مخزونات المعادن في الجزائر قد يسيطر عليها المستثمرون الأجانب
يقف قطاع المعادن في الجزائر على أعتاب مرحلة مفصلية نتيجة توجهات رسمية نحو إتاحة الملكية الأجنبية للمناجم المحلية، في خُطوة تستهدف تخفيف الاعتماد على أسعار الطاقة المتذبذبة عالميًا، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتراهن حكومة البلد العربي العضو في منظمة أوبك على تطوير مجموعة من المعادن الحيوية مثل: الزنك والفوسفات والحديد والألماس واليورانيوم والنحاس، لدفع عجلة التنمية الاقتصادية بما يكفل حياة كريمة للمواطن.
وبناءً عليه تبرز خطط فتح مشروعات التعدين في الجزائر أمام الشركات الأجنبية وسيلةً لجذب الاستثمارات العالمية إلى هذا القطاع الحيوي الذي يمكن أن يؤدي دورًا في رسم ملامح صناعة المعادن العالمية.
ولعقود طويلة ظلّ قطاع المعادن في الجزائر قابعًا في منطقة الظل، نتيجة عدم استغلال الثروات المعدنية الوفيرة في باطن الأرض؛ ما يظهر في محدودية إسهامها في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، التي لا تتعدى 1%.
المعادن الحيوية
تقترب الجزائر من إتاحة الملكية الأجنبية للمناجم في الوقت الذي يتطلّع فيه البلد العربي الغني بالغاز إلى تعزيز إنتاجيته من المعادن الحيوية أمثال الفوسفات وخام الحديد والليثيوم لتنويع روافده الاقتصادية.
ومن المتوقع طرح تشريع جديد يجيز للشركات الأجنبية تملّك 80% من مشروعات التعدين، للتصويت في البرلمان؛ ما يمثّل تحولًا مهمًا لبلد تهيمن فيه الشركات الحكومية على أغلبية تلك المشروعات.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للأبحاث واستغلال المناجم سوناريم (Sonarem) بلقاسم سلطاني، إن الحكومة تتطلّع إلى تيسير عملية استصدار تراخيص مشروعات التعدين في الجزائر، وخفض فاتورة الواردات الباهظة المقدرة بتريليونات الدولارات، بما في ذلك الصلب والرخام.
وأضاف سلطاني: “ثمة رؤية إستراتيجية عالمية تتبناها الجزائر لتعزيز وتحويل منتجات التعدين ذات القيمة المضافة العالية”، وفق تصريحات أدلى بها إلى بلومبرغ، وتابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وستحل لوائح التعدين الجديدة التي تجيز كذلك منح تراخيص مشتركة للتنقيب والاستغلال، محل قانون صدر في عام 2014 يحدد سقف الملكية الأجنبية بنسبة 49%، في حين تحتفظ الدولة لنفسها بالملكية المتبقية.
ومن المقرر التصويت على اللوائح الجديدة المنظمة لقطاع التعدين في الجزائر في 16 يونيو/حزيران الجاري.
ويحُد الجزائر، وهي مورّد غاز طبيعي مهم إلى الأسواق الأوروبية، دول مصدرة رئيسة للمعادن، بما في ذلك المغرب الغنية بالفوسفات ومالي الغنية بالذهب، غير أن صادرات الجزائر من المعادن ما تزال طفيفة وغير معبرة بالمرة عن ثرواتها التعدينية.
وفي السنوات الأخيرة، تركز السلطات الجزائرية على تطوير صناعتي صخور الفوسفات وخام الحديد.

المواد الهيدروكربونية
تمثّل المواد الهيدروكربونية ما يزيد على 3 أرباع الصادرات الجزائرية، ونحو نصف إيرادات الحكومة؛ ما يجعل البلاد عُرضة لأسعار الطاقة المتذبذبة عالميًا.
وطالب صندوق الدولي الذي يتوقع نمو الاقتصاد الجزائري بنسبة 3.5% هذا العام، حكومة البلد العربي بالبحث عن مصادر دخل أخرى، وجذب المزيد من رؤوس الأموال الخاصة.
وتتسارع وتيرة مشروعات المعادن في الجزائر عبر تنفيذ مشروعات إستراتيجية، بما في ذلك خطة لاستخراج الفوسفات لإنتاج الأسمدة وتوجيهها أساسًا للاستعمال المحلي بمساعدة شركة الطاقة الحكومية سوناطراك.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة سوناريم، بلقاسم سلطاني، إن هناك استثمارات تُقدّر بنحو 1.5 مليار دولار ستخصص لاستغلال منجمَي بليد الهضبة وجبل العنق الواقعَيْن في جنوب غرب الجزائر، بموارد مجمعة قيمتها 4.7 مليار دولار.
وأضاف سلطاني أن عمليات المعالجة ستجري في منطقة الكبريت، بتمويلات للمنشآت لا تقل قيمتها عن 4 مليارات دولار، موضحًا أن سوناريم قد أبرمت مؤخرًا اتفاقيات لدراسات التصميمات الهندسية للمشروع مع شركة إيطالية وأخرى ألمانية، دون الكشف عن هويتهما.
كما تؤسّس سوناريم شراكة مع شركة ساينو ستيل (Sinosteel) الصينية، وشركة توسيالي هولدينغ (Tosyali Holding) التركية، لتعدين 7 مليارات طن من خام الحديد من رواسب في غار جبيلات ومشيري عبدالعزيز.

استثمارات إضافية
ضخّت الحكومة الجزائرية استثماراتٍ بنحو 800 مليون دولار في وحدة لمعالجة الحديد مع شركة توسيالي، وتلامس سعتها 4 ملايين طن، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتمتلك شركة التعدين الأسترالية تيرامين (Terramin) حصة أسهم نسبتها 49% في مشروع تعدين بمنجم واد أميزور، ويشتمل على 58 مليون طن من الرصاص والزنك، بحسب ما قاله بلقاسم سلطاني.
وتخطّط السلطات كذلك لطرح مناقصة بشأن تعدين نحو 58 طنًا من رواسب الذهب في منجم ذهب أمسماسة.
وفي الوقت نفسه قال بلقاسم سلطاني إن اكتشاف ليثيوم في جنوب الجزائر مؤخرًا يسلّط الضوء على إمكانات التعدين في البلاد، وإن كانت تفاصيل جودة المعدن واحتياطياته لم تتحدد بَعْد.
موضوعات متعلقة..
- مسؤول: تطوير قطاع التعدين في الجزائر للتحول بعيدًا عن إيرادات النفط والغاز
- مستشار وزير الطاقة الجزائري: ثروة ضخمة في غار جبيلات.. وهذه تطورات احتياطيات المعادن (حوار)
- الجزائر تطلق حملة ترويج للاستثمارات في قطاع المناجم (صور)
اقرأ أيضًا..
- معادن جنوب السودان في خطر.. 40 طن ذهب تغادر البلاد سنويًا دون عائد
- قازاخستان ترفض الالتزام بحصص أوبك+: “لن نخفض الإنتاج”
- صفقة لاستكشاف 7 مليارات برميل نفط و1.7 تريليون متر مكعب غاز
المصدر:
1.التعدين في الجزائر وقانون الملكية الأجنبية من بلومبرغ.
إقرأ: مخزونات المعادن في الجزائر قد يسيطر عليها المستثمرون الأجانب على منصة الطاقة