عدم الاستقرار الاقتصادي، وإما تزايد ضغوط الهجرة، وإما ارتفاع الأعباء الإنسانية.

ولفت إلى عمل السعودية مع الجميع لتعزيز أمن الطاقة والقضاء على فقر الطاقة، مع مواصلة جهود التصدي لتغير المناخ، إذ حددت هدفًا طموحًا يتمثل في توليد 50% من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030.

كما حددت المملكة هدف تحقيق الحياد الصفري للانبعاثات بحلول عام 2060، ضمن إطار نموذج الاقتصاد الدائري للكربون، بما يوجب تعاون جميع الدول في تعزيز أمن الطاقة كونه السبيل الأمثل لتحقيق تنمية عادلة ومستدامة يستفيد منها الجميع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إقرأ: وزير المالية السعودي: نحتاج إلى تحرك إستراتيجي لتنويع مصادر الطاقة على منصة الطاقة