صناعة السيارات في مهب الريح: الشركات تعيد التفكير في استراتيجياتها في أمريكا بسبب تعريفات ترامب
سولارابيك – أمريكا – 9 ابريل 2025: تواجه صناعة السيارات العالمية تحديات متزايدة في ظل الحرب التجارية التي أشعلتها سياسات التعريفات الجمركية التي تتبناها إدارة ترامب، مما دفع العديد من الشركات الكبرى إلى تأجيل استثماراتها في أمريكا وإعادة تقييم استراتيجياتها العالمية، وسط ارتفاع التكاليف وانخفاض الطلب، وتغير موازين السوق.
سياسة ترامب التجارية تخلخل توازن الصناعة
تسببت التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب في خلق حالة من الارتباك في صناعة السيارات العالمية، حيث أدت إلى زيادة تكاليف التشغيل وانخفاض الطلب على السيارات نتيجة لارتفاع الأسعار النهائية للمستهلكين. كما تزايدت تكاليف قطع الغيار المستوردة، مما أثّر بشكل مباشر على قرارات الإنتاج والتوزيع.
ردود فعل حذرة من كبرى الشركات
جاءت ردود فعل شركات السيارات العالمية متباينة لكنها اتسمت بالحذر والتأجيل:
- فولكس فاجن أعلنت أنها ستنتظر وضوح السياسة التجارية قبل اتخاذ أي قرار استثماري جديد في أمريكا.
- جاكوار لاند روفر قامت بإيقاف شحن السيارات إلى السوق الأمريكية مؤقتًا، في انتظار استقرار الأوضاع.
- فورد لجأت إلى تخزين قطع محركات داخل أمريكا، تفاديًا للرسوم الجمركية المحتملة.
- ستيلانتيس بدأت بدفع مبالغ شهرية مقطوعة لموردي قطع السيارات للمساعدة في امتصاص تأثير التعريفات.
- جنرال موتورز افتتحت استوديو تصميم متطورًا في المملكة المتحدة، وشهد الافتتاح الكشف عن نموذج جديد لسيارة شيفروليه كورفيت.
ضغوط إضافية وتحديات قانونية
لم تقتصر التأثيرات على التعريفات فحسب، بل شملت أيضًا ارتفاعًا في أسعار الصلب الكربوني، وهو من المكونات الأساسية في تصنيع السيارات، ما زاد من أعباء التكاليف على المصانع.
في الوقت ذاته، يلوح تهديد جديد من الشرق، إذ تبرز شركة BYD الصينية كمنافس جاد لشركات السيارات الأمريكية، مما يزيد من الضغوط على الصناعة المحلية.
أما على المستوى القانوني، فقد رفعت مؤسسة New Civil Liberties Alliance دعوى قضائية هذا الأسبوع للطعن في قانونية تعريفات ترامب الجمركية التي تم فرضها في وقت سابق من هذا العام على جميع الواردات الصينية.
ملامح إعادة تموضع عالمي
ما نشهده حاليًا هو تحول استراتيجي في تموضع شركات السيارات الكبرى، حيث لم تعد ترى في السوق الأمريكية الوجهة الأكثر أمانًا للاستثمار والتوسع، بل أصبحت تنظر إلى الأسواق الأخرى مثل أوروبا والصين على أنها أكثر استقرارًا وربحية في ظل الظروف الحالية.
في الوقت الذي تتواصل فيه التوترات التجارية، من المتوقع أن تستمر الشركات في تأجيل أو تعديل خططها الأمريكية حتى تتضح معالم السياسة الاقتصادية والتجارية، مما قد يعيد تشكيل خريطة صناعة السيارات والسيارات الكهربائية تحديداً العالمية لعقود قادمة.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: Clean Technica
The post صناعة السيارات في مهب الريح: الشركات تعيد التفكير في استراتيجياتها في أمريكا بسبب تعريفات ترامب appeared first on Solarabic سولارابيك. Written by آفاق حياري