صادرات النفط الإيراني في مرمى العقوبات الأميركية.. أسطول الظل بالقائمة
فرضت الولايات المتحدة حزمة جديدة من العقوبات، بهدف خفض صادرات النفط الإيراني أساسًا، ضمن سياسة “الضغط القصوى” التي يمارسها الرئيس دونالد ترمب.
ووفق بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة، ووزارة الخارجية الأميركية، عقوبات على أكثر من 30 شخصًا وسفينة لدورهم في التوسط في بيع ونقل المنتجات النفطية الإيرانية.
كما شملت العقوبات الأميركية الصادرة اليوم الإثنين (24 فبراير/شباط 2025)، أسطول الظل الإيراني؛ إذ تعتمد ناقلات النفط الإيرانية الخاضعة للعقوبات على عمليات النقل من سفينة إلى سفينة، ما يحجب أصل النفط الإيراني.
يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس ترمب إلى خفض صادرات النفط الإيراني للصفر، لمنع البلاد من الحصول على سلاح نووي، استنادًا على العقوبات التي فرضتها حكومته وإدارة بايدن السابقة.
العقوبات على صادرات النفط الإيراني
تعليقًا على استهداف صادرات النفط الإيراني، قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت: “تواصل إيران الاعتماد على شبكة خفية من السفن والشاحنين والوسطاء، لتسهيل مبيعاتها النفطية، وتمويل أنشطتها المزعزعة للاستقرار”.
وأضاف بيسنت -في البيان-: “ستستعمل الولايات المتحدة كل أدواتنا المتاحة لاستهداف جميع جوانب سلسلة توريد النفط الإيرانية، وأيّ شخص يتعامل في النفط الإيراني يعرّض نفسه لمخاطر عقوبات كبيرة”.
وقالت وزارة الخزانة، إن العقوبات الجديدة تستهدف سماسرة النفط في الإمارات وهونغ كونغ، ومشغّلي الناقلات ومديريها في الهند والصين، ورئيس شركة النفط الوطنية الإيرانية، وشركة محطات النفط الإيرانية، التي تساعد عملياتها في تمويل أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار.
وأوضحت أن السفن الخاضعة للعقوبات اليوم مسؤولة عن شحن عشرات الملايين من براميل النفط الخام بقيمة مئات الملايين من الدولارات.
ويشغل حميد بورد منصب نائب وزير النفط الإيراني، الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية (NIOC)، وهي المسؤولة عن استكشاف وإنتاج وتكرير وتصدير النفط والمنتجات النفطية في إيران.
ومن خلال إشرافها المباشر على صناعة النفط الإيرانية، تؤدي شركة النفط الوطنية الإيرانية دورًا رئيسًا في تمويل الأنشطة المزعزعة للاستقرار الإقليمي التي تقوم بها المؤسسة العسكرية الإيرانية ومجموعاتها التابعة، بما في ذلك فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي.
وتخصص الحكومة الإيرانية مليارات الدولارات من النفط سنويًا لقواتها المسلحة لتكملة مخصصات ميزانيتها السنوية، بحسب ما جاء في بيان وزارة الخزانة، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأضافت الوزارة أن شركة محطات النفط الإيرانية -التي يديرها عباس أسدروز- تشرف على جميع العمليات في محطات النفط الإيرانية، بما في ذلك محطة نفط جزيرة خرج، التي تتدفق عبرها غالبية النفط الإيراني، ومحطة مكثفات جنوب بارس، التي تمثّل 100% من صادرات مكثفات الغاز الإيرانية، وفقًا لوزارة الخزانة.
ويدير سيد علي ميري وغلام حسين جيرامي محطة نفط جزيرة خرج ومحطة مكثفات جنوب بارس على التوالي.
وتغادر صادرات النفط الإيراني المتبقية من محطات على طول بحر قزوين، بما في ذلك محطة النفط الشمالية، برئاسة علي معلمي، بحسب البيان.
سياسة الضغط القصوى على إيران
أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب في وقت سابق من شهر فبراير/شباط 2025 سياسة “الضغط القصوى” على إيران، التي تتضمن جهودًا لدفع صادرات البلاد من النفط إلى الصفر، وإعادة فرض سياسة واشنطن الصارمة على إيران التي كانت تمارس طوال مدة رئاسة ترمب الأولى.
ويُعدّ النفط مصدرًا رئيسًا للإيرادات لإيران، ويهدف استهداف صادرات البلاد إلى حرمان الحكومة من الأموال اللازمة لبرامجها النووية والصاروخية.
وتحظر هذه الخطوة عمومًا على أيّ أفراد أو كيانات أميركية القيام بأيّ عمل تجاري مع الأهداف، وتجميد أيّ أصول مملوكة للولايات المتحدة.
كان ترمب قد اتهم سلفه الرئيس جو بايدن بالفشل في فرض عقوبات صارمة على صادرات النفط الإيراني، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
فقد دفع ترمب صادرات النفط الإيراني إلى ما يقرب من الصفر خلال جزء من ولايته الأولى، بعد إعادة فرض العقوبات، لكنها انتعشت في عهد بايدن في البيت الأبيض، حيث نجحت إيران في التهرب من العقوبات.
وعلى الرغم من العقوبات الأميركية، جلبت صادرات طهران النفطية 53 مليار دولار في عام 2023، و54 مليار دولار في العام السابق (2024)، وفقًا لتقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
كان إنتاج النفط الإيراني خلال عام 2024 قد سجل أعلى مستوى له منذ عام 2018، بناءً على بيانات أوبك.
موضوعات متعلقة..
- صادرات النفط الإيراني تواجه أزمة.. تقرير رسمي يتوقع انخفاضًا ضخمًا بالإيرادات
- هل تتراجع صادرات النفط الإيرانية بعد العقوبات الأميركية؟ (تقرير)
- صادرات النفط الإيراني تتراجع قبل الضربة الإسرائيلية المحتملة.. ما دور أوبك+؟
اقرأ أيضًا..
- أكبر 5 حقول نفط وغاز في الجزائر.. احتياطيات ضخمة (خاص)
- صادرات الغاز المسال القطري إلى آسيا تتعثر.. مطالبات بأسعار أقل
- مخزن سري لإمدادات الهيدروجين الطبيعي.. احتياطيات هائلة
- وليد فياض يكشف الكواليس لأول مرة: لبنان تأثر بوقف الدعم الخليجي.. وهؤلاء سبب أزمة الكهرباء (حوار)
المصادر:
- العقوبات على صادرات النفط الإيراني من الموقع الرسمي لوزارة الخزانة الأميركية.
- معلومات إضافية عن العقوبات الأميركية على صناعة النفط الإيرانية من وكالة رويترز.
إقرأ: صادرات النفط الإيراني في مرمى العقوبات الأميركية.. أسطول الظل بالقائمة على منصة الطاقة