Categories
Uncategorized

ما أثر عودة إنتاج دول أوبك+ إلى الأسواق؟ أنس الحجي يكشف التفاصيل

في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، قررت دول تحالف أوبك+ تخفيض الإنتاج بمقدار مليونَي برميل يوميًا، وذلك بسبب نمو المخزونات ومن ثم انخفاض الطلب العالمي على الخام.

وبحسب مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، فإن هذا التخفيض الجماعي يختلف عن التخفيضات الإضافية التي أقرتها مجموعة الدول الـ8 الأعضاء في التحالف.

وأضاف: “في وقت لاحق، مُدّد التخفيض الجماعي الأول الذي أقره تحالف أوبك+، وهو مستمر حتى نهاية 2026، وأتبع ذلك استمرار المخزونات في الارتفاع، وتباطأ نمو الطلب العالمي على النفط، فكانت نتيجة ذلك اجتماعًا لدول التحالف، ولكنها لم تستطع إقرار تخفيض جديد”.

وفسّر الحجي ذلك بأن قرارات أوبك+ وأوبك يجب أن تكون بالإجماع، أي أن أي عضو من الأعضاء الـ22 لديه حق الفيتو؛ لذلك رفض كثير من الدول تخفيض الإنتاج، وهو ما دعا إلى اتخاذ قرار من جانب مجموعة الـ8، بالتخفيض الطوعي.

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج “أنسيّات الطاقة”، قدّمها أنس الحجي على مساحات منصة التواصل الاجتماعي “إكس” (تويتر سابقًا)، بعنوان: “كيف تزيد مجموعة الـ8 الأعضاء في أوبك+ إنتاج النفط وتنخفض أسعاره؟”.

الخفض الطوعي لإنتاج النفط

قال أنس الحجي إن قرار تطبيق الخفض الطوعي لإنتاج النفط جاء من جانب مجموعة الدول الـ8، بعدما رفض عدد من الدول في تحالف أوبك+ خفض الإنتاج، وكان ذلك في أبريل/نيسان 2023، بمقدار 1.65 مليون برميل يوميًا.

وأشار إلى ضرورة التمييز بين قرار الخفض، إذ إن الأول بمقدار مليونَي برميل يوميًا من جانب دول التحالف، والثاني بمقدار 1.65 مليون برميل يوميًا من مجموعة الـ8.

ولكن، على الرغم من ذلك استمرت المخزونات في الزيادة، وكان هناك ضعف في الطلب العالمي على النفط، فاضطرت مجموعة الـ8 في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إلى تطبيق خفض طوعي آخر مقداره 2.2 مليون برميل يوميًا.

الطلب العالمي على النفط

وخلال هذه المراحل، قامت السعودية -وحدها- لمساعدة الآخرين، بالتبرع بتخفيض الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميًا، واستمر ذلك لمدة شهرَيْن أو 3 أشهر، أيضًا لدعم السوق.

لذلك، هناك 3 مجموعات: أوبك، وأوبك+، ومجموعة الـ8، وكذلك هناك 3 تخفيضات، وهي:

  • التخفيض الأول: من تحالف أوبك+ بمقدار مليونَي برميل يوميًا، وهذا مستمر حتى نهاية 2026.
  • التخفيض الثاني: بمقدار 1.65 مليون برميل يوميًا، من قبل مجموعة الـ8، وهذا أيضًا مستمر حتى 2026.
  • التخفيض الأخير: بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا.

إعادة الكميات المخفّضة بأسرع وقت

قال أنس الحجي إن مجموعة الـ8 الأعضاء في أوبك+ حاولت إعادة الكميات المخفضة بأسرع وقت ممكن إلى السوق، ولكن لم يحالفها الحظ بسبب وضع السوق السيئ وتباطؤ الاقتصاد الصيني.

لذلك، اجتمعت المجموعة -أخيرًا- في شهر ديسمبر/كانون الأول 2024، وقررت إعادة هذه الكميات إلى السوق ابتداءً من أول أبريل/نيسان 2025، وبالفعل بدأت الزيادة في الموعد.

وأضاف: “الفكرة هنا أن هناك 2.2 مليون برميل يوميًا يُراد إرجاعها إلى السوق، ولكن لا يمكن إرجاعها مرة واحدة حتى لا تنخفض الأسعار، فقرروا إعادتها إلى السوق تدريجيًا على مدى 18 شهرًا”.

تحالف أوبك+

وبالتالي، وفق أنس الحجي، كانت أول زيادة في شهر أبريل/نيسان بمقدار 138 ألف برميل يوميًا، وبعدها بشهر تقريبًا، اجتمعت المجموعة فجأة وقررت مضاعفة الزيادة 3 مرات، فبدلًا من أن تكون في مايو/أيار 138 ألفًا، تقرر أن تكون 411 ألف برميل يوميًا.

وبعد ذلك، قرروا إلغاء الاتفاق السابق، الذي كان ينص على توزيع الكمية على مدى 18 شهرًا، وأن يجتمعوا شهريًا ويقرروا ماذا يفعلون في الشهر الذي يليه.

وبناءً على ذلك، قرروا أن يزيد الإنتاج في شهر يونيو/حزيران الجاري بمقدار 411 ألف برميل يوميًا، ثم اجتمعوا مرة أخرى وقرروا إضافة 411 ألف برميل يوميًا للمرة الثالثة في شهر يوليو/تموز.

ما أثر الزيادة في أسواق النفط؟

قال أنس الحجي إن زيادة الإنتاج من جانب مجموعة الـ8 الأعضاء في تحالف أوبك+ لها أثر في الأسواق، ولكن بالتزامن مع ذلك ما تزال أسعار النفط مرتفعة، إذ إن خام برنت حاليًا فوق 65 دولارًا للبرميل.

وفسّر الحجي ما حدث بالقول إن السوق تلقت -بصفة عامة- أخبار زيادة الإنتاج بصورة سلبية جدًا، ولكن الأسعار لم تنخفض بسبب هذه الأخبار الخاصة بأوبك أو أوبك+ أو مجموعة الـ8.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب
الرئيس الأميركي دونالد ترمب – الصورة من براتينيكا

وأوضح مستشار تحرير منصة الطاقة أن الأسعار انخفضت من فوق 80 دولارًا إلى الستينيات بسبب سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والحروب التجارية التي بدأها والرسوم الجمركية التي طبقها.

ولكن، وفق الحجي، السبب الرئيس هو الضبابية والتقلّب والذبذبة فيما يقوله ترمب وما يفعله، فلا يمكن لأحد أن يتنبّأ بما يمكن أن يفعله الرئيس الأميركي غدًا أو بعد ساعة.

وأضاف: “هذه مشكلة كبيرة؛ لأنه إذا كنتُ شركة وأريد أن أستثمر 10 مليارات دولار، فلن أستطيع أن أستثمر في الوقت الحالي، بل سأنتظر حتى تنجلي الضبابية ويكون هناك وضوح”.

لذلك، فإن ضبابية ترمب والغموض، والتقلّب الشديد في سياساته، أخافت المستثمرين والمشترين بصورة كبيرة جدًا، الأمر الذي أدى إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في كل أنحاء العالم، بما فيها الولايات المتحدة، وأدى إلى هبوط أسعار النفط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إقرأ: ما أثر عودة إنتاج دول أوبك+ إلى الأسواق؟ أنس الحجي يكشف التفاصيل على منصة الطاقة