مواقع النفط والغاز في إيران تحت القصف الإسرائيلي (تقرير)
منذ فجر يوم الجمعة الموافق 13 يونيو/حزيران الجاري (2025) حتى اليوم الإثنين، استهدفت إسرائيل مواقع النفط والغاز في إيران بعدة ضربات جوية وصاروخية.
وإذ تجنبت تلك الهجمات قصف مصافي تكرير النفط، استهدفت خزانات الوقود المكرر بالقرب من العاصمة طهران، كما كانت المحطات النووية في القلب من الهجمات باستهداف محطتي نطنز وأصفهان وفوردو.
واشتعلت النيران في وحدة معالجة تابعة لأكبر حقل غاز طبيعي في العالم، وهو بارس الجنوبي المشترك مع قطر، ومجمع معالجة الغاز التابع لشركة فجر جام.
وفي السطور التالية، تستعرض منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) أبرز مواقع النفط والغاز في إيران التي طالتها يد الضربات الإسرائيلي خلال الساعات الماضية وحجم تأثيرها عالميًا ومحليًا.
ضرب مواقع النفط والغاز في إيران
منشآت معالجة الغاز الطبيعي
اندلعت النيران جراء قصف المسيرات الإسرائيلية وحدة معالجة بالمرحلة الـ14 من حقل غاز بارس الجنوبي في جنوبي إيران.
وبحسب معلومات نشرتها وزارة النفط الإيرانية، خرج نحو 60% من القدرات التشغيلية للمحطة بقدرة معالجة 20 مليون متر مكعب يوميًا، ويشكل الحقل نحو 75% من إجمالي إنتاج الغاز في إيران.

استهدفت الصواريخ الإسرائيلية -أيضًا- مجمع معالجة الغاز التابع لشركة فجر جام في جنوب البلاد.
أثرت الهجمات على مرافق معالجة الغاز في 10% تقريبًا من استهلاك الغاز الإيراني، ولم ترد تقارير حتى الآن عن حجم الأضرار في مجمع “فجر جام” بقدرة إنتاج 50 مليون متر مكعب يوميًا.
وفي عسلوية حيث تعتمد إيران على منشآت معالجة وتصدير الغاز البرية، حذّر وزير الخارجية عباس عراقجي، في 14 يونيو/حزيران، من أن ضربها يجر ساحة المواجهة إلى الخليج العربي.
مستودعات الوقود في إيران
شب حريق في مستودع تخزين الوقود التابع لمصفاة طهران لتكرير النفط في شهران، لكنه يعمل بصورة طبيعية وما زال رجال الإطفاء هناك.
وشهران هو أحد أكبر مراكز تخزين الوقود وتوزيعه في إيران، بقدرة تخزين تصل إلى 260 مليون لتر تقريبًا.
وقبل الهجوم، كشفت وزارة النفط، أمس الأحد، عن تقليل حجم الإمدادات في المستودع الذي يحتوي على 11 صهريجًا على الأقل تحسبًا للضربات الإسرائيلية.
طالت الهجمات الإسرائيلية مستودع الوقود في شهر ري؛ حيث اشتعلت به النيران، ووفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة نقلًا عن وكالة شانا الإيرانية مازالت المنشأة تعمل بصورة طبيعية.
وتشكل تلك المستودعات بالإضافة إلى مستودع كان نحو كل إمدادات البنزين والديزل في العاصمة طهران.
وتُقدر قدرات التخزين الكلية في العاصمة بمليون لتر، وتشكل رُبع احتياطيات البلاد من الوقود، وحتى نهاية مارس/آذار الماضي، وصلت مخزونات البنزين إلى 1.56 مليار لتر والديزل إلى 1.28 مليار لتر.
ووفق تقديرات محلية، كانت تلك المخزونات كافية لاستهلاك عشرة أيام فقط، وبسبب الضربات الإسرائيلية تلوح أزمة شح الوقود في الأفق.
إنتاج النفط والغاز في إيران
بحسب قاعدة معلومات النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة، تأتي إيران في المركز الثالث من حيث أكبر احتياطيات النفط في العالم بعد فنزويلا والسعودية.
وبنهاية عام 2023، احتضنت أراضي إيران (العضوة في منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك”) 208.6 مليار برميل من النفط الخام.
وفي شهر أبريل/نيسان المنصرم (2025)، انخفض إنتاج إيران النفطي بمقدار 30 ألف برميل يوميًا إلى 3.30 مليون برميل يوميًا.
ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -أعدته وحدة أبحاث الطاقة- متوسط إنتاج دول أوبك من النفط حتى أبريل/نيسان (2025):
وبالإضافة إلى إنتاج 1.3 مليون برميل يوميًا من المكثفات والسوائل، تشكل إيران 7% من إنتاج الغاز العالمي بمعدل 34 مليار قدم مكعبة يوميًا.
ويتركز إنتاج النفط الإيراني في جنوب غرب البلاد وتحديدًا في خوزستان وتصدر 90% من الخام عبر جزيرة خرج، أما الغاز الطبيعي فيأتي من محافظة بوشهر والمكثفات من حقل غاز بارس الجنوبي.
آثار الضربات الإسرائيلية
على إثر المخاوف من شح الإمدادات واحتدام الصراع الإيراني الإسرائيلي، واصلت أسعار النفط ارتفاعها في تعاملات اليوم الإثنين 16 يونيو/حزيران (2025).
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أغسطس/آب 2025، بنسبة 0.42%، إلى 74.54 دولارًا للبرميل، كما قفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، تسليم يوليو/تموز 2025، بنسبة 0.64%، إلى 73.45 دولارًا للبرميل، وذلك بحلول الساعة 06:08 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:08 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة).
وكانت أسعار النفط قد قفزت، يوم الجمعة الماضي، بنسبة 7% عند أكثر من 74 دولارًا لتسجل أعلى مستوياتها في 5 أشهر.
كما ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا بنسبة 2.91% إلى 39 يورو (25 دولارًا أميركيًا) لكل ميغاواط/ساعة من قراءات يوم الجمعة عند 37.275 يورو (43.03 دولارًا).
وهددت إيران بغلق مضيق هرمز الإستراتيجي وهو أحد شرايين النفط العالمية وأسرع طرق نقل الخام من الشرق الأوسط للدول الأخرى وعلى رأسها آسيا.
يقع الخليج بين إيران والإمارات وسلطنة عمان ويربط الخليج العربي بخليج عُمان، ويمر من خلاله نحو خُمس استهلاك النفط العالمي أو ما يصل إلى 20 مليون برميل يوميًا من النفط والمكثفات والوقود.
وإذا نفذت طهران تهديدها، من المحتمل أن ترتفع أسعار النفط إلى أكثر من 99 دولارًا للبرميل.
موضوعات متعلقة..
- حريق في حقل بارس الجنوبي الإيراني إثر هجوم إسرائيلي
- مواقع النفط والغاز في إيران لم تُستهدف “حتى الآن”.. ما القصة؟
- تأثير هجمات إسرائيل على إيران.. هل ترتفع أسعار النفط لـ100 دولار؟
اقرأ أيضًا..
- ناقلات الغاز والنفط تشهد تحركات جديدة تدعم أسطول دولتين عربيتين
- حقل يامبورغ للغاز.. قصة 4.7 تريليون متر مكعب تدعم صادرات روسيا
- أنس الحجي: الصين صدمت ترمب بشأن النفط والغاز المسال.. وهذا سر المكسيك
- كفاءة الكهرباء مقابل إخفاق البترول.. ماذا يحدث في مصر الآن؟
المصدر:
إقرأ: مواقع النفط والغاز في إيران تحت القصف الإسرائيلي (تقرير) على منصة الطاقة