فولكسفاغن الألمانية تتخلى عن مصانعها للصين.. ما السبب؟
أعلنت مجموعة فولكسفاغن الألمانية (Volkswagen) استعدادها لتسليم مصانعها لشركات السيارات الكهربائية الصينية، في ظل معاناتها من انخفاض الطلب.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ستسمح فولكسفاغن للشركات الصينية بالاستحواذ على خطوط إنتاجها الزائدة في أوروبا.
وقد بدأت الطاقة الزائدة في الارتفاع خلال جائحة فيروس كورونا، عندما بدأت فولكسفاغن في إلغاء نوبات العمل الليلية بسبب انخفاض الطلب، إذ أنتجت العلامة التجارية نحو 900 ألف سيارة في ألمانيا في عام 2024.
وترى بعض شركات صناعة السيارات الصينية أن استعمال الطاقة الإنتاجية الزائدة في أوروبا هو وسيلة لتعزيز وجودها في القارة العجوز.
التحالف بين ألمانيا والصين
أشار المسؤولون التنفيذيون في مجموعة فولكسفاغن الألمانية إلى أنهم منفتحون على التحالفات مع المنافسين الصينيين، لاستعمال بعض الطاقة الفائضة في مصانعهم، في ظل تقليص الإنتاج.
وصرّح الرئيس التنفيذي لعلامة أودي التجارية التابعة لفولكسفاغن، جيرنوت دولنر، بأن الصفقات مع شركات السيارات الكهربائية من شأنها “خفض حاجز دخول هؤلاء المنافسين”، قائلًا: “بالتأكيد، هذا أمر وارد”.
كما قال المدير المالي لعلامة فولكسفاغن التجارية، ديفيد باولز: “نحن منفتحون على أيّ مناقشة حول أيّ موضوع مع أيّ شريك.. في عالم ديناميكي، عليك إبقاء جميع الخيارات مطروحة”، وفق التصريحات التي نقلتها صحيفة فايننشال تايمز (Financial Times).
تأتي هذه التعليقات في الوقت الذي تتسابق فيه شركات صناعة السيارات الأوروبية التقليدية للتحول إلى المركبات الكهربائية، وهو القطاع الذي تنتج فيه العلامات التجارية الصينية -مثل بي واي دي (BYD)- مركبات أكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية، بمساعدة الإعانات من بكين وقاعدة التكلفة المنخفضة.
أزمات تواجه فولكسفاغن
لعقود من الزمان، كانت الصين السوق الأكثر ربحية لشركة فولكسفاغن، ولكن في السنوات الـ5 الماضية، انخفضت حصة علامتها التجارية الرائدة إلى النصف تقريبًا، بسبب وضعها الضعيف في سوق المركبات التي تعمل بالبطاريات السريعة النمو.
كما تضررت أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا بشدة من انكماش سوق السيارات في منطقتها الأصلية، حيث باعت مليونَي سيارة أقل العام الماضي (2024) مقارنةً بـ5 سنوات سابقة.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تخلّت فولكسفاغن الشهر الماضي عن خططها لإغلاق مصانعها الألمانية، رضوخًا لضغوط من النقابات لإبقاء مواقعها مفتوحة، على الرغم من انخفاض المبيعات.
كانت الشركة قد زعمت أن مصانعها بُنيت لتزويد سوق السيارات الأوروبية، حيث كانت تبيع 16 مليون سيارة كل عام، ولكن الآن لم يعد هناك طلب سوى على نحو 14 مليون سيارة؛ ما يعني أنها لم تكن بحاجة إلى اثنين من مصانعها.
ومع ذلك، فقد تخلّت عن خطط إغلاق المواقع بعد الاتفاق على صفقة مع النقابات، لإلغاء مدفوعات المكافآت، وتقليص أكثر من 35 ألف وظيفة بحلول عام 2030؛ إذ تعمل على تقليص الإنتاج في المصانع بدلًا من إغلاق المصانع.
في ذلك الوقت، قالت فولكسفاغن، إن الصفقة ستساعدها في توفير أكثر من 15 مليار يورو (15.73 مليار دولار) من تكاليف الأجور، بحسب ما نقلته صحيفة “ذا تيليغراف” (The Telegraph).
منافسة شركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية
تأتي هذه الأنباء عن دراسة شركات صناعة السيارات الألمانية الصفقات لاستعمال المساحة الزائدة في مصانعها، في الوقت الذي تواجه فيه منافسة شرسة من شركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية، التي كانت تغمر أوروبا بمركبات أرخص.
وقد فرض الاتحاد الأوروبي تعرفات جمركية على واردات السيارات الكهربائية الصينية العام الماضي (2024)، وسط مزاعم بأن بكين كانت تقدّم للشركات إعانات غير عادلة تسمح لمصنّعي البلاد بتقويض صناعة أوروبا.
ومع ذلك، تكافح شركات صناعة السيارات الألمانية لمواكبة التحول إلى تصنيع السيارات الكهربائية، بعد سنوات من قيادة الصين للطريق نحو الابتكار.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أودي، جيرنوت دولنر، إنه يعارض -أيضًا- الرسوم الجمركية الأعلى التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين، مشددًا على أن التدابير الحمائية ستضرّ في نهاية المطاف بمكانة الشركة.
فقد تظل الصين سوقًا حاسمة للعديد من شركات صناعة السيارات غير الصينية، في حين تصنع العديد من الشركات المركبات في البلاد، ثم تستوردها مرة أخرى إلى أوروبا.
وأضاف دولنر: “ستؤدي الرسوم الجمركية فقط إلى عرقلة المنافسة لبعض الوقت، وتمنحك شعورًا خاطئًا بالأمان.. علينا مواكبة ذلك”.
موضوعات متعلقة..
- “معجزة الكريسماس”.. مفاجأة فولكسفاغن لعمالها في ألمانيا
- السيارات الكهربائية تهبط بأرباح فولكسفاغن إلى أدنى مستوى في 3 سنوات
- فولكسفاغن تتخذ إجراءً قاسيًا لخفض التكاليف.. إغلاق أول مصنع سيارات في ألمانيا
اقرأ أيضًا..
- إنتاج أكبر حقل نفط في العراق ينخفض 300 ألف برميل يوميًا.. ما الأسباب؟
- صادرات الغاز المسال الأميركية.. لماذا يلتزم بها ترمب متجاهلًا الاعتبارات البيئية؟ (مقال)
- السعودية تستكشف تصدير الهيدروجين إلى 3 دول أوروبية
- مسيرة كهربائية بحرية.. أحدث تقنيات الحرب بين الصين و3 دول
المصادر:
- تصريحات المسؤولين في مجموعة فولكسفاغن من صحيفة “فايينشال تايمز”.
- معلومات إضافية عن صناعة السيارات الألمانية من صحيفة “ذا تيليغراف”.
إقرأ: فولكسفاغن الألمانية تتخلى عن مصانعها للصين.. ما السبب؟ على منصة الطاقة