Categories
Uncategorized

ما دور الذكاء الاصطناعي بقطاع الطاقة.. وكيف يتحول إلى “غباء”؟ خبير يجيب

يؤدي الذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا في قطاعات متعددة؛ أبرزها قطاع الطاقة، من خلال تحسين عمليات الإنتاج، ولا سيما أن هذه العمليات مكلفة جدًا، بداية من الحفر والتنقيب، مرورًا بالتخزين والنقل، ووصولًا إلى الاستهلاك.

وفي هذا الإطار، يوضّح الخبير في الذكاء الاصطناعي واستعماله بمجال الطاقة الدكتور زياد الشباني، أن هناك نقاطًا مهمة يدخل فيها هذا الذكاء بمجال الطاقة، كما أصبح أحد الحلول في تحسين الإدارة، وإدارة العرض والطلب خاصة في أوقات الذروة.

وأضاف: “لا أقول إن الذكاء الاصطناعي سيقدم حلًا جذريًا شاملًا، ولكنه سيحن إنتاج الطاقة وإدارة الاستهلاك، بجانب إيجاد بعض الحلول للأزمات المتعلقة بتكامل الطاقة النظيفة؛ أي إذا كانت هناك طاقة قادمة من محطة شمسية مع طاقة أخرى من محطة نووية وأخرى من محطة تقليدية تعمل بالديزل”.

ولفت إلى أن ذلك يتطلب استعمال الذكاء الاصطناعي؛ لأن كل الموجود في حقول النفط ومحطات الكهرباء هو أنظمة “أوتوميشن” المستعملة في تكنولوجيا المعلومات، وهي برامج موضوعة مسبقًا ولا يمكنها أن تعالج ظرفًا طارئًا، أو حساب المستقبل بناء على المتغيرات الآنية.

ولكن، عن وضع برنامج ذكاء اصطناعي في إحدى المحطات؛ فإنه سيتنبأ بما سيحدث بناء على المعطيات الحالية، ويأخذ في الاعتبار كمية هائلة من المتغيرات ويعالجها ويعطي توصيات بأفضل ما يمكن.

جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور زياد الشباني في حلقة من برنامج “أنسيات الطاقة”، الذي يقدمه مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) الدكتور أنس الحجي، عبر مساحات منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، والتي جاءت بعنوان “الذكاء الاصطناعي وآثاره في أسواق النفط والغاز والكهرباء”.

حسابات الذكاء الاصطناعي

قال الدكتور زياد الشباني إن حسابات الذكاء الاصطناعي -مثلًا- تأخذ حسابات الطقس والطلب؛ إذ إن المعتاد هو تحليل الطلب من خلال ما حدث وبناء على ذلك يُتَوقع أنه بين الساعة 12 ظهرًا والساعة 3 عصرًا، سيكون الطلب في ذروته، وهذه توقعات بناء على بيانات تأريخية.

لكن، إذا كان هناك ذكاء اصطناعي قادر على قراءة التوقعات آنيًا؛ فهو يساعد على معالجة موضوع، وهو ما يسمى “هندسة الاختناقات في نقل الطاقة”، أو يمكنه أن يجنب الإغلاق في المنظومات المكلفة بشدة، وهذا هو تعريفه ببساطة.

وأضاف: “لهذا أعيد تعريف الذكاء الاصطناعي، وهو أنه ببساطة برنامج ندربه على بيانات وسيناريوهات لم يسبق له الاطلاع عليها، ويساعدنا في اتخاذ قرارات لم يسبق لنا أن أخبرناه عنها، وهو بالتأكيد مثل خبير بشري يجلس أمامك تستفيد من خبرته”.

الذكاء الاصطناعي

وأوضح الدكتور زياد الشباني أن الخبير البشري جاء بخبرته من الاطلاع على بيانات قديمة، لكن الفارق هنا أن الذكاء الاصطناعي يتميز بكونه صاحب ذاكرة حديدية، ويتذكر كل شيء ويأخذه بعين الاعتبار.

لهذا، يرى الشباني أن هناك نقطة أخرى مهمة، وهي إذا ما كان الذكاء الاصطناعي سيستبدل الوظائف، موضحًا أن هذا لن يحدث؛ لأنه مهما بلغ من الدقة يحتاج دائمًا إلى خبير بشري يراقب أداءه ويضمن التحسين؛ لأنه قد يتحوّل في لحظة إلى غباء اصطناعي إذا حصل على بيانات أو سيناريوهات خاطئة.

وتابع: “لهذا لا أعتقد أنه سيأخذ وظائفنا، ولكن علينا أن نتعلمه لنتعلم كيفية إدارته؛ فهو سيبقى بحاجة إلى الخبير، والخبير هنا سيركز على الجهد النوعي ويترك جهد الحفظ والاطلاع؛ لأن هذه كلها سيقوم بها الذكاء الاصطناعي”.

تحول الذكاء الاصطناعي إلى غباء

ضرب الدكتور أنس الحجي مثلًا على إمكان تحول الذكاء الاصطناعي إلى غباء في حالة حصوله على بيانات ومعلومات خاطئة، قائلًا إن هذا الأمر له علاقة بـ”الأوتوميشن”، وهو أن جيرانه لديهم سيارة “تيسلا“، والرجل طويل في حين أن زوجته قصيرة.

وأردف: “عندما سافر الزوج خارج البلاد، وترك الكرسي كما هو تعطّلت السيارة؛ فلم تستطِع الزوجة قيادة السيارة على الإطلاق، وطلبت منها الشركة أن ينتظروا نحو شهر ونصف الشهر من أجل الإصلاح”.

سيارة من طراز تيسلا
سيارة من إنتاج شركة تيسلا – الصورة من الموقع الإلكتروني للشركة

وعلّق الدكتور زياد الشباني على حديث الحجي بالقول: “نعم؛ هنا خطران للذكاء الاصطناعي؛ الأول أن يتحوّل إلى غباء اصطناعي، والثاني أن يكون منحازًا؛ فتخيل أنك تدرّب شخصًا وهو لا يملك أي ذاكرة، وتعطيه بيانات غير دقيقة أو منتقاة؛ فهو سيتحوّل إلى الغباء”.

وأوضح أن جزءًا من عمليات تطوير الذكاء الاصطناعي، وهو آخر مرحلة، وتسبقه 3 أو 4 مراحل، هو تنظيف البيانات وتهيئتها لضمان أن تكون معقولة، لضمان ألا تحتوي على أرقام مبالغ فيها؛ لأنه سيتعلم من الماضي.

كما ضرب مثلًا ببعض البشر الذين يتحولون إلى التطرف، سواء في الدين أو كرة القدم أو السياسة، موضحًا أن هؤلاء تعرضوا لكم هائل من البيانات المتطرفة المنحازة إلى جهة، وبالمثل هنا، سيكون الذكاء الاصطناعي غير فعّال أو جاد، وسيصطدم في أحيان كثيرة بالقضايا الأخلاقية، مثل سيارة تيسلا.

وأضاف: “لنأخذ مثالًا آخر على القضايا الأخلاقية، كان يواجهه المهندسون؛ فإذا أردنا تصميم سيارة ذاتية القيادة تدار بذكاء الاصطناعي، وواجهت سيناريو أن هناك 5 أطفال صغار يعبرون الشارع ورجلًا كبيرًا مسنًا يعبره من الطرف الآخر، والسيارة لا تملك إلا أن تذهب في أحد الاتجاهين؛ فإما أن تدهس السيارة الأطفال وإما أن تدهس الرجل الكبير، القرار هنا أين تذهب؟ أنت كمهندس تريد أن تبرمج القيادة الذاتية أن تذهب بهذا الاتجاه أو ذاك، وهذه معضلة أخلاقية، ولا حقل لها، والمهندسون يتركون الأمر إلى السيارة لتقرر المسار الأفضل أو الأقل خطرًا”.

مشكلات واجهت الذكاء الاصطناعي

رصد الدكتور زياد الشباني مشكلات واجهت الذكاء الاصطناعي؛ إذ صمم الأميركيون برنامجًا في نيويورك، لمحاولة استعمال بيانات الشرطة السابقة للتعرف على وجوه بعض المطلوبين وتصنيفهم؛ لمعرفة ما إن كانوا مجرمين أم لا.

وأضاف: “المشكلة أن البيانات كانت منحازة جدًا؛ إذ إن نسبة كبيرة من فئة معينة من الناس كانت نسبتهم في هذه البيانات أكبر من الأخرى، ولهذا فهو يتم تدريبه؛ إذ إن النموذج أصبح كلما يرى شخصًا ينتمي إلى هذه الفئة يصنفه مجرمًا”.

الذكاء الاصطناعي

وأرجع الخبير السبب في هذه المشكلة إلى أن الذكاء الاصطناعي كان يتصرف بغباء؛ لأنه حصل على بيانات منحازة، ولم يُمنح السياق الكامل لاتخاذ القرار.

وتابع: “لهذا فإن النماذج التي نطورها، نمنحها كل المعلومات، فمثلًا في مجال الطاقة، نرى مدينة بها طاقة، أصبح الضغط عاليًا في هذه المدة، في حين أن النماذج الحقيقية يجب منحها مدخلات عن الحالة الجوية والتنبؤات بالحالة الجوية، وعدد المستعملين، وما إذا كانت المدينة -مثلًا- تشهد مباراة مهمة في وقت معين”.

ولفت الدكتور زياد الشباني إلى أن كل هذه المدخلات، عند حصول الذكاء الاصطناعي عليها، تساعد في إعطاء قرار منطقي؛ إذ إن مشكلته ليست في خوارزمياته، وإنما في البيانات المقدمة إليه.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

حلقة “أنسيات الطاقة” المذاعة عبر مساحات منصة “إكس” (تويتر سابقًا)

إقرأ: ما دور الذكاء الاصطناعي بقطاع الطاقة.. وكيف يتحول إلى “غباء”؟ خبير يجيب على منصة الطاقة