سعة طاقة الرياح في السعودية تقفز 92%.. نظرة على التطورات والتحديات
كشفت إضافات طاقة الرياح في السعودية، خلال العام الماضي، عن موجة نمو جديدة في قطاع الطاقة المتجددة، ومسار تصاعدي نحو تحقيق البلاد أهدافها المناخية.
فبعد عام 2023 الذي لم يشهد أي إضافات جديدة في القطاع، خطت المملكة خلال عام 2024 خطوة إلى الأمام بتركيب 390 ميغاواط خلال عام 2024.
وبذلك، ارتفع إجمالي القدرات المركبة لطاقة الرياح من 422 ميغاواط في 2023 إلى 812 ميغاواط خلال العام الماضي، بزيادة تقارب 92.4% خلال عام واحد، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وعلى الصعيد العالمي، شهدت إضافات طاقة الرياح قفزة خلال عام 2024، محققةً رقمًا قياسيًا بلغ 117 غيغاواط، وتشير التوقعات إلى أن السعة المضافة ستنمو بمعدل سنوي مركب يصل إلى 8.8% حتى عام 2030.
أبرز تطورات طاقة الرياح في السعودية
يُعد تطوير طاقة الرياح في السعودية حجر الزاوية لتنفيذ مبادرة الملك سلمان للطاقة المتجددة وركيزة أساسية في رؤية السعودية 2030، التي تستهدف تركيب 130 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول نهاية العقد، وتوليد 50% من الكهرباء المتجددة.
ولتحقيق هذه الأهداف؛ أعلنت الحكومة خططًا لطرح 20 غيغاواط سنويًا من مشروعات الطاقة المتجددة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وكانت السعودية قد أطلقت مشروعها الأول في قطاع طاقة الرياح بمنطقة جازان، وهو مشروع دومة الجندل، الذي بدأ العمل في عام 2022 ويعتمد على 99 توربينًا بقدرة 400 ميغاواط، بما يكفي لتزويد نحو 70 ألف منزل.
بالإضافة إلى ذلك، يتولى البرنامج الوطني للطاقة المتجددة والشركة السعودية لشراء الطاقة إدارة تطوير 8.9 غيغاواط إضافية من طاقة الرياح في مختلف مناطق المملكة.

وبحسب أحدث تقارير مجلس طاقة الرياح العالمي، جذبت مناقصات الطاقة المتجددة في السعودية المطورين من مختلف أنحاء العالم.
وفي أحدث مناقصات الشركة السعودية لشراء الطاقة ضمن الجولة السادسة، اختارت 16 مطورًا مؤهلًا؛ من بينهم شركات مصدر وسوميتومو والفنار.
وكان عام 2024 نقطة فارقة في هذا السباق مع منح مشروع الغاط بقدرة 600 ميغاواط إلى تحالف تقوده شركة “ماروبيني” اليابانية، بتعرفة 1.56 سنتًا/كيلوواط/ساعة، وهو أقل تكلفة مستوية للكهرباء بالنسبة لمشروعات طاقة الرياح، بالإضافة إلى مشروع وعد الشمال بطاقة إنتاجية 500 ميغاواط.
كما تنفذ شركة نيوم للهيدروجين الأخضر مشروعًا هجينًا من طاقة الرياح والطاقة الشمسية بقدرة 4 غيغاواط.
توطين الصناعة في السعودية
في الوقت نفسه، تواصل المملكة العربية السعودية جهودها نحو تحقيق التوطين الكامل لصناعة الطاقة بحلول عام 2030؛ حيث تستهدف الحكومة تحقيق نسبة 75% من التوطين في هذا القطاع الحيوي، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفي إطار هذه الرؤية، وقّع صندوق الاستثمارات العامة بالتعاون مع شركة فيجن إندستريز، عدة اتفاقيات إستراتيجية مع موردي الطاقة المتجددة؛ كان أبرزها الاتفاق مع شركة إنفيجن الصينية لتوريد توربينات الرياح.
وتشمل الاتفاقية تصنيع المعدات الأساسية لطاقة الرياح محليًا وتجميعها، مثل الشفرات والهياكل، في خطوة نحو تحويل السعودية إلى مركز تصنيع رئيس في مجال الطاقة المتجددة.
ويرصد الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- سعة توليد الكهرباء المتجددة في السعودية بين عامي 2015 و2024:
تحديات تواجه قطاع طاقة الرياح في السعودية
رغم ذلك؛ فإن قطاع طاقة الرياح في السعودية يواجه تحديًا يتمثل في إعداد قوى عاملة قادرة على التعامل مع صناعة الطاقة المتجددة سريعة التطور.
وحاليًا، تعمل المملكة على تعزيز قدراتها البشرية عبر شراكات القطاعين العام والخاص؛ حيث تتعاون مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية مع الشركات الخاصة لضمان جاهزية الكوادر المحلية لمتطلبات السوق.
كما أطلقت مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة قسمًا جديدًا مخصصًا لتطوير قدرات القوى العاملة في قطاع الطاقة بالمملكة؛ للتركيز على تدريب الطلاب الجامعيين والتدريب المهني وتطوير المهارات المهنية.
ويتوقّع مجلس طاقة الرياح العالمي أن المملكة بحاجة إلى قرابة 2000 فني لدعم مشروعات الرياح المستقبلية بين عامي 2025 و2028، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وأشار إلى أن السعودية على المسار الصحيح لتصبح الزعيم الإقليمي في هذا القطاع، مع طموحاتها لتكون مركزًا عالميًا لتصنيع تقنيات الطاقة المتجددة، متوقعًا أن تلهم الدول الخليجية الأخرى المعتمدة على النفط والغاز لتسريع استثماراتها في الطاقة النظيفة؛ ما قد يضع المنطقة في موقع متقدم ضمن أسرع أسواق الطاقة المتجددة نموًا على مستوى العالم.
موضوعات متعلقة..
- طاقة الرياح في السعودية أمام فرصة نمو قوية لدعم البنية التحتية الجديدة (تقرير)
- سعة طاقة الرياح المضافة عالميًا تسجل طفرة.. ومصر والسعودية بين القوى الصاعدة
- ثروة طاقة الرياح البحرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. فرص واعدة للمغرب والسعودية
اقرأ أيضًا..
- مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الأول (ملف خاص)
- واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب تهبط 10%.. وانتعاشة للصادرات الجزائرية
- أكثر 10 دول توليدًا للكهرباء بالغاز خلال 2024.. السعودية ومصر في القائمة
المصدر:
إقرأ: سعة طاقة الرياح في السعودية تقفز 92%.. نظرة على التطورات والتحديات على منصة الطاقة