Categories
Uncategorized

ما علاقة زيادة إنتاج السعودية ودول أوبك+ بموسم الحج.. وكيف تؤثر في الأسواق؟ (تقرير)

تُلقِي زيادة إنتاج النفط، وعودة الكميات المخفضة طوعًا، من جانب السعودية ودول أوبك+ الأخرى، ضمن مجموعة الـ8، بأثرها في أسواق النفط العالمية، وسط تساؤلات بشأن أثر هذه الزيادة بموسم الحج الذي بدأ في المملكة.

وفي هذا الإطار، يوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أنه بالنظر إلى أثر الزيادات الإنتاجية من جانب مجموعة الـ8 في الصادرات، يتّضح أنه ضعيف جدًا.

وأضاف: “هناك أمور تجاهلها المحللون؛ منها موضوع موسم الحج في السعودية؛ إذ إن الزيادات الإنتاجية تأتي في شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران، وهما الشهران اللذان يقع فيهما الموسم المهم بالنسبة إلى المملكة”.

وقال إنه على الرغم من أن الحج -رسميًا- بعد شهر من الآن؛ فإن الحجاج يبدأون في التوافد على مكة والمدينة قبل ذلك بأسابيع، وبعد انتهاء الموسم يغادرون المدينتين بعدها بأسابيع؛ لذلك فإن قمة أو ذروة الاستهلاك تحصل في الشهرين الحالي والمقبل.

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج “أنسيات الطاقة”، الذي يقدمه الدكتور أنس الحجي عبر مساحات منصة التواصل الاجتماعي “إكس” (تويتر سابقًا)، وجاءت هذا الأسبوع بعنوان “آثار قرار السعودية وحلفائها بمجموعة الـ8 في أوبك+ بزيادة إنتاج النفط”.

موسم الحج في السعودية

قال أنس الحجي إن ذروة استهلاك الطاقة خلال موسم الحج في السعودية، تحدث خلال الشهرين بالكامل، وهذا العام في مايو/أيار ويونيو/حزيران، وهو ما يوجب التذكير بالدور المهم الذي يؤديه وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز.

وأضاف: “دائمًا ما يفكر الناس أن النفط هو أرامكو وأوبك، ولا يعرف الكثيرون أن المجموعة التي يرأسها وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، هي من تؤمن إمدادات الطاقة خلال موسم الحج، وهو أمر يعد -وحده- مجهود دولة”.

وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان
وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان – الصورة من حساب وزارة الطاقة على إكس

وأوضح مستشار تحرير منصة الطاقة أن الحديث هنا عن ملايين الأشخاص الذين يجتمعون في منطقة واحدة خلال مدة محددة على مدى 24 ساعة يوميًا، لمدة شهرين متتاليين، ويحتاجون إلى إمدادات طاقة وبنزين وديزل ووقود طائرات وكهرباء بشكل دائم.

وتابع: “الجهود والتخطيط لموسم الحج في السعودية تستمر لمدة طويلة من الزمن؛ إذ يبدأ التخطيط لموسم الحج الجديد بعد نهاية الموسم الحالي مباشرة؛ لذلك أرفع القبعة للأمير عبدالعزيز بن سلمان والفريق الذي يقدم هذه الخدمات للحجاج”.

وأكد أن خدمة الحجاج بهذه الطريقة شرف لا يناله إلا علية القوم؛ إذ هناك زيادة كبيرة في استهلاك النفط في السعودية، ومن ثم فإن جزءًا من زيادة الإنتاج في المملكة ستذهب إلى موسم الحج، وهذا غاب عن المحللين أيضًا.

الكعبة الشريفة خلال موسم الحج
الكعبة الشريفة خلال موسم الحج – الصورة من وزارة الحج

الكميات الباقية من زيادة الإنتاج

قال أنس الحجي إنه في أعقاب توجيه كميات ضخمة من النفط لموسم الحج في السعودية، لا يتبقى إلا القليل من الكميات الباقية من زيادة الإنتاج النفطي؛ لذلك إذا حدثت مشكلة في نيجيريا أو ليبيا -كما يحدث دائمًا- بنحو 200 أو 300 ألف برميل، يحدث انخفاض بالإنتاج بدلًا من الزيادة.

لذلك، وفق الحجي، هناك 3 أمور رئيسة تتعلق بأساسيات السوق تؤدي إلى نتيجة واحدة؛ الأمر الأول أن زيادة الإنتاج من جانب مجموعة الـ8 الأعضاء في أوبك+ بقيادة السعودية وروسيا، هي زيادة في سقف الإنتاج وأثرها محدود.

تخفضيضات إنتاج أوبك+ الطوعية

الأمر الثاني، بحسب أنس الحجي، هو أن أغلب هذا النفط موجود في السوق مسبقًا، وأن هناك زيادة في الطلب في الدول النفطية خلال مدة الصيف، والأمر الثالث هو موضوع الحج.

ولكن هناك موضوعات أخرى غابت عن المحللين؛ لأنهم يتساءلون: لماذا أعلنت دول مجموعة الـ8 بزيادة إنتاجها من الكيمات المخفضة طوعًا بسرعة؟ إذ هناك ارتباك في الإعلام بسبب حقد البعض ممن يقولون إن السعودية تحاول معاقبة العراق وقازاخستان.

وأضاف: “هذا الأمر غير منطقي على الإطلاق؛ لأن العراق وقازاخستان ودول أخرى مثل الإمارات -مثلًا- تطالب بزيادة الإنتاج ووافقت المملكة على زيادة الإنتاج، فكيف يمكن القول عن ذلك إنه عقاب لهم؟ فالأمر غير منطقي من الأساس”.

ولفت إلى أنه معروف -تاريخيًا- عندما تغضب السعودية فإنها تزيد الإنتاج بنحو مليون برميل يوميًا، وتخفض أسعار النفط بنحو 10 دولارات خلال دقائق، كما حدث في 7 مارس/آذار 2020، أما الآن، فالحديث عن ارتفاع في الأسعار وزيادة في إنتاج النفط بمقدار 50 ألف برميل يوميًا لمقابلة الطلب خلال موسم الحج.

إنتاج النفط في السعودية

وتابع أنس الحجي: “للأسف تكرر وسائل إعلام عربية كلام الغرب الذي ليس له منطق على الإطلاق، فهناك هدف مهم جدًا لأوبك ثم أوبك+، وكل المتخصصين في هذا المجال يعرفونه منذ زمن بعيد، وهو أن وحدة المنظمة مهمة جدًا لقيادة التحالف؛ فإذا انهارت تنفصل كل دولة وتنهار”.

لذلك، فإن وحدة أوبك هنا مهمة، والتوافق والتناسق بين هذه الدول مهم، والأهم من هذا هو مصداقية المنظمة، لأن هذه التحركات لن تكون ذات فائدة في غياب المصداقية، فإذا لم تصدق السوق ما تقوله قيادة أوبك+ فإنه لن يؤثر في السوق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إقرأ: ما علاقة زيادة إنتاج السعودية ودول أوبك+ بموسم الحج.. وكيف تؤثر في الأسواق؟ (تقرير) على منصة الطاقة