مباحثات الاتفاق النووي بين إيران وأميركا قد تتعطل من جديد
كشف تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن توصلها إلى انتهاك إيران لاتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية، وأنها تعد تقريرًا يتهم طهران لأول مرة منذ 20 عامًا رسميًا بعدم الامتثال لالتزاماتها؛ ما يعقّد مباحثات الاتفاق النووي مع أميركا.
وأشار التقرير إلى أن إيران أجرت أنشطة نووية سرية في 3 مواقع، كانت الوكالة تجري فيها تحقيقات منذ مدة طويلة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكان أعضاء مجلس إدارة وكالة الطاقة الذرية الـ35 دولة، قد طلبوا من الوكالة إعداد تقرير عن أنشطة طهران في نوفمبر/تشرين الثاني 2024. وتؤدي تلك النتائج إلى دفع كل من أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا أعضاء الوكالة لإعلان انتهاك إيران لالتزاماتها بمنع الانتشار النووي.
وباستعمال النتائج التي يشملها تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تجهز الدول الغربية الـ4 مسودة قرار لمجلس الوكالة الذي يعقد اجتماعه في 9 يونيو/حزيران المقبل، بإعلان ذلك.
إنكار إيران
بينما تردد إيران إعلان رغبتها في تبني حلول الطاقة النووية السلمية، وتنكر الاتهامات الغربية بأنها تطور أسلحة نووية منذ مدة طويلة، يأتي تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لينسف كل ذلك.
ورغم أن النتائج التي توصلت إليها الوكالة تعود لعقود سابقة، ولم تكن المرة الأولى التي تُذكر فيها، لكن التقرير كان أكثر تحديدًا؛ فالنتائج تلخص التطورات الحاصلة في السنوات الأخيرة. وتشير بوضوح أكبر إلى أنشطة سرية منسقة، بعضها يتعلق بإنتاج أسلحة نووية.
ووصف تقرير الوكالة تعاون إيران معها بـ”غير المرضي”، خاصة أنها لا تزال تبحث عن تفسيرات لآثار من مادة اليورانيوم، وُجدت قبل سنوات في موقعين من بين 4 مواقع؛ خضعت للتحقيق. ووجد التقرير أن 3 مواقع شهدت تجارب سرية.
وقال التقرير: “المواقع الثلاثة وأخرى محتملة مرتبطة بها، كانت جزءًا من برنامج نووي منظم غير مُعلن نفذته إيران حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وإن بعض الأنشطة استعملت مواد نووية غير مُعلنة”.
وكشف التقرير عن أن المعدات المستعملة في هذا البرنامج أو معدات شديدة التلوث قد خُزِّنَت في الموقع الرابع “تركزاباد”، خلال المدة بين عامي 2009 و2018.
وأضاف التقرير أن إيران لم تكشف عن مواد نووية مرتبطة بأنشطة في 3 مواقع هي: لافيسان-شيان وفارامين وتركزاباد.
وفي لافيسان-شيان في طهران، استعملت اليورانيوم لإنتاج سلاح نووي من خلال تجارب ضيقة النطاق، وفق التقرير، الذي قد يؤدي إلى إحالة إيران إلى مجلس الأمن.

تخصيب اليورانيوم والاتفاق النووي
أشار تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أرسلته إلى الدول الأعضاء، اليوم السبت 31 مايو/أيار 2025، إلى أن معدل تخصيب اليورانيوم في إيران تجاوز 60%، ويقترب من المعدل المطلوب لتصنيع أسلحة نووية وهو 90%.
وأكد تقريرا الوكالة السري الخاص بانتهاك إيران للانتشار النووي، والثاني المُعلن اليوم، أن وصول معدل تخصيب اليورانيوم إلى هذا المستوى يثير “مخاوف كبيرة”، كونها الدولة الوحيدة التي تفعل ذلك دون إنتاج أسلحة نووية.
وعلقت إسرائيل، التي تمتلك سلاحًا نوويًا، وكثيرًا ما طالبت باتخاذ موقف عنيف تجاه برنامج إيران النووي، بأن تقرير الوكالة يكشف عن تصميم طهران على إكمال برنامجها للأسلحة النووية.
وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: “على العالم أن يتحرك الآن لوقف إيران عن تصنيع سلاح نووي”.
وكان لدى وكالة الاستخبارات الأميركية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية اعتقاد منذ مدة طويلة بأن إيران تمتلك برنامجًا سريًا لإنتاج السلاح النووي، أوقفته عام 2003، لكن طهران أنكرت ذلك مرارًا.
وتخصيب اليورانيوم في إيران، كان من أكثر البنود التي تمسكت بها طهران في مفاوضات الاتفاق النووي مع أميركا، والتي باتت مهددة بتقرير الوكالة السري.
وعند العودة إلى المفاوضات بشأن الاتفاق النووي قبل أسابيع، خلال تولي الرئيس دونالد ترمب حكم أميركا لولاية ثانية، أبدت إيران مرونة في خفض نسب تخصيب اليورانيوم وامتلاك أجهزة الطرد المركزي، التي زاد عددها بشدة في السنوات الأخيرة.
موضوعات متعلقة..
- قبل ساعات من انطلاق مباحثات نووية.. أميركا تهدد بمنع صادرات النفط الإيرانية
-
مصافي أباريق الشاي الصينية تتضرر من الاتفاق النووي المحتمل بين إيران وأميركا
-
إيران تبدي مرونة في التفتيش الأميركي لمواقعها النووية.. بشرط واحد
اقرأ أيضًا..
- أثر تقلب أسعار النفط في قطاع الطاقة الروسي.. ضربة للسياسات والإيرادات (مقال)
-
السعودية و7 دول في أوبك+ تضيف 411 ألف برميل لإنتاجها خلال يوليو 2025
-
أبرز 5 مناجم في لبنان.. كنوز تحت الأرض تحتاج إلى إدارة رشيدة للموارد
المصدر:
إقرأ: مباحثات الاتفاق النووي بين إيران وأميركا قد تتعطل من جديد على منصة الطاقة