شحنة نفط روسي نادرة.. أين ذهبت؟
كشفت بيانات تتبع السفن عن شحنة نفط روسي منقولة إلى دولة آسيوية؛ في سفينة مدرحة ضمن القائمة السوداء التي حدّدتها دول الاتحاد الأوروبي وأميركا، وهي الأولى منذ عامَيْن التي تصل إلى هذه الدولة من موسكو.
ووضعت أوروبا وأميركا قائمة سوداء لناقلات النفط التي تنقل الخام الروسي؛ حيث تتعرض لعقوبات الدول الغربية جراء ذلك، ومن بينها “فوييجر”، التي نقلت شحنة نفط من روسيا إلى اليابان، لأول مرة منذ عام 2023.
وجاءت الشحنة لصالح شركة تكرير النفط اليابانية “تايو أويل”، وقد تلقّت الشركة التي تتخذ من العاصمة طوكيو مقرًا لها، شحنة الخام الروسي التي تبلغ حمولتها 600 ألف برميل من مشروع سخالين.
ورغم أن اليابان معفاة من العقوبات الغربية على الاستيراد من موسكو حتى العام المقبل؛ لأسباب تتعلق بأمن الطاقة في البلاد، فإنها توقفت عن ذلك منذ أكثر من عامَيْن، لذلك فإن وصول شحنة نفط روسي لأراضيها يبدو أمرًا غير معهود.
ويؤشر وصول تلك الشحنة إلى اليابان بهذه السهولة على مرونة تبديها أميركا؛ قد تكون نابعة من رغبتها في ضمان استمرار تدفق النفط الروسي إلى الأسواق، لخفض الأسعار.
شحنة نفط روسي من سخالين تصل إلى اليابان
كشفت بيانات تتبع السفن أن شحنة نفط روسي حُمّلت من محطة بريغورودوني في جنوب جزيرة سخالين على ساحل روسيا الشرقي، انطلقت في 25 مايو/أيار 2025؛ باتجاه اليابان.
ويمتد إعفاء اليابان من العقوبات الأميركية على استيراد النفط الروسي حتى 28 يونيو/حزيران (2026)، وعادة ما تمدده واشنطن، في حين ينتهي الإعفاء من حزمة العقوبات الأوروبية رقم 17، التي فُرضت في 21 مايو/أيار الماضي، في أواخر يونيو/حزيران المقبل.
ورغم ذلك يكشف تسلّم الدولة العضوة في مجموعة السبع شحنة على متن سفينة مدرجة ضمن القائمة السوداء، عن مؤشرات تؤكد التصورات حول أن إدارة دونالد ترمب حريصة على استمرار تدفق النفط الروسي.
وأكد متحدث باسم شركة “تايو أويل” وصول شحنة نفط روسي إليها، مشيرًا إلى أنها تعاقدت على شراء الشحنة؛ بناء على طلب من وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية.
وقد وصلت سفينة فوييجر إلى ميناء كيكوما الياباني اليوم الإثنين 9 يونيو/حزيران 2025؛ لتفريغ شحنة من النفط الخام من مشروع “سخالين-2” الروسي، وفقًا لبيانات تتبع السفن.
يُذكر أنه قبل غزو روسيا أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، كانت واردات اليابان من الخام الروسي تصل إلى 4 شحنات شهريًا من مشروع “سخالين-2”.
واحتفظت شركتا ميتسوي وميتسوبيشي اليابانيتان بحصتهما في مشروع “سخالين-2“، البالغة 12.5% و10% على التوالي، حتى بعد تغيير روسيا هيكل الملكية في العام نفسه، ورغم ذلك اتبعت اليابان خطى غيرها وتوقفت عن شراء الخام الروسي.

الخوف من العقوبات
العديد من مشتري الخام الروسي باتوا مترددين في قبول شحنات قادمة من موسكو على متن سفن موجودة ضمن القائمة السوداء؛ خوفًا من العقوبات الغربية، لكن يبدو الأمر أكثر تيسيرًا منذ قدوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السلطة.
وعلى سبيل المثال، تتلقى الهند كثيرًا من شحنات الخام الروسي في سفن القائمة السوداء، على الرغم من تعهد سابق من حكومتها بالامتثال للمعايير الأميركية.
ومنذ يناير/كانون الثاني الماضي، نُقلت 20 شحنة من الخام الروسي إلى مشترين في كل من الصين وسوريا، على متن سفن خاضعة للعقوبات الأميركية. وأكمل عدد أكبر منها جزءًا من رحلاته على متن سفن مدرجة في قائمة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية قبل نقلها إلى سفن غير خاضعة لعقوبات لمرحلة التسليم النهائية.
وأدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركي سفينة فوييجر، التي كانت تُعرف سابقًا باسم “فيرنادسكي بروسبكت”، وتتبع شركة “سوفكومفلوت” الروسية، ضمن قائمة تضم 161 ناقلة نفط فرض عليها الرئيس السابق جو بايدن عقوبات في يناير/كانون الثاني. وأدرج الاتحاد الأوروبي السفينة في القائمة السوداء خلال فبراير/شباط الماضي.
و”سوفكومفلوت” تُعدّ أكبر شركة شحن في روسيا، وهي شركة رائدة عالميًا في مجال شحن الطاقة مع التركيز بصفة خاصة على العمليات في الظروف المناخية والملاحية الصعبة.
وأُثيرت اتهامات بأن شركة سوفكومفلوت سعت إلى التحايل على العقوبات بنقل إدارة بعض ناقلاتها، بما فيها ناقلة فوييجر، إلى شركتَيْن لإدارة السفن في الإمارات.
موضوعات متعلقة..
- منع شحنة نفط روسي من دخول الهند.. تفاصيل القصة
-
مصفاة نفط روسية تتعرض لهجوم بـ30 طائرة مسيرة أوكرانية (فيديو)
اقرأ أيضًا..
- أكبر مستوردي النفط الخام الجزائري.. دولة أوروبية تتصدّر القائمة لأول مرة
-
الغاز المسال القطري.. هكذا تعزّز الدوحة دورها الإقليمي والعالمي (تحليل)
-
إنتاج الكهرباء في سوريا والعراق ولبنان.. أرقام تكشف حقائق صادمة (تقرير)
المصادر:
1- شركة تايو أويل تشتري نفطًا روسيًا على سفينة في القائمة السوداء.. من بلومبرغ.
2- الموقع الإلكتروني لشركة سوفكومفلوت الروسية.
إقرأ: شحنة نفط روسي نادرة.. أين ذهبت؟ على منصة الطاقة