Categories
Uncategorized

مشروع ضخم لتصدير نفط وغاز العراق.. صفقة تاريخية مرتقبة

لا تزال زيادة صادرات نفط وغاز العراق تُشكِّل صداعًا برأس حكومة بغداد؛ إذ يسعى أحد أكبر منتجي أوبك للاستفادة من مواردها في إنعاش اقتصادها.

وكان خط الأنابيب الرابط بين إقليم كردستان وميناء جيهان التركي (المعروف باسم خط كركوك-جيهان) أبرز منافذ تصدير النفط العراقي، قبل إغلاقه منذ ما يزيد على عامين، إثر خلافات إثر خلافات مالية.

ويبدو أن ثمة انفراجة تلوح في الأفق؛ إذ طُرح مقترح تركي لبناء خطوط جديدة، لا تتضمن خط “كركوك-جيهان” والخلافات حوله.

ووفق قاعدة بيانات خطوط نقل النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)، يذهب المقترح إلى أبعد من تعزيز صادرات نفط وغاز العراق، إذ يقدم لبغداد على طبق من ذهب حلًا لجانب من مشكلة الكهرباء.

مسار خطوط النفط والغاز الجديدة

يُشير مسار خطوط النفط والغاز الجديدة إلى مدها من محافظة البصرة في العراق، حتى ميناء جيهان المطل على البحر المتوسط، بهدف فتح مجال جديد لتدفق موارد العراق إلى السوق.

ويبدأ مسار الخط المقترح بنقل النفط والغاز من البصرة مرورًا بمدينة حديثة بمحافظة الأنبار غرب البلاد، حتى مدينة سلوبي جنوب تركيا.

وبذلك يتجنب مسار الخطوط الجديدة المرور بإقليم كردستان الواقع شمال العراق.

حقل غرب القرنة 1 النفطي في محافظة البصرة
حقل غرب القرنة 1 النفطي في محافظة البصرة – الصورة من رويترز

ويبدو أن هناك صلة بين مسار مقترح الخطوط الجديدة، ومسار خط الربط بين “البصرة” و”حديثة” الذي حظي بموافقة حكومية، في يناير/كانون الثاني الماضي.

ورغم منافع الخط (الذي يتسع لنقل 2.25 مليون برميل يوميًا)؛ فإن أصواتًا تعالت برفضه خشية انعاش مقترح خط يمر عبر الأردن، إلا أن الخطوط المقترحة من البصرة إلى تركيا تسلك مسارًا مختلفًا.

خطوط النفط والغاز

حسب تفاصيل المقترح هناك مسار أولي لنقل كل من النفط والغاز والكهرباء.

  • نقل النفط

هناك خط تركي داخلي يربط أصول مدينة سلوبي بميناء جيهان، ويعزز المقترح الجديد ربط هذا الخط بحقول البصرة العراقية.

وأوضح وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، أن التوسعة عبر الربط مع حقول النفط العراقية في البصرة ستساعد في ضمان استدامة تصدير بغداد للخام، وتضمن وصول التدفقات إلى أسواق البحر المتوسط.

وأشار إلى أن حقول البصرة مهمة لضمان نقل خط “سلوبي-جيهان” ما يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميًا.

  • نقل الغاز

تتطلع تركيا -حسب مقترح بيرقدار- إلى إنشاء نظام نقل غاز يصل إلى حدود العراق، لنقل 5 مليارات متر مكعب من الغاز بشكل متبادل وعكسي بين الدولتين.

وتخطط أنقرة لإنشاء خط غاز ينقل إمدادات الغاز من البصرة إلى سلوبي، ثم من سلوبي إلى ميناء جيهان.

وكشف “بيرقدار” عن أن تركيا ستكون نقطة عبور “ومركزًا” يضمن تزويد العراق لأنقرة ودول أخرى بالغاز.

وتستفيد تركيا من عبور نفط وغاز العراق، لتحصيل رسوم المرور عبر خطوط الأنابيب في أراضيها.

ومن المتوقع أن ينعش المشروع المقترح خزائن تركيا، التي تأثرت سلبًا بتعطل تحصيل رسوم مرور التدفقات عبر خط “كركوك-جيهان” المتوقف منذ ما يزيد على عامين؛ إذ قدرت خسائر أنقرة في هذا الشأن بنحو مليار دولار.

ويستهدف العراق حاليًا تلبية الطلب المحلي على الغاز (لأغراض توليد الكهرباء أو غيرها) عبر إنهاء حرق الغاز بحلول عام 2028، رغم امتلاكه احتياطيات كبيرة غير مستغلة.

  • الكهرباء

يعتمد العراق إلى حد كبير على الغاز في توليد الكهرباء، وتضمّن المقترح التركي خططًا لتزويد البلاد بإمدادات الغاز اللازمة، لكن بغداد لم تُعلِّق على مدى توافق هذه الأهداف مع خططها للاكتفاء الذاتي.

وتعتزم تركيا زيادة صادرات الكهرباء إلى العراق، ومد خطي نقل إضافيين للربط بين البلدين، ما ينقذ بغداد من ضغط: نقص واردات الغاز الإيراني (الذي يشكل أكبر حصص توليد الكهرباء العراقية بنسبة 30%)، وحملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضده.

نفط كردستان العراق
جانب من خط أنابيب كركوك جيهان التركي – الصورة من Daily Sabah

تركيا.. مركز طاقة

يصب المقترح في صالح تركيا إذ تتطلع للتحول إلى مركز طاقة رئيس في الإقليم.

ويبدو أن أنقرة تولي اهتمامًا كبيرًا بالخطوط الجديدة، خاصة أن هذا المقترح جاء على لسان وزير الطاقة ألب أرسلان بيرقدار، وفق تصريحات نقلها عنه موقع إس بي غلوبال.

وأوضح بيرقدار أن المقترح يأتي امتدادًا لمشروع “طريق التنمية” العراقي الذي يستهدف الربط بين آسيا وأوروبا، عبر تأهيل البنية التحتية (بما يشمل: طرقًا وسككًا حديدية، وميناء الفاو، والمقترح التركي لخطوط نقل نفط وغاز العراق، والدعم الكهربائي).

وأضاف أن أنقرة وبغداد اتفقتا بصورة أولية على مقترح خطوط الأنابيب، وقد تشهد الأشهر المقبلة توقيع اتفاقية طاقة مشتركة بين البلدين، وحتى ذلك الحين، تستمر الدراسات والمشاورات.

وتعهدت تركيا بدعم المشروع العراقي بنحو 17.9 مليار دولار، إذ يمثل “فرصة” لها لتعزيز التعاون الطاقي مع بغداد.

لم يقتصر الاتفاق على تأمين خطوط لنقل نفط وغاز العراق فقط، بل امتد لمقترح آخر يساعد جزئيًا في حل أزمة الكهرباء المتفاقمة في البلاد، عبر الاتفاق على خط آخر ينقل الإمدادات.

وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار
وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار

تحديات المقترح التركي

يهدف مقترح تركيا لزيادة مد خطوط الأنابيب مع العراق إلى: (ضمان أمن الطاقة، وتنويع مصادر الإمدادات)، خاصة أن نقل النفط والغاز والكهرباء يمثل توسعة لمشروع “طريق التنمية” الذي تتبناه بغداد.

وقال الزميل غير المقيم في مركز الأبحاث الأميركي “أتلانتك كونسيل” إيسر أوزديل، إن تركيا ستظل تعتمد على الواردات لسنوات، رغم التوقعات بارتفاع إنتاج حقل جبار النفطي إلى 100 ألف برميل يوميًا وبدء إنتاج حقل غاز صقاريا.

وتوقع “أوزديل” إمكان تنفيذ المشروعات السابق ذكرها، حال تعزيزها بدعم سياسي ومالي من: تركيا والعراق وقطر والإمارات، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي.

ويواجه المقترح التركي لمد خطوط تصدير نفط وغاز العراق إلى الأسواق عبر أنقرة تحديات، نذكر منها:

1) تأمين الدعم السياسي والمالي.

2) يتطلب مسار الخط المرور بمدينة “فيشخابور” الكردية الواقعة على الحدود العراقية التركية، وواجهت البنية التحتية في هذه النقطة مخاطر -إثر النزاعات المسلحة- أدت إلى تضرر خط أنابيب ممتد بها، ولم يُشغَّل حتى الآن.

3) عمليات التخريب التي تتعرض لها البنية التحتية بالكامل، سواء حقول النفط والغاز أو خطوط أنابيب النقل.

4) عدم حل النزاع القائم بين تركيا والعراق حول خط “كركوك-جيهان” حتى الآن (لكن وزير الطاقة التركي أشار إلى أن هذه النقطة ليست عائقًا أمام توسعة الخطوط الجديدة المقترحة).

5) الاعتراضات على مشروع “طريق التنمية”، لتجنبه المرور بإقليم كردستان الواقع شمال البلاد.

6) ارتباط تطوير ميناء الفاو الكبير -المتوقع اكتماله بحلول 2028، بوصفه أحد أكبر المواني العالمية- بمجموعات مؤيدة لإيران.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضا..

المصدر:

إقرأ: مشروع ضخم لتصدير نفط وغاز العراق.. صفقة تاريخية مرتقبة على منصة الطاقة