Categories
Uncategorized

واردات آسيا من الغاز المسال تخالف نظيرتها في أوروبا.. ما علاقة الأسعار الفورية؟

تترقب واردات آسيا من الغاز المسال انخفاضًا قياسيًا خلال شهر فبراير/شباط (2025)، على العكس تمامًا من نظيرتها في أوروبا التي تسعى إلى تأمين الإمدادات لتلبية الطلب وإعادة ملء المخزونات.

وآسيا هي أكبر قارات العالم استيرادًا للغاز المسال الحاسم لتحوُّل الطاقة بعيدًا عن الفحم، كما أن أسواق أكبر المستوردين فيها -الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند- حسّاسة للأسعار؛ إذ تُحجم عن الشراء في حالة ارتفاعها.

على الناحية الأخرى، لم تتعافَ أوروبا بعد من أزمة انقطاع أواصر الغاز الروسي المنقول عبر الأنابيب بعد غزو موسكو أوكرانيا؛ إذ تسعى لإعادة ملء مرافق تخزين الغاز التي تنضب سريعًا في ظل ارتفاع الطلب خلال الشتاء لأغراض التدفئة.

وفي ضوء ذلك، إذا استمر ارتفاع المشتريات الأوروبية من السوق الفورية، فقد تتسبب في ارتفاع الأسعار، بما يدفع الأسيويين إلى التراجع عن الشراء، وخاصة مع تراجع الطلب بِفعل الطقس الدافئ.

واردات آسيا من الغاز المسال في فبراير

من المتوقع أن يصل حجم واردات آسيا من الغاز المسال في فبراير/شباط الجاري (2025) إلى 20.7 مليون طن، بانخفاض عن 24.59 مليون طن في يناير/كانون الثاني السابق (2025).

كما تقلّ واردات الشهر الثاني عن 22.67 مليون طن استوردتها دول آسيا في فبراير شباط من العام الماضي (2024)، لتسجل أدنى مستوى في عامين، وفق بيانات شركة تحليل البيانات “كبلر” (Kpler).

وفي اليابان -تحديدًا-، من المتوقع أن تنخفض واردات الغاز المسال خلال فبراير/شباط إلى 5.79 مليون طن، نزولًا من 6.47 مليون طن في فبراير، و6.07 مليون طن في الشهر نفسه من العام الماضي.

واليابان هي ثاني أكبر مستوردي الغاز المسال في العالم بعد الصين وقبل كوريا الجنوبية، وهو ما يوضحه الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:

واردات اليابان من الغاز المسال

ويمتنع التجّار الأسيويون عن شراء شحنات الغاز المسال من السوق الفورية، بسبب ارتفاع الأسعار الكبير الذي سجّل قفزة بنسبة لا تقل عن 50% بالمقارنة بهذا الوقت من العام الماضي، وعلاوة على ذلك، ساعد الطقس المعتدل في شمال آسيا بخفض الطلب.

واردات أوروبا من الغاز المسال في فبراير

من المتوقع أن تشهد واردات أوروبا من الغاز المسال في فبراير/شباط الجاري ارتفاعًا طفيفًا على أساس شهري، إذ لن يختلف الحجم كثيرًا عن يناير/كانون الثاني الماضي، لتبلغ 11.81 و11.84 مليون طن على الترتيب.

وسيسجّل شهر فبراير/شباط ثاني أعلى مستوى لواردات الغاز المسال الأوروبية على الإطلاق إذا كان حساب الواردات على أساس يومي، بحسب مقال الكاتب المتخصص في السلع الآسيوية والطاقة كلايد راسل.

وعلى نحو خاص، من المتوقع زيادة الواردات من الولايات المتحدة (أكبر مصدري الغاز المسال في العالم) في ثاني شهور العام إلى 6.53 مليون طن، نزولًا من 6.84 مليون طن في يناير/كانون الثاني السابق.

يأتي ذلك بعدما هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب دول الاتحاد الأوروبي الـ27 بفرض رسوم جمركية إذا لم تُبرم صفقات نفط وغاز تعوّض العجز التجاري “الهائل”، على غرار الرسوم المفروضة التي فرضها على واردات النفط الأميركية من كندا والمكسيك.

وتتصدر الولايات المتحدة قائمة أكبر مصدري الغاز المسال إلى أوروبا، تليها روسيا وقطر، ثم الجزائر ونيجيريا، وهو ما يوضحه الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:

أكبر مصدري الغاز المسال إلى الاتحاد الأوروبي في 2024

وعزا الكاتب ارتفاع واردات أوروبا من الغاز المسال إلى سعي القارة العجوز لتأمين الإمدادات بعد توقُّف الغاز الروسي المنقول عبر الأنابيب في أعقاب غزو أوكرانيا في فبراير/شباط (2022).

أسعار الغاز المسال

ارتفعت أسعار الغاز المسال بالسوق الفورية بدعم من ارتفاع الطلب في أوروبا مؤخرًا، لتقترب من مستويات أسعار مركز “تي تي إف” الهولندي والمرجعي في أوروبا (TTF).

ورصد الكاتب كلايد راسل ارتفاع سعر الغاز المسال إلى 46.06 يورو (48.22 دولار أميركي) لكل ميغاواط، بما يعادل 14.12 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في 21 فبراير/شباط.

*(اليورو = 1.05 دولارًا أميركيًا).

الكاتب كلايد راسل
الكاتب كلايد راسل- الصورة من وكالة رويترز

يزيد ذلك -قليلًا- على 14 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في أسواق الغاز المسال الأسيوية، خلال الأسبوع المنتهي في  21 فبراير/شباط، وهو أدنى من 16.10 دولارًا في الأسبوع السابق، عندما سجلت الأسعار أعلى مستوى في 14 شهرًا.

وكان انخفاض أسعار الشحنات الفورية الأسيوية بفعل انخفاض الطلب بعد مرور ذروة الطلب خلال الشتاء، كما ساعد ارتفاع الأسعار المستمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني (2024) في خفض الطلب.

ومنذ منتصف الشهر الـ11، استقرت أسعار الغاز المسال الفورية الأسيوية عند نحو 14 دولارًا، وهو ما يجعل من الصعب على التجّار الصينيين تحقيق أرباح.

وفي ضوء ذلك، من المتوقع انخفاض واردات الصين من الغاز المسال في فبراير/شباط (2025) إلى 4.99 مليون طن، من 6.05 مليون طن في يناير/كانون الثاني، و5.82 مليون طن على أساس سنوي.

كما ستنخفض واردات اليابان -ثاني أكبر مستوردي الغاز المسال في العالم بعد الصين- خلال فبراير/شباط بدعم من الطقس المعتدل.

وإجمالًا، يرى الكاتب أن الطلب على الغاز المسال في شمال آسيا سينخفض مع تراجع الطلب خلال الشتاء.

وعلى صعيد أوروبا، فإذا استمر ارتفاع الطلب لإعادة ملء مخزونات الغاز، من المحتمل أن يستمر ارتفاع الأسعار ليُبعد المشترين الأسيويين عن إبرام صفقات جديدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر: 

  1. مقال الكاتب كلايد راسل عن واردات آسيا وأوروبا من الغاز المسال في فبراير بوكالة رويترز

إقرأ: واردات آسيا من الغاز المسال تخالف نظيرتها في أوروبا.. ما علاقة الأسعار الفورية؟ على منصة الطاقة