Categories
Uncategorized

محطات الطاقة النووية في تركيا تجذب شركات عالمية.. هل تصب في مصلحة أنقرة؟

يستعد قطاع الطاقة النووية في تركيا لإضافات كبرى من القدرات التي ستدعم مزيج الكهرباء النظيفة وأمن الإمدادات في مواجهة التقلبات.

وأعلن وزير الطاقة ألب أرسلان بيرقدار محادثات جارية مع دول وشركات مختلفة بشأن تطوير ثاني وثالث المحطات النووية في البلاد.

وتطور شركة روساتوم الروسية (Rosatom) أولى محطات الطاقة النووية في تركيا “أكويو” (Akkuyu) على ساحل البحر المتوسط، التي من المقرر دخولها حيز التشغيل الكامل في عام 2028.

وتخطط الحكومة لبناء محطتين أو أكثر لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية بحلول عام 2050، وإضافة 7.2 غيغاواط من القدرات النووية بحلول عام 2035.

وتستورد تركيا أكثر من 90% من احتياجاتها من الطاقة من الخارج، وتسعى إلى تقليل الواردات الباهظة وتعزيز أمن الإمدادات من خلال تطوير الموارد المحلية بالتعاون مع الشركاء ضمن سياسة دبلوماسية الطاقة، حسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)،

محطات الطاقة النووية في تركيا

كشف وزير الطاقة ألب أرسلان بيرقدار النقاب عن إجراء محادثات مع شركة “كاندو إنرجي” الكندية (Candu Energy)، وأخرى بشأن بناء ثاني وثالث مفاعلات الطاقة النووية في تركيا.

وبحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، فالشركة التي يقع مقرّها في مونتريال متخصصة في أعمال التصميم والتوريد وتقديم الخدمات لمفاعلات “كاندو” ذات تقنية الماء الثقيل المضغوط التي تشتهر بقدرتها على استعمال وقود اليورانيوم الطبيعي وإعادة التزود بالوقود في أثناء التشغيل.

أعمال البناء في محطة أكويو النووية
أعمال البناء في محطة أكويو النووية – الصورة من صحيفة ديلي صباح

وعلاوة على الشركة الكندية، قال الوزير، إن روسيا وكوريا الجنوبية والصين مهتمين بإنشاء المحطتين الجديدتين، كما أن ثمة مفاوضات جارية مع دول وشركات أخرى لم يسمِّها، مؤكدًا أن الاختيار سيكون بناءً على الأكثر نفعًا للبلاد.

وخلال زيارته لجنوب شرق تركيا، قال الوزير، إن تركيا ترغب بتسمية المشروعين الجديدين خلال العام الجاري (2025).

وبحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، تعتزم تركيا بناء المحطة النووية الثانية في منطقة سينوب المطلة على البحر المتوسط، والمحطة الثالثة في تراقيا بشمال غرب البلاد.

وذكر بيرقدار -في تصريحات سابقة-، إن أنقرة تعتزم اتخاذ قرارات بشأن مشروعات بناء محطات الطاقة النووية الثانية والثالثة خلال الأشهر المقبلة.

يأتي ذلك في إطار مساعي تحقيق مستهدفات توليد 20 غيغاواط من الطاقة النووية في تركيا بحلول عام 2050، صعودًا من 7.2 غيغاواط في 2035.

أولى المحطات النووية في تركيا

تبني شركة روساتوم الروسية أولى محطات الطاقة النووية في تركيا أكويو بولاية مرسين في البحر الأبيض المتوسط، وذلك بموجب اتفاق تتراوح قيمته بين 20 و25 مليار دولار أُبرم في عام 2010.

وتضم المحطة 4 مفاعلات لتوليد الكهرباء بقدرة 1200 ميغاواط للواحد من نوع “VVER-1200” من الجيل “3+” المتقدم.

ومن المتوقع أن تنتج “أكويو” نحو 35 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء سنويًا بعد دخولها حيز التشغيل؛ لتغطي نحو 10% من احتياجات تركيا بما يعادل 90% من احتياجات مدينة كبيرة مثل إسطنبول.

وفي تطور جديد، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان خلال مايو/أيار الجاري (2025) بدء التشغيل التجريبي لأول المفاعلات في نهاية هذا العام.

وفي الوقت الذي تقترب فيه أعمال بناء المفاعل الأول من الاكتمال، قال أردوغان، إن من المتوقع دخولها حيز التشغيل الكامل بحلول عام 2028 بعد اكتمال تشغيل المفاعلات الثلاثة الأخرى.

مخاوف من هيمنة روسية

أعرب نواب في البرلمان التركي عن مخاوفهم المرتبطة بالسيادة والأعباء المالية المتزايدة والتأخيرات والسلامة داخل محطة أكويو النووية.

وفي جلسة بتاريخ 13 مايو/أيار (2025)، انتقد الأعضاء “الهيمنة الروسية المفرطة” على أولى محطات الطاقة النووية في تركيا وغياب الدولة عن عملية صنع القرار بها.

وتمتلك روساتوم 99% من المحطة من خلال شركتها المشغّلة “تركي أكويو نوكلير إنرجي” (Türkiye Nükleer Enerji).

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أهم المعلومات عن أولى محطات الطاقة النووية في تركيا:

الطاقة النووية في تركيا

واتفقت تركيا على شراء الجزء الأكبر من إنتاج المحطة من الكهرباء بسعر ثابت قدره 12.35 سنتًا أميركيًا لكل كيلوواط/ساعة، وذلك على مدار 15 عامًا.

لكن السعر أعلى بكثير من متوسط 4 إلى 7 سنتات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، أي ما يعادل ضعف المتوسط العالمي، وهو ما يثير علامات استفهام.

وتأخرت أعمال بناء المحطة أكثر من مرة بسبب تخلُّف شركة “سيمنس” الألمانية عن التسليم في المواعيد المقررة، وهو ما دفع روساتوم إلى اللجوء لمورّدين صينيين.

وتعتمد المحطة على الخبرات الروسية، ويُدرَّب المهندسون والفنيون الأتراك في روسيا بعد تعلُّمهم اللغة والمنهجيات الخاصة؛ بما يعزز الوجود الروسي داخل مرافق بنية الطاقة الأساسية.

وثمة مخاوف بيئية من التلوث الحراري وتضرُّر البيئة البحرية بسبب منظومة التبريد داخل المحطة، علامة على إدارة النفايات النووية في المدى الطويل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر: 

  1. تطورات ثاني وثالث محطات الطاقة النووية في تركيا من وكالة رويترز
  2. تفاصيل انتقادات محطة أكويو النووية من منصة “نورديك مونيتور”

إقرأ: محطات الطاقة النووية في تركيا تجذب شركات عالمية.. هل تصب في مصلحة أنقرة؟ على منصة الطاقة