Categories
Uncategorized

كيف يضر ترمب صناعة الغاز المسال الأميركية؟ الحجي يحدد “المستفيد الأكبر”

يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سياساته المربكة لجميع الأسواق والدول حول العالم، وتثير هذه السياسات مخاوف من تأثر صناعة النفط والغاز المسال الأميركية، خلال وقت تقود فيه الإدارة الجديدة البلاد نحو حرب تجارية عالمية.

وفي هذا السياق، يقول مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن كل الأفعال والسياسات التي ينفذها الرئيس الأميركي تضرب صناعة النفط.

وأضاف: “الإشكالية الكبرى هي أنه بالنظر إلى ما فعله ترمب حتى في ولايته الأولى، نجد أنه طعن الجميع في ظهورهم، وطعن كل من عمل معه؛ لدرجة أنه لا يوجد أحد عمل معه سابقًا ويعمل معه الآن”.

والآن، وفق الحجي، بدأ الرئيس الأميركي عمليات طعن في الظهر جديدة؛ إذ طعن صناعة النفط، لدرجة أن أحد رؤساء شركات النفط الصخري الكبيرة احتج بشدة عليه، رغم أنه كان أحد مشجعيه، وأحد الداعمين و”الدافعين” له.

جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج “أنسيات الطاقة”، الذي يقدمه الحجي عبر مساحات منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، والتي قدمها هذا الأسبوع تحت عنوان “النفط بين ضرائب ترمب وانهيار الأسواق وأوبك”.

ضربة لصناعة الغاز المسال

تطرّق أنس الحجي إلى توجيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضربة لصناعة الغاز المسال، موضحًا أنه عندما فرض الرسوم الجمركية، خصص بنودًا خاصة للفولاذ والألومنيوم.

وأضاف: “وجّه الرئيس الأميركي بذلك ضربة قاتلة إلى صناعة الغاز المسال في الولايات المتحدة، التي تحتاج إلى كميات كبيرة من هذين العنصرين “الفولاذ والألومنيوم” لبناء المصانع وتبريد الغاز، وهذه المواد تكلفتها عالية جدًا”.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقع قرارات الرسوم الجمركية على المكسيك
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقّع قرارات الرسوم الجمركية على المكسيك – الصورة من Los Angeles Times

وأوضح مستشار تحرير منصة الطاقة أن الرسوم الجمركية الأميركية على هذين العنصرين تحديدًا، تؤدي إلى زيادة كبيرة في تكلفة المشروعات الجديدة، خاصة أن الولايات المتحدة تخطط حاليًا لبناء مشروعات جديدة تضاعف إنتاجها من الغاز المسال.

وبناء على ذلك، وفق الحجي، ستتأخر مشروعات الغاز المسال الجديدة في الولايات المتحدة، وبعضها قد يُلغَى بشكل كامل؛ إذ إن التكلفة قد تزيد لما بين 11 و12%، وربما أكثر مع مرور الزمن؛ وذلك لأسباب مختلفة، خاصة في ظل أسعار الفائدة وغيرها.

صادرات الغاز المسال الأميركية

والإشكالية هنا، أن صناعة النفط بشكل عام تقوم على الفولاذ؛ إذ بالنظر إلى أي شيء يخص هذه الصناعة، مثل الحفارات أو خطوط الأنابيب أو الخزانات ووحدات الضغط وغيرها، يتّضح أن تكاليف صناعة النفط أيضًا ستزيد بشكل ملحوظ بسبب قرارات ترمب.

وتابع: “في الوقت نفسه، انخفضت أسعار النفط، والرئيس الأميركي دائمًا ما يدعو إلى خفض أسعار النفط؛ لذلك فهو وجّه ضربة في مقتل بالنسبة لمشروعات الغاز المسال الجديدة، وأثر بالسلب وبشكل واضح في صناعة النفط والغاز الأميركية”.

صناعة الغاز المسال في قطر وأستراليا

قال خبير اقتصادات الطاقة إن الغريب في الأمر أن صناعة الغاز المسال في قطر وأستراليا والدول الأخرى، وخاصة مصانع الغاز المسال الجديدة، لن تتأثر؛ لأنها لا توجد لديها رسوم جمركية.

وأضاف: “أغلب الضرائب جمركية يدفعها المستهلك أو المشتري وليس البائع؛ ومن ثم ستكون قطر وأستراليا والدول الأخرى منافسة للمشروعات الأميركية”.

صادرات الغاز المسال القطرية

ولفت أنس الحجي إلى أن الأمر الأكبر من ذلك، هو أنه بسبب تعامل ترمب الفج مع الدول الأخرى، والضبابية وتغيير الأهداف باستمرار، بدأت الدول تتخذ إجراءات؛ إذ بالنظر إلى الصين -مثلًا- كان هناك عقد من المفترض توقيعه مع الشركات الأميركية لمدة 25 عامًا، ولكنها اتجهت إلى أستراليا.

والآن، وفق الحجي، ستبدأ الدول تتجه إلى كل من قطر وأستراليا وعدد آخر من الدول لتوقيع العقود طويلة الأجل، بدلًا من التعاقد مع الشركات الأميركية؛ لذلك فالرئيس الأميركي وجّه فعلًا ضربة قوية لصناعة الغاز المسال.

وعن المستفيد الأكبر من هذا الأمر، قال الحجي إنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأنه بالنظر إلى المستقبل، نجد أن مشروعات قطر وأستراليا معروف إمكاناتها ومتى ستتوقع عن التوسع، ولكن ما يُخَطط له على المدى البعيد، وقد تكون لديه طاقة هائلة من الغاز والغاز المسال هو بوتين.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – الصورة من وكالة بلومبرغ

لذلك، فإن السؤال الآن هو: لماذا يفعل ترمب ذلك بينما المستفيد في النهاية هو بوتين؟ والأنكى من ذلك أن الجميع يعرفون أن أكبر مستفيد من انخفاض أسعار النفط الذي يريده الرئيس الأميركي هو الصين، التي تحاربها الولايات المتحدة؛ ما يشير إلى التناقضات الهائلة الموجودة في هذه السياسات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر

إقرأ: كيف يضر ترمب صناعة الغاز المسال الأميركية؟ الحجي يحدد “المستفيد الأكبر” على منصة الطاقة