مشروع غاز يحصل على الضوء الأخضر لإطالة عمره حتى 2070
شهد مشروع غاز طبيعي عملاق تطورات جديدة تمهّد لبدء أعمال تطوير تستهدف إطالة عمره التشغيلي لمدة 50 عامًا إضافية حتى 2070.
وبحسب قاعدة حقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فالمشروع هو “نورث ويست شيلف” (NWS) في شمال غرب أستراليا، ويضم إحدى أكبر محطات تصدير الغاز المسال في العالم، والقادر على إنتاج 18.6 مليون طن سنويًا.
وأعلن وزير البيئة موراي واط، اعتزام الحكومة منح موافقة بشروط مشددة لتطوير المشروع الذي اعترضت طريقه تأجيلات وأعمال تقييم واتهامات من جماعات حماية البيئة والتاريخ.
ورحّبت شركة وودسايد الأسترالية (Woodside) المشغلة للمشروع بالقرار، مشيدة بدوره في توفير الغاز على مدار 40 عامًا للسوق المحلية، فضلًا عن توليد إيرادات للحكومة وتحقيق أمن الطاقة وتوفير فرص عمل.
بالإضافة إلى وودسايد، يضم التحالف المطور للمشروع شركات: شيفرون الأميركية، وشل متعدة الجنسيات، وميتسوي اليابانية، ومواطنتها ميتسوبيشي، وسينوك الصينية.
تطوير مشروع غاز أسترالي
في أول قراراته إثر توليه منصبه الجديد في أعقاب انتخابات 3 مايو/أيار، أكد وزير البيئة موراي واط أن قرار الموافقة على تطوير مشروع الغاز في أستراليا سيكون رهنًا باستيفاء الشروط البيئية اللازمة.
وأوضح الوزير أن القرار جاء بعد دراسة نصائح علمية دقيقة، ومنها تقارير من قطاع عريض من المجتمع، وكشف عن مطالب بإجراء بحث حول الآثار المحتملة للمحطة في نقوش صخرية قريبة مرتبطة بالتراث الوطني، وآثار أخرى مرتبطة بالاقتصاد والمجتمع.

ورغم أن الغاز من مصادر الوقود الأحفوري المسببة للتلوث، لم يُطلب من الوزير دراسة التأثير المناخي للمشروع في أزمة المناخ؛ إذ إن ظاهرة تغير المناح ليست أساسًا لرفض طلبات التطوير أو تقييدها بموجب قانون البيئة الأسترالي.
وبحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، يُنهي القرار المرتقب سنوات من محاولات “وودسايد” الحصول على الموافقة الحكومية لتطوير محطة معالجة الغاز بالمشروع “كاراثا” (Karratha) في شبه جزيرة بوروب.
وبدأ تشغيل المشروع في عام 1984، وكان من المقرر انتهاء رخصته في عام 2030، إلا أن أعمال التطوير تستهدف إطالة عمره إلى عام 2070.
والآن، أمام الشركة -وهي أكبر منتج للغاز في أستراليا- 10 أيام للموافقة على شروط الحكومة، وهو ما قابلته الشركة وصناعة الغاز المحلية بالترحيب.
وقالت الشركة إنها تلقت الشروط الفيدرالية المرتبطة بإدارة التراث الثقافي وجودة الهواء، كما تعترف بأهميتها، وألزمت نفسها منذ أشهر بإجراءات بيئية منها خفض تلوث الهواء وإدارة انبعاثات غازات الدفيئة لتقليلها مع مرور الزمن.
شركة وود سايد الأسترالية
رحّبت شركة وودسايد بالإعلان الإيجابي من جانب الحكومة الفيدرالية بشأن أعمال تطوير مشروع الغاز “نورث ويست شيلف” الذي جاء بعد الحصول على موافقة بيئية من حكومة ولاية غرب أستراليا في ديسمبر/كانون الأول (2024).
وبحسب بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة، من المتوقع أن يمنح القرار الحكومي المرتقب “اليقين” للأعمال الجارية في المشروع.
وقالت الرئيسة التنفيذية للشركة، نائبة رئيس مجلس الإدارة، ليز ويسكوت، إن الموافقة المقترحة ستضمن استمرار تشغيل المشروع ذي الأهمية الوطنية، وتوفير الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
وعلى صعيد أمن الطاقة، لفتت إلى أن المشروع وفّر إمدادات الطاقة الموثوقة وميسورة التكلفة لولاية غرب أستراليا على مدار 40 عامًا والمقدرة بأكثر من 6 آلاف بيتا غول (مليون مليار غول) من الغاز، وللعالم لمدة 35 عامًا.
ووفّر الغاز المنتج من المشروع الكهرباء إلى المنازل والمصانع في الولاية، ولو كان سيُستعمل لتوليد الكهرباء المنزلية فقط لأنار مدينة بحجم برث لمدة 175 عامًا تقريبًا.
وعلى مدار 4 عقود، قُدّم أكثر من 40 مليار دولار أسترالي (25.79 مليار دولار أميركي) إلى خزينة أستراليا في صورة إتاوات وضرائب، وأكثر من 300 مليون دولار أسترالي لتطوير مرافق البنية الأساسية المجتمعية في مدينة كاراثا.

مخاوف بيئية
أعربت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة عن قلقها إزاء تأثير الانبعاثات في نقوشات للسكان الأصليين يرجع تاريخها إلى ما قبل 40 إلى 50 ألف عام، وهو ما يثير مخاوف من التراجع عن إدراج المنطقة الواقعة بشمال ولاية غرب أستراليا ضمن قائمة التراث العالمي.
وطلبت اليونسكو إزالة المرافق الصناعية من المنطقة إذا أرادت إدراجها ضمن القائمة العالمية، كما اتهم خبراء حكومة الولاية بتزييف بيانات التلوث التي قدمتها السلطات الفيدرالية، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في صحيفة الغارديان البريطانية.
وقال مدافعون عن البيئة إن تمديد مشروع الغاز سيؤدي إلى إطلاق نحو 6 مليارات طن من غازات الدفيئة خلال العقود المقبلة، وسيكون معظمها بعد شحن الغاز وحرقه خارج أستراليا.
وبناء على ذلك، فإن المشروع بمثابة “قنبلة كربونية” ستجعل من تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ المبرم في عام 2015 بعيد المنال.
كما انتقد القرار مجلس المناخ الأسترالي الذي قال إن الموافقة على المشروع بمثابة فشل في القيادة، وبقعة سوداء في سجل الحكومة المناخي.
موضوعات متعلقة..
- مشروع غاز مسال أميركي يبحث عن مستثمرين آسيويين
- مشروع غاز ضخم يواجه شبح الانهيار.. احتياطياته 6.5 تريليون قدم مكعبة
- بدء حفر أول بئر في مشروع غاز احتياطياته 100 مليار متر مكعب
اقرأ أيضًا..
- إيرادات سلطنة عمان من النفط والغاز.. ماذا حدث في 3 أشهر؟ (إنفوغرافيك)
- إكسون موبيل الأميركية تقترب من صفقة بقيمة 350 مليون دولار
- رسميًا.. شيفرون الأميركية محرومة من تصدير النفط الفنزويلي
- إيران تبدي مرونة في التفتيش الأميركي لمواقعها النووية.. بشرط واحد
المصادر:
إقرأ: مشروع غاز يحصل على الضوء الأخضر لإطالة عمره حتى 2070 على منصة الطاقة