Categories
Uncategorized

سعة الطاقة الشمسية في المغرب تنتظر قفزة كبيرة بحلول 2028

يشهد قطاع الطاقة الشمسية في المغرب نموًا مطّردًا وسط الإمكانات الطبيعية التي تتميز بها البلاد، إلى جانب توفير بيئة استثمارية جاذبة للقطاع الخاص تحقق عوائد مجزية مستدامة.

ويستهدف المغرب نمو حصة الطاقة المتجددة في مزيج توليد الكهرباء إلى 52% بحلول عام 2030، مقابل 21.7% في الوقت الراهن.

ومن المتوقع ارتفاع سعة الطاقة الشمسية في المغرب من 830 ميغاواط حاليًا إلى 2.97 غيغاواط بحلول عام 2028 في السيناريو المتوسط، وقد تتجاوز 4.3 غيغاواط في السيناريو المرتفع، وفق تقرير حديث حصلت عليه  وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ويأتي ذلك ضمن مخطط تستهدف منه البلاد تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد، وتلبية احتياجاتها عبر الاعتماد على إمكانات الطاقة المتجددة الضخمة لديها، وخفض استهلاك الطاقة بنسبة 20% بحلول عام 2030.

ويوفر المغرب أكثر من 90% من احتياجاته من الطاقة عبر الاستيراد، وسط نمو استهلاك الطاقة بنحو 5% سنويًا منذ 2004، بالإضافة إلى إنتاجه الضعيف من النفط والغاز.

إمكانات الطاقة الشمسية في المغرب

يصل متوسط الإشعاع الشمسي بالمناطق الساحلية في المغرب إلى 4.8 كيلوواط/ساعة يوميًا، وترتفع إلى 6.2 كيلوواط/ساعة يوميًا في مناطق الصحراء الغربية.

وتتضمن خطة الطاقة الشمسية في المغرب توليد 4 غيغاواط بحلول عام 2030، إذ تشكّل الطاقة الشمسية الكهروضوئية والرياح جوهر إستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة في البلاد.

وقفزت نسبة الطاقة المتجددة من القدرة المركبة للكهرباء في البلاد بنهاية العام الماضي إلى 45%، مقابل 41% في عام 2023، و38% بنهاية 2022.

وبلغت القدرة المركبة للطاقة الشمسية في المغرب خلال عام 2023 نحو 0.83 غيغاواط، وفقًا لما يرصده الرسم البياني التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة:

قدرة توليد الكهرباء المركبة في المغرب

ومن المتوقع أن تحقق الطاقة الشمسية في المغرب نموًا مطّردًا في السعة التراكمية خلال السنوات المقبلة، فبحسب السيناريو المتوسط الذي وضعه تقرير مؤسسة سولار باور يوروب (SolarPower Europe)، ستصل إلى الآتي:

  • 2025: 1.22 غيغاواط.
  • 2026: 1.67 غيغاواط.
  • 2027: 2.27 غيغاواط.
  • 2028: 2.97 غيغاواط.

بينما من المتوقع أن تنمو السعة التراكمية في السيناريو المنخفض، وفقًا للتالي:

  • 2025: 0.94 غيغاواط.
  • 2026: 1.16 غيغاواط.
  • 2027: 1.64 غيغاواط.
  • 2028: 2.17 غيغاواط.

وفي السيناريو المرتفع، توقَّع التقرير أن تقفز السعة التراكمية بصورة ملحوظة بحلول عام 2028، على النحو التالي:

  • 2025: 1.54 غيغاواط.
  • 2026: 2.20 غيغاواط.
  • 2027: 3.23 غيغاواط.
  • 2028: 4.35 غيغاواط.

ومع ذلك، ما يزال التقدم المُحرَز لتحقيق أهداف الطاقة الشمسية في المغرب متفاوتًا، مع وجود تأخُّر في تطوير مشروعات خلايا الطاقة الشمسية الكهروضوئية مقابل التركيز على تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية المركزة، بالإضافة إلى تحديات تكامل الشبكة.

والطاقة الشمسية المركّزة هي تقنية تستعمل المرايا أو العدسات لتركيز أشعة الشمس على مساحة صغيرة، لتسخين سائل يُستعمَل لتوليد الكهرباء.

وبناءً على ما سبق، لا تستغل البلاد الإمكانات التي تمتلكها في الطاقة الشمسية بصورة كاملة، خصوصًا فيما يتعلق بنظام خلايا الطاقة الشمسية الكهروضوئية.

ويحتضن المغرب أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة عالميًا، وهي محطة نور ورزازات بسعة مركبة 510 ميغاواط، بالإضافة إلى 72 ميغاواط إضافية للطاقة الشمسية الكهروضوئية.

وارتفعت حصة الطاقة الشمسية في المغرب بمزيج توليد الطاقة المتجددة إلى 23%، وفقًا للرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:

مزيج الطاقة المتجددة في المغرب

مميزات أمام القطاع الخاص

يُنفَّذ العديد من مشروعات الطاقة المتجددة في المغرب بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، ويشير ذلك إلى توزيع مخاطر المشروعات مع تقاسم الأرباح والمسؤوليات، وهو ما يمثّل عاملًا لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما تُطرَح مشروعات الطاقة المتجددة في البلاد من خلال مناقصة تنافسية يحصل من خلالها الفائزون على اتفاقيات شراء طويلة الأجل لمُدَد تتراوح ما بين 20 و25 عامًا.

وفي عام 2016، قرّر المغرب فتح السوق أمام منتجي الطاقة المستقلين (IPPs) ومنحهم حق الوصول إلى الشبكة لبيع الكهرباء، فعلى سبيل المثال، يُمكن للمتصلين منهم بشبكات الجهد المتوسط ​​بيع الكهرباء المُنتَجة من مصادر الطاقة المتجددة للمستهلكين.

ويرى التقرير أن تلك المميزات أمام القطاع الخاص أسهمت في جعل المغرب من الدول الرئيسة بمجال الطاقة المتجددة في أفريقيا.

ومع الدور المتزايد للطاقة المتجددة في البلاد، بدأ المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في تنفيذ خطة استثمارية تهدف إلى إنشاء شبكة جهد عالٍ جدًا بقدرة 3 غيغاواط، تمتد من جنوب المغرب حتى وسط وشمال البلاد.

ومن المخطط بدء تشغيل المشروع على مرحلتين، الأولى بقدرة 1.5 غيغاواط بحلول العام المقبل (2026)، والثانية بقدرة 1.5 غيغاواط في 2028.

توصيات لجذب استثمارات الطاقة المتجددة

يرى التقرير أنه على المغرب مواصلة تحرير سوق الكهرباء للعمل على جذب المزيد من الاستثمارات الخاصة، وتمكين الشركات في مواصلة جهودها بمجال الطاقة المتجددة.

كما دعا إلى تشجيع الصناعات كثيفة استهلاك الطاقة للمشاركة في سوق الطاقة المتجددة، سواء من خلال التوليد الذاتي أو شراء الكهرباء من منتجين مستقلين، وهو ما يساعد على تحقيق أهداف البلاد بمجال الطاقة المتجددة، وتقليل البصمة الكربونية.

وفي الوقت ذاته، تحتاج الدولة العربية إلى تطوير البنية التحتية لشبكة الكهرباء، بالتوازي مع استمرارها في زيادة قدرة إنتاج الطاقة الشمسية.

ويمثّل مشروع ربط الشبكة بين الشمال والجنوب أمرًا بالغ الأهمية، إذ تقع مشروعات الطاقة الشمسية في المغرب بشكل رئيس في المناطق الجنوبية ذات الاشعاع الشمسي المرتفع، في حين تقع مراكز الطلب الرئيسة شمال البلاد.

جولة منصة الطاقة داخل أقدم مزرعة رياح في أفريقيا، مزرعة رياح الكودية البيضاء
من جولة منصة الطاقة داخل مزرعة رياح الكودية البيضاء

وفي السياق ذاته، ما يزال المغرب يحتاج إلى ضخ مزيد من الاستثمارات والحوافز لتوسيع نطاق تقنيات تخزين البطاريات ومرونتها، وهو ما يسمح بزيادة استعمال الطاقة المتجددة في الشبكة الكهربائية.

ومن الممكن كذلك أن يسهم تيسير إجراءات تصاريح مشروعات الطاقة الشمسية في المغرب وشفافيتها في تعزيز جاذبية البلاد للمستثمرين الدوليين.

وينبغي على البلاد تعزيز آليات التمويل المبتكرة لتسهيل الوصول إلى التمويل طويل الأجل، وكذلك وضع لوائح وآليات لتسهيل تصدير الكهرباء الشمسية إلى الدول المجاورة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إقرأ: سعة الطاقة الشمسية في المغرب تنتظر قفزة كبيرة بحلول 2028 على منصة الطاقة