غلق أقدم مصفاة نفط في إسكتلندا.. وصناعة التكرير تلفظ أنفاسها الأخيرة
أُُغلِقت أقدم مصفاة نفط في إسكتلندا، لتكتب السطور الأخيرة لصناعة التكرير في البلد الواقع شمال غربي أوروبا، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكانت شركة بتروينوس (Petroineos) المشغلة للمصفاة قد أعلنت في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أنها تستعد لغلق مصفاة غرانجماوث، موضحة أن الإنتاج من المنشأة سيتوقف في الربع الثاني من عام 2025، بعد إجراء مشاورات مع الموظفين.
وسيتحول موقع مصفاة نفط غرانجماوث إلى محطة استيراد وتوزيع للمنتجات النفطية؛ ما سينتُج عنه انخفاض عدد العمال في الموقع من 475 إلى نحو 75 خلال عامَي 2025 و2026.
وكانت بتروينوس قد أرجعت قرار غلق المصفاة إلى المصاعب الاقتصادية، لافتةً إلى أنها استثمرت 1.2 مليار دولار في الوحدة منذ عام 2011، وتخطت خسائرها 775 مليون دولار خلال المدة نفسها.
المصفاة الوحيدة
توقفت مصفاة نفط غرانجماوث عن معالجة النفط الخام، وفق ما أعلنته شركة بتروينوس المشغلة للوحدة الكائنة وسط إسكتلندا التي تُعد الوحيدة العاملة في البلاد.
وقال عضو برلماني محلي إن إسكتلندا “ضحية التخريب الصناعي والدمار” نتيجة الغلق، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي شهر سبتمبر/أيلول (2024)، قالت بتروينوس إن صناعة التكرير في إسكتلندا ستتوقف خلال عام 2025، في الوقت الذي تتحول فيه البلاد لتصبح محطة استيراد للمنتجات النفطية.
وأشعل غلق مصفاة غرانجماوث التي كانت قد افتُتحت للمرة الأولى في عام 1924، مخاوف بشأن آفاق التوظيف في المنطقة؛ ففي الشهور الأخيرة، اتخذ مئات العمال قرارات تسريح طوعية، إلى جانب تنفيذ الشركة عددًا من عمليات التسريح الإجباري.
واستهدف تقرير مهم أوصت به الحكومتان الإسكتلندية والبريطانية، ويٌعرَف بـ”بروجيكت ويلو” (Project Willow)، رسم مستقبل لموقع المصفاة في ظل الطاقة منخفضة الكربون.
غير أن التقرير قال إن هذا سيتطلب استثمارات خاصة تُقدّر بنحو 3.5 مليار جنيه إسترليني (قرابة 7 مليارات دولار أميركي).
*(الجنيه الإسترليني = 1.33 دولارًا أميركيًا)

المصفاة تخسر
قالت بتروينوس إن المصفاة تتكبّد خسائر، رافضةً مزاعم من النقابات المختصة مفادها أن الموقع من الممكن أن يتحول بسهولة إلى مركز لإنتاج وقود الطائرات المستدام.
وقال رئيس الشؤون القانونية والخارجية الإقليمي في بتروينوس، إيان هاردي: “لم تعد مصفاة غرانجماوث تعالج النفط الخام”، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف هاردي: “بتروينوس استثمرت 50 مليون جنيه إسترليني في بناء محطة استيراد وتوزيع حديثة قادرة على استقبال المشتقات النفطية عبر البحر، تمهيدًا لتوزيعها على العملاء في أنحاء البلاد”.
وتابع: “بدءًا من اليوم، سنستورد جميع المنتجات اللازمة لسد الطلب على وقود النقل في إسكتلندا”، مردفًا: “ويروق لنا أن نشيد بالعمال هناك”.
واستطرد هاردي في حديثه عن العمال قائلًا: “أظهر زملاؤنا التزامًا وكرامة ومرونة لا تُصدّق خلال أشهر من عدم اليقين بشأن مستقبل تلك المصفاة، خلال فترة التشاور والإغلاق التدريجي وبدء إيقاف تشغيل المنشأة”.
ولن تتأثر أجزاء أخرى من مجمع غرانجماوث الأوسع، بما في ذلك نظام أنابيب فورتيز (Forties) المتصل ببحر الشمال، بغلق المصفاة، وفق ما توصلت إليه منصة الطاقة المتخصصة.
وفي معرض تعليقه على إعلان غلق مصفاة غرانجماوث التي سيَنتُج عنها توقف صناعة تكرير النفط في إسكتلندا، قال الوزير الأول في إسكتلندا جون سويني: “نهاية أنشطة التكرير في غرانجماوث يوم سيئ جدًا لإسكتلندا”.
وأكد سويني: “تلك الأخبار ضارة جدًا بالعمل وبالجميع في المنطقة”، مردفًا: “ستعمل الحكومة الإسكتلندية جاهدةً على ضمان مستقبل لمجتمع غرانجماوث، وهناك ضرورة للتوصل إلى اتفاقية بخصوص مشروع احتجاز الكربون وتخزينه”.
مناقشة برلمانية
في 29 أبريل/نيسان الجاري، ناقش برلمانيون غلق مصفاة غرانجماوث في مجلس العموم البريطاني؛ وقال النائب من حزب العمال عن منطقة ألو وغرانجماوث، بريان ليشمان: “اليوم هو نهاية أكثر من قرن من التكرير في غرانجماوث”.
وأضاف ليشمان: “مرة أخرى تقع إسكتلندا ضحية للتخريب الصناعي والدمار، ولا أريد لأي شخص في هذه الغرفة أن يجرؤ على التفوه بـ(التحول العادل)؛ لأننا جميعًا نعلم أن المحافظين عندما كانوا في السلطة والحزب الوطني الإسكتلندي حاليًا في هوليرود لم يفعلوا شيئًا للحيلولة دون وقوع القرار الكارثي”.
وظهر موقف ليشمان واضحًا أكثر حينما هز رأسه وصاح قائلاً: “ليس كافيًا”، حينما قال وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند: “غرانجماوث تؤدي دورًا مهمًا حقًا في إسكتلندا”.
وتابع ليشمان: “ما أود أن أقوله له (ميليباند) وللآخرين هو أن تلك الحكومة، بمجرد أن رأت هذا الوضع الذي ورثته، خصصت الأموال لمساعدة العمال، وأعلنت التزامها بضخ استثمارات قوامها 200 مليون جنيه إسترليني للعمل مع الحكومة الإسكتلندية حتى نبني مستقبلاً في غرانجماوث”.

الفشل في حماية الوظائف
قالت الأمينة العامة لنقابة يونايت (Unite) شارون غراهام، إن حكومتي المملكة المتحدة وإسكتلندا “فشلتا فشلًا ذريعًا” في حماية الوظائف في المصفاة.
وأضافت غراهام: “يُلقى بالعمال ذوي المهارات العالية والأجور الجيدة في كومة خردة صناعية”، مردفةً: “لقد سمح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وسويني بتوجيه واحدة من أسوأ الضربات لأنفسهما في أجيال، وسيواجهان عواقب انتخابية”.
وواصلت: “خفض الوظائف في مصفاة غرانجماوث غير ضروري إطلاقًا، وهناك مشروعات مثل إنتاج وقود الطيران المستدام الذي من الممكن تسريع وتيرته لحماية الوظائف، ولا يتعيّن فقدان تلك الفرص”.
وأتمت: “هذه الفرص ستمهد الطريق أمام غرانجماوث كي تصبح رائدة عالمية في مجال الطيران الأخضر”.
موضوعات متعلقة..
- مصافي التكرير الآسيوية بمأمن من توترات الشرق الأوسط.. سيناريو كارثي وحيد (تقرير)
- صفقة تدعم واردات كوريا الجنوبية من النفط الخليجي بحلول 2025
- المصافي الآسيوية تتلهف لرفع العقوبات عن النفط الإيراني
اقرأ أيضًا..
- محطات الطاقة النووية تؤرّق معظم الأستراليين (دراسة)
- كفاءة الألواح الشمسية.. هل يمكن مضاعفتها 1000 مرة؟
- مشروع الغاز الضخم للمغرب والجزائر يتأجل.. ومصادر: استحالة التنفيذ
المصدر:
1.غلق أقدم مصفاة نفط في إسكتلندا من إندبندنت.
إقرأ: غلق أقدم مصفاة نفط في إسكتلندا.. وصناعة التكرير تلفظ أنفاسها الأخيرة على منصة الطاقة