من نفايات المصانع إلى الشامبو… طاقة الرياح تصنع المعجزات
سولارابيك، بريطانيا- 16 مارس 2025: اكتشف علماء طريقة مبتكرة لاستغلال غازات المصانع المهدرة، وتحويلها من مصدر للتلوث إلى مكونات أساسية في منتجات نستخدمها يوميًا، مثل الشامبو والمنظفات، وحتى الوقود. هذا الاكتشاف لا يقلل فقط من الانبعاثات الضارة، بل يفتح الباب أمام اقتصاد دائري للكربون يعتمد على النفايات كمورد قيم.
تحويل التلوث إلى ثروة: تفاصيل العملية المبتكرة
تعتمد هذه التقنية الرائدة، التي طورها باحثون في جامعة ساري بقيادة البروفيسور جوما سادخان والبروفيسور جين شوان، على عملية فيشر-تروبش (Fischer-Tropsch). والتي يتم فيها تحويل ثاني أكسيد الكربون المستخلص من غازات مداخن مصانع الورق والصلب إلى غاز اصطناعي (syngas). كما أنه يتم معالجة هذا الغاز لاحقًا لإنتاج ألكانات، والتي تتحول بدورها إلى كحول إيثوكسيلات (AE7)، وهو مكون رئيسي في المنظفات السائلة. وبالإضافة إلى ذلك، يتم إنتاج وقود مقطر متوسط إلى منخفض التركيز كمنتج ثانوي قيم. من ناحية أخرى، فإن إنتاج AE7 تقليديًا يعتمد على مواد أحفورية أو حيوية جزئيًا، مما يجعل هذه الطريقة الجديدة أكثر استدامة. وقد أظهرت الدراسة كفاءة هذه العملية، حيث بلغ إنتاج AE7 من غاز مداخن صناعة الورق 3.7% و3.4% للوقو المقطر، في حين كان الإنتاج أعلى بالنسبة لغاز مداخن صناعة الصلب، حيث بلغت 8.0% لـ AE7 و9.5% للوقود.
تقييم دورة الحياة: فوائد بيئية ملموسة وتحديات قائمة
كشفت تقييمات دورة الحياة التي أجراها الباحثون أن المنتجات القائمة على ثاني أكسيد الكربون المُعاد تدويره تقدم فوائد بيئية كبيرة. حيث يمكن لهذا النهج أن يقلل من احتمالية الاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 82% لمصانع الورق وحوالي 50% لصناعة الصلب، مقارنة بالطرق التقليدية. ويعود الفضل في ذلك جزئيًا إلى أن العملية تعتمد على طاقة الرياح المتجددة لتشغيل التفاعلات، مما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري. في حين أنه، تتطلب العملية 13.4 كيلوواط/ساعة لكل كيلوغرام من غاز مداخن صناعة الورق و33.3 كيلوواط/ساعة لكل كيلوغرام من غاز مداخن صناعة الصلب. وبالإضافة إلى ذلك، تستفيد صناعة الورق بشكل أكبر لأن ثاني أكسيد الكربون الناتج عنها حيوي المنشأ.
نحو مستقبل مستدام: التحديات والفرص
على الرغم من الفوائد البيئية الكبيرة، تواجه هذه التقنية بعض التحديات. فقد أظهر تحليل تقني واقتصادي أن تكاليف تحويل غازات النفايات إلى مواد خافضة للتوتر السطحي (صابون، شامبو، مستحضرات تجميل…) لا تزال مرتفعة، وأن هناك حاجة إلى إمدادات كافية من الهيدروجين لضمان نجاح العملية. كما أن العملية نفسها كثيفة الاستهلاك للطاقة، مما يثير تساؤلات حول استدامتها على المدى الطويل. ومع ذلك، يرى الباحثون أن هذه التحديات يمكن التغلب عليها من خلال زيادة الاستثمار في البنية التحتية للطاقة المتجددة وتطوير التقنيات المستخدمة.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: surrey university
image credit canva
The post من نفايات المصانع إلى الشامبو… طاقة الرياح تصنع المعجزات appeared first on Solarabic سولارابيك. Written by بسمه عبود