قيود شبكات الكهرباء في أفريقيا تُعرقل دمج قدرات الطاقة المتجددة
تؤدي قيود شبكات الكهرباء في أفريقيا إلى عرقلة دمج الطاقة المتجددة في جميع أنحاء القارة، التي تعاني المناطق النائية فيها من فقر الطاقة.
وعُقدت جلسة حوارية بمشاركة مسؤولين معنيين لمناقشة قيود شبكات الكهرباء أثناء انعقاد مؤتمر “إنليت أفريكا” المعني بتحول الطاقة بجنوب أفريقيا، في مايو/أيار الماضي.
واستكشف المشاركون في الجلسة -حسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- تحدي شبكات الكهرباء في أفريقيا، وطرحوا رؤاهم وتوصياتهم لدمج مصادر الطاقة المتجددة، وفتح آفاق الاستثمار، وبناء شبكات أكثر مرونة وقدرة على الصمود.
وأبرز الحوار أن حل تحدي شبكة الكهرباء في أفريقيا يتطلب بناء بنية تحتية جديدة، ويتعلق بالتخطيط الجيد والسياسات والتمويل وبالتعاون الإقليمي.
ووسط تزايُد زخم التحول نحو الطاقة النظيفة في أفريقيا، يتمثل أحد أكبر التحديات في طريقة توسيع قدرة الشبكة بالسرعة الكافية.
جغرافية الطاقة المستقبلية
تعكس شبكة الكهرباء في معظم الدول الأفريقية أولويات الطاقة القديمة (مثل الفحم في جنوب أفريقيا أو الطاقة الكهرومائية في زامبيا) بدلًا من التوزع الجغرافي الحالي لإمكانات الطاقة المتجددة.
في جنوب أفريقيا، صُممت الشبكة لتصدير الكهرباء من المحطات العاملة بالفحم في الشمال الشرقي، وليس لدعم توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على نطاق واسع في مقاطعات كيب تاون.

وعلى الرغم من أن تعزيز الشبكة جارٍ لتلبية هذا الواقع الجديد، فإن ذلك يأتي بتكلفة عالية، ويستغرق عادةً ما لا يقل عن 7 سنوات من الفكرة إلى التشغيل.
يُصبح هذا التفاوت، الذي يُلحَظ في العديد من البلدان الأخرى، تحديًا كبيرًا، عندما تكون الطاقة الكهرومائية القابلة للتوزيع أو تخزين الكهرباء على نطاق واسع محدودًا أو غير متوفر.
في مثل هذه الحالات، يُعدّ التخطيط الفعال للشبكة والاستثمار في التقنيات المرنة أمرًا بالغ الأهمية.
نماذج التمويل
سيعتمد توسيع الشبكة بالوتيرة المطلوبة على تمكين نماذج التمويل التي تُخفف الضغط على التمويل العام.
وتستكشف العديد من الدول سُبلًا بديلة، بما في ذلك مشروعات النقل المستقلة، والشراكات بين القطاعين العام والخاص، وإطلاق شبكات مُخصصة لمستعمِلي القطاع الصناعي والتعديني بكميات كبيرة، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويتطلب جذب التمويل الخاص إلى البنية التحتية للشبكة أطرًا واضحة وقابلة للتنبؤ بالإيرادات.
إطلاق العنان للطاقة المتجددة
تُعدّ إعادة توظيف البنية التحتية الحالية إحدى أسرع الطرق وأكثرها عمليةً لإطلاق العنان للطاقة المتجددة، إذ تعمل هيئة تنظيم قطاع الكهرباء الحكومي في جنوب أفريقيا “إسكوم” (Eskom) على تطوير مشروعات طاقة متجددة في محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم المتوقفة عن العمل، التي لديها حاليًا خطوط ربط بالشبكة ومحطات فرعية وأراضٍ.
وتتيح المواقع فرصةً فوريةً لإضافة قدرة جديدة دون زيادة الضغط على المناطق التي تعاني من نقص في الشبكة، أو دون منافسة المطورين الذين يحتاجون إليها.

وفي جميع أنحاء القارة، تسير سياسات الطاقة في الاتجاه الصحيح، فالعديد من الدول تفتح أسواقها، وتُصلح اللوائح التنظيمية، وتضع أهدافًا طموحة للطاقة المتجددة، لكن الاختبار الحقيقي يكمن في التنفيذ.
ويمكن أن يؤدي التأخير في مشتريات الشبكة، أو إصدار التراخيص، أو إطلاق البنية التحتية، إلى تآكل ثقة المستثمرين بسرعة وعرقلة التقدم.
وتتمثل الأولوية الآن في ضمان أن يكون إصلاح السياسات مصحوبًا بجداول زمنية واضحة، وعمليات شفافة، وتنفيذ متّسق.
استعمال التقليص والتخزين أدوات للمرونة
غالبًا ما يُنظر إلى تقليص ازدحام الشبكة على أنه مُخاطرة، ولكنه يُمكن أن يكون أداة قيّمة في ظل شبكة مُقيدة.
في جنوب أفريقيا، تشير التقديرات إلى أن السماح بتقليص يصل إلى 10% في المناطق ذات الموارد العالية قد يُتيح إضافة 3.5 غيغاواط من طاقة الرياح.
ويُتيح إطار العمل المُعتمد حديثًا لتقليص الازدحام -الذي يشمل تعويضات لمنتجي الكهرباء المستقلين- طريقةً لتسريع تشغيل المشروعات خلال تنفيذ التحديثات طويلة الأجل.
ويجري تحسين مرونة النظام في عدد من البلدان من خلال نشر أنظمة تخزين الكهرباء بالبطاريات (BESS) على مستوى التوزيع والنقل، والاستثمار في مشروعات الطاقة الكهرومائية طويلة الأمد ذات الطاقة المُعززة على نطاق المرافق.
ويؤدي كلاهما دورًا حيويًا متزايدًا في إدارة استقرار الشبكة، مع تزايد انتشار الطاقة المتجددة المتغيرة.
خطوط الربط الإقليمية
قد لا يكون العديد من ترقيات شبكات الكهرباء في أفريقيا الأكثر تأثيرًا وطنيًا، وإنما إقليميًا، وتُعدّ خطوط الربط عبر الحدود (خطوط الجهد العالي التي تربط الدول) حيوية لتجارة الكهرباء، وموازنة العرض والطلب، وتحسين مرونة النظام عمومًا.
وما يزال العديد من الروابط غير متطور، أو يفتقر إلى القدرة على تلبية الاحتياجات المستقبلية.
وبدأ مكتب منتجي الكهرباء المستقلين في معالجة هذه الفجوة، بإصدار طلب عروض لمزوّدي خدمات نقل مستقلين.
موضوعات متعلقة..
- مشروعات نقل الكهرباء في أفريقيا الممولة خارجيًا تُقدّم حلولًا للمحطات المتعثرة (تقرير)
- توليد الكهرباء النظيفة في أفريقيا يرتفع 7%.. الطاقة الكهرومائية بالصدارة
- قدرة توليد الكهرباء في أفريقيا ترتفع 48% خلال 10 سنوات (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أوابك: الطاقة النووية تشهد نجاحات وتحديات في 6 دول عربية
- إنتاج الغاز في الشرق الأوسط ينتعش بحلول 2050.. وهذه توقعات 5 دول
- نمو قدرات تكرير النفط في إيران.. وخسائر تهريب الوقود تقفز إلى 8 مليارات دولار
المصادر..
إقرأ: قيود شبكات الكهرباء في أفريقيا تُعرقل دمج قدرات الطاقة المتجددة على منصة الطاقة