مسؤول روسي: أسعار النفط لا ترضي غالبية المنتجين
شدّد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك على أن أسعار النفط الحالية لا تُرضي غالبية المنتجين الرؤساء، متوقعًا أن تشهد تحسّنًا مع تراجع تأثير العوامل المؤقتة التي تضغط على الأسواق حاليًا.
واستعرض نوفاك -في تصريحات صحفية اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- العوامل التي تضغط على أسواق النفط، مشيرًا إلى أنها تتأثر بالعوامل الجيوسياسية المتشابكة، إلى جانب اختلالات موازين العرض والطلب.
وأشار إلى تأثُّر أسعار النفط بتصاعُد حدّة التوترات في الشرق الأوسط، لاسيما مع استمرار المواجهات بين إيران وإسرائيل، وما يثيره ذلك من مخاوف حول أمن إمدادات الطاقة عبر الممرات البحرية الحيوية، مثل مضيق هرمز.
وارتفع سعر خام برنت بنسبة 7% إلى نطاق 74-75 دولارًا للبرميل، مقارنة بمستويات 68-69 دولارًا التي سادت قبل 13 يونيو/حزيران، ويمثّل ذلك قفزة في علاوة المخاطر تُقدَّر بين 5 و7 دولارات للبرميل.
السياسات التجارية
أشار نوفاك إلى تأثير السياسات التجارية والتوترات الجيوسياسية في تعقيد مشهد أسواق الطاقة العالمية، مؤكدًا أن الانخفاض الحالي في أسعار النفط يعكس ظروفًا سوقية عابرة مرتبطة بهذه العوامل.
وأعرب المسؤول الروسي عن ثقته في عودة أسعار النفط إلى مستويات أكثر توازنًا مع استقرار الأوضاع، وزوال ما وصفه بـ”الصدمات السوقية” المؤقتة.
وشدد على أن الأسعار المعقولة تاريخيًا تحفّز الطلب الإضافي على النفط في ظل المنافسة العالمية المستمرة على مصادر الطاقة.
وأكد أن آلية اتفاق أوبك+ الحالية تمثّل أنجح الأدوات لضمان تحقيق أقصى استفادة من عمليات استخراج النفط وإيرادات الدولة، في ظل تصاعد الضغوط العقابية والتوترات الإقليمية.
وقال نوفاك: “التغيرات الجذرية في البيئة الاقتصادية الخارجية، بما في ذلك تصاعد العقوبات، والوضع الجيوسياسي المضطرب في الشرق الأوسط، والتقلبات الحادة في أسواق النفط العالمية، تؤكد أن الآلية الحالية لتنفيذ الاتفاق تمثّل الأداة الأكثر فاعلية”.
إمدادات أوبك+
كشف نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن الأسواق العالمية تحتاج إلى كميات إضافية من الخام، مشددًا على استعداد تحالف أوبك+ للاستجابة بمرونة لمتطلبات السوق.
وأشار في مقابلة مع صحيفة “فيدوموستي” إلى أن أوبك+ سيواصل دوره التنسيقي في السوق، كما فعل خلال السنوات الخمس الماضية.
وارتفع إنتاج أوبك+ النفطي في مايو/أيار (2025) بنحو 180 ألف برميل يوميًا على أساس شهري، بقيادة السعودية وليبيا، وفقًا لتقرير حديث حصلت عليه منصة الطاقة (مقرّها واشنطن).
وكشف التقرير الشهري الصادر عن منظمة الدول المصدّرة للنفط، أمس الإثنين 16 يونيو/حزيران، أن إجمالي إنتاج دول التحالف الـ22 ارتفع إلى 41.230 مليون برميل يوميًا خلال الشهر الماضي، مقارنة بـ41.050 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان.
وبدأت 8 دول ضمن تحالف أوبك+، منذ أبريل/نيسان الماضي، إعادة ضخ 2.2 مليون برميل يوميًا تدريجيًا إلى الأسواق العالمية، ويعد مايو/أيار 2025، أول شهر في رفع سقف زيادة الإنتاج إلى 411 ألف برميل يوميًا، الذي يستمر خلال يونيو/حزيران ويوليو/تموز.
وارتفع إنتاج النفط الخام خلال الشهر الماضي من قبل دول الخفض الطوعي الـ8، وهي السعودية والعراق والإمارات والكويت وقازاخستان والجزائر وعمان وروسيا، بمقدار 152 ألف برميل يوميًا على أساس شهري.
وأكد نوفاك أن دول أوبك+ تتابع عن كثب تطورات السوق، وتتواصل باستمرار، موضحًا أن التحالف مستعد للاستجابة بمرونة وسرعة لأيّ تغيرات في ظروف السوق.
وأشار إلى أن المعايير الخاصة بالاتفاقية يمكن تعديلها في المستقبل، إذا لزم الأمر، لضمان تحقيق التوازن الأمثل بين العرض والطلب.
مشروعات الطاقة مع الصين
كشف نوفاك اهتمام الصين بالمشروعات الروسية الجديدة في مجال البنية التحتية للنفط، بما في ذلك مشروع أنبوب نفطي موازٍ لمشروع الغاز “باور أوف سيبيريا – 2” (أنبوب غاز من روسيا إلى الصين).
وأوضح نوفاك أن تفاصيل المشروع ليست علنية، إذ إن تنفيذه يقع على عاتق الشركات المتخصصة، وتفاصيل الاتفاقات تندرج تحت بند الأسرار التجارية ولم تُكشَف للعلن.
وأضاف المسؤول الروسي أن توقعات أوبك تشير إلى نمو الطلب الصيني على النفط بنسبة 2.5% سنويًا في المتوسط خلال المدة من 2023 إلى 050″، مؤكدًا أن تنفيذ مشروعات البنية التحتية الجديدة يشكّل جزءًا مهمًا من اهتمامات قطاع الطاقة الصيني.
وألقى نوفاك باللوم على السياسات الغربية في التصعيد الحالي للحروب الجمركية العالمية، واصفًا إيّاها بأنها محاولة للحفاظ على الهيمنة الاقتصادية في نظام عالمي متعدد الأقطاب.
وحذَّر من انقسام العالم إلى “كتل اقتصادية متصارعة”، مؤكدًا ضرورة التركيز على الخطة التنموية الوطنية، وتعميق الشراكات الإستراتيجية مع الدول الصديقة.
موضوعات متعلقة..
- أسعار النفط والإيرادات الروسية.. هل تواجه الموازنة الفيدرالية أزمة؟ (مقال)
- تأثير هجمات إسرائيل على إيران.. هل ترتفع أسعار النفط لـ100 دولار؟
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تتمسك بتقديرات ذروة الطلب على النفط رغم الانتقادات
- أزمة الغاز تشتعل.. الأردن يطالب مصر بـ350 مليون قدم مكعبة يوميًا
- رئيس أرامكو: النفط والغاز يؤديان دورًا مهمًا لأمن الطاقة في أوقات الصراع
إقرأ: مسؤول روسي: أسعار النفط لا ترضي غالبية المنتجين على منصة الطاقة