منع تصدير شحنات نفط من صاحبة أكبر احتياطيات في العالم
في رد مفاجئ وسريع على رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب، توقف تصدير شحنات نفط على متن ناقلات استأجرتها شركة شيفرون الأميركية.
وتحمل الناقلات على متنها شحنات من النفط الفنزويلي التي كان من المقرر تصديرها مؤخرًا من سواحل البلاد الواقعة في أميركا الجنوبية.
لكن شركة النفط الحكومية “بدفسا PDVSA” أوقفت أذون التصدير الممنوحة للشركة الأميركية، ردًا على إجراءات مضادة اتخذها الرئيس ترمب.
وفنزويلا هي صاحبة أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم، إذ كانت تحتضن أراضيها 303 ملايين برميل من الخام حتى نهاية عام 2023، بحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
شحنات نفط فنزويلية عالقة
كشفت بيانات تتبع السفن ومسؤولون مطلعون عن توقف تصدير شحنتَيْن من النفط الفنزويلي على الأقل على متن ناقلات استأجرتها شركة شيفرون الأميركية.
وانتهت ناقلتان من تحميل شحنات النفط الفنزويلي لصالح شيفرون يوم الخميس (10 أبريل/نيسان)، وتنتظر الشركة الأميركية الآن مستندات جمركية لإعادة الشحنات إلى المواني من جديد.
وأظهرت بيانات الشحن أن الناقلتَيْن “دي أتراكشن” (Dubai Attraction) و”كارينا فوياغر” (Carina Voyager) ظلتا داخل المياه الفنزويلية بانتظار مستندات من أجل إعادة الشحنات إلى فنزويلا، إذ صُنفت الشحنات بوصفها صادرات داخل هيئة الجمارك المحلية.

ولذلك تضطر شيفرون إلى الحصول على ترخيص جديد بعودة تلك الشحنات النفطية إلى فنزويلا.
وعلى نحو خاص، طلبت “بي دي في إس إيه” إعادة الشحنات خلال الأيام المقبلة إلى موانٍ من بينها أمواي.
وكانت “كاترينا فوياغر” متجهة إلى مصفاة شركة شيفرون في ولاية ميسيسبي، أما “دبي أتراكشن” فكان من المقرر إعادة تحميل النفط على متنها إلى الناقلة “كاب كوربوس كريستي” (Cap Corpus Christi) التي تستأجرها شركة فاليرو أنرجي (Valero Energy).
وبناء على ذلك، غادرت الناقلة “كاب كوربوس كريستي” مُحمّلة جزئيًا يوم الجمعة (10 أبريل/نيسان) إلى الولايات المتحدة بعد فشل عملية النقل بين السفن.
وعلاوة على ذلك، بدأت 4 ناقلات أخرى تابعة لشركة شيفرون مغادرة الأراضي الفنزويلية فارغة دون تحميل.
كما ألغت الشركة الفنزويلية أذون تحميل 4 ناقلات أخرى لصالح شركة شيفرون كانت مقررة خلال الشهر الجاري، وهي: “بيغاسوس ستار” (Pegasus Star)، و”أيونيك أناكس” (Ionic Anax)، و”كاليبسو” (Calypso)، و”سي جاغوار” (Sea Jaguar).
شركة شيفرون في فنزويلا
يأتي منع تصدير شحنات النفط بعد أن ألغت شركة “بي دي في إس إيه” الحكومية الفنزويلية أذون التصدير الممنوحة لشركة شيفرون الأميركية خلال أبريل/نيسان الجاري.
وكانت الإدارة الأميركية قد منحت شيفرون في عام 2022 رخصة للعمل في فنزويلا حيث تشكّل مشروعاتها المشتركة مع الشركة الحكومية رُبع إنتاج فنزويلا من النفط.
وصدّرت شيفرون نحو 250 ألف برميل يوميًا من النفط الفنزويلي إلى الولايات المتحدة حتى نهاية الربع الأول من 2025.
لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ألغى تلك الرخصة في مارس/آذار المنقضي (2025)، كما فرض رسومًا جمركيًا بنسبة 25% على أي دولة تشتري النفط أو الغاز من فنزويلا بدءًا من 2 أبريل/نيسان.
ورغم أن واشنطن مدّدت مهلة أعمال شيفرون في فنزويلا حتى يوم 27 مايو/أيار المقبل، فإن أوامر الشركة الوطنية المحلية تعجّل بانتهاء الصادرات قبل حلول الموعد الأميركي.

وبحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، يتهم الرئيس ترمب نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو بالفشل في إحراز تقدم فيما يخص إجراء انتخابات ديمقراطية والحد من الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة.
وبدورها، ترفض فنزويلا العقوبات الأميركية على صناعة النفط في فنزويلا والسارية منذ عام 2019.
تصدير النفط الفنزويلي
تشكّك شركة النفط الفنزويلية في إمكان تسديد مستحقاتها مقابل تصدير الشحنات، وسط الإجراءات العقابية الأميركية “التي منعت شيفرون من ذلك”، على حد قولها.
وفي ضوء ذلك، اضطرت شيفرون إلى إعادة شحنات النفط إلى “بي دي في إس إيه”، ثم عزت نائبة الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريغيز الإجراء ضد “شيفرون” إلى ما سمّته “الحرب الاقتصادية” التي شنّتها الحكومة الأميركية على شركات النفط.
كما وعدت بتصدير تلك الشحنات من النفط الفنزويلي إلى الأسواق العالمية، لكنها لم تحدد ما إذا كانت الشركة الحكومية ستعيد جدولة مواعيد تصدير الشحنات من عدمه.
يُشار هنا إلى أن صادرات النفط الفنزويلي انخفضت في مارس/آذار (2025) بنسبة 11.5% على أساس شهري، و7.8% على أساس سنوي.
وبلغ حجم صادرات النفط والوقود 804 آلاف و677 برميلًا يوميًا على متن 42 ناقلة، بالإضافة إلى 341 ألف طن متري من المشتقات والبتروكيماويات.
وجاءت الصين على رأس قائمة أبرز مستوردي النفط الفنزويلي في ثالث أشهر العام؛ إذ استقبلت 483 ألفًا و700 برميل يوميًا، تليها الولايات المتحدة بـ210 آلاف و700 برميل يوميًا، ثم الهند بـ60 ألفًا و160 برميل يوميًا، وكوبا بـ50 ألفًا و130 برميل يوميًا.
موضوعات متعلقة..
- 8 شحنات نفط ليبية تثير الجدل.. وشركة مجهولة تدير المشهد
- العقوبات تحرم سوريا من تأمين شحنات نفط.. وتركيا قد تحل الأزمة
- الإمارات تستورد شحنات نفطية نادرة من دولتين عربيتين.. ما القصة؟
اقرأ أيضًا..
- مصر تعلن 3 اكتشافات نفط وغاز باحتياطيات 12 مليون برميل
- قطاع الطاقة في الجزائر يترقّب 6 مشروعات ضخمة خلال سنوات
- أنس الحجي: رسوم ترمب الجمركية تفتقر للوضوح.. والرئيس نفسه مصدر الفوضى
- 7 مصادر لـ”الطاقة”: نتائج الحفر في حقل ظهر المصري غير مبشّرة.. وهذه قصة المياه (تحديث)
المصادر:
إقرأ: منع تصدير شحنات نفط من صاحبة أكبر احتياطيات في العالم على منصة الطاقة