Categories
Uncategorized

زيارة ترمب للسعودية.. خبراء يرصدون أهم الاتفاقيات و”تجربة مريرة” للمملكة

حملت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية، في 13 مايو/أيار 2025، كثيرًا من المفاجآت، والتي كان أبرزها توقيع اتفاقيات ضخمة في مجال الطاقة، بالإضافة إلى رفع العقوبات التي كانت مفروضة على سوريا.

وفي هذا السياق، يوضّح عدد من الخبراء السعوديين، في المجالات الاقتصادية والإعلامية، أن نتائج هذه الزيارة مهمة جدًا، لا سيما أن الأحداث والأرقام الخاصة بحجم التعاون بين واشنطن والرياض، من الصعب حصرها بسهولة.

وأوضح الخبير الاقتصادي، رئيس المركز العربي الأفريقي للاستثمار والتسهيلات المستشار عيد العيد، أن زيارة ترمب إلى السعودية أثمرت عن عدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، بجانب رفع العقوبات عن سوريا، إذ وقعت المملكة نحو 145 اتفاقية، بقيمة بلغت 300 مليار دولار.

ولفت إلى أن هذه الاتفاقيات تعدُّ جزءًا من إعلان المملكة استثمار 600 مليار دولار مع الولايات المتحدة؛ ما يعني أن المستقبل سيشهد مجموعة إضافية من الاتفاقيات، بقيمة تصل إلى 300 مليار دولار أخرى.

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج “أنسيات الطاقة”، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، خبير اقتصاديات الطاقة الدكتور أنس الحجي، عبر مساحات منصة “إكس” بعنوان: “زيارة ترمب للسعودية وقطر والإمارات وآثارها الاقتصادية والسياسية”.

اتفاقيات في مجال الطاقة

قال المستشار عيد العيد، إن أبرز ما وقّعته أميركا والسعودية، كان اتفاقيات في مجال الطاقة بين وزارتي الطاقة في البلدين، وهناك مذكرة تعاون في مجال التعدين والموارد المعدنية بين وزارة الصناعة والثروة المعدنية بالمملكة ووزارة الطاقة الأميركية.

وبالنسبة للاتفاقات الخاصة بالذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، أوضح أنها تحتاج إلى طاقة كافية لتشغيلها، وهو ما يمكن أن يتوافر من الطاقة الأحفورية لدى المملكة ودول الخليج، خاصة مع الاستثمارات السعودية الكبيرة في الطاقة المتجددة بأنواعها.

جانب من لقاء ولي العهد السعودي والرئيس الأميركي
جانب من لقاء ولي العهد السعودي والرئيس الأميركي – الصورة من الديوان الملكي

يُضاف إلى ذلك -وفق الخبير الاقتصادي- موضوع الطاقة النووية الذي أُعلِن عنه خلال زيارة ترمب، إذ لدى السعودية شغف كبير للاستمرار بهذا المجال؛ نظرًا لأهميته، خاصة أنها تحتاج -لكي تنافس- أن تكون لديها قدرة نووية.

وتابع: “نعلم بشكل قاطع أن المملكة انتظرت كثيرًا هذه الموافقة، ومنذ أكثر من 15 عامًا تسعى في طلب ودّ أميركا للموافقة على إنشاء مشروعات الطاقة النووية، خاصة أن التقنية الأميركية تعد الأولى على مستوى العالم، بينما هناك عروض من الصين وكوريا وفرنسا ودول أخرى”.

وفسّر العيد ذلك بأن المملكة كانت تعلم بأنه سيأتي اليوم الذي توافق فيه الولايات المتحدة، وهذا ما حدث خلال زيارة ترمب للسعودية؛ وهو ما سيعكس المعادلة بشكل كبير، إذ ستستفيد المملكة من الوقود الأحفوري في صناعة البتروكيماويات والصادرات، وستستفيد من الطاقة النووية كذلك.

الاستثمار في التقنية والذكاء الاصطناعي

لفت المستشار عيد العيد إلى أنه من بين الأمور المهمة التي تطرقت إليها الاتفاقيات خلال زيارة ترمب إلى السعودية، هو الاستثمار في مجال التقنية ومراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، إذ إن المملكة لديها تجربة مريرة مع حكومة بايدن في هذا المجال.

وتابع: “عندما جاءت إدارة ترمب الأولى، وقّعت السعودية معها مجموعة من الاتفاقيات، خاصة في قطاع التقنية ومراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، ولكنها وقفت في عهد بايدن، وتم الضغط على صندوق الاستثمارات ومستثمرين سعوديين لبيع هذه الحصص في أميركا”.

المستشار عيد العيد

لذلك، وفق الخبير الاقتصادي المستشار عيد العيد، من المتوقع أن هذا أعطى المملكة العربية السعودية قوة أخرى للتفاوض مع الولايات المتحدة في هذه الاتفاقيات الجديدة، “بمعنى أنه لا يُلدغ مؤمن من جحر مرتين.. وأعتقد أن المملكة لن توقّع اتفاقيات دون ضمانات كاملة لهذه الاستثمارات”.

وأوضح أن أكثر ما يلفت النظر في العقود هو التعاون في البيانات والذكاء الاصطناعي، إذ تدرك الولايات المتحدة أنها لن تستطيع المنافسة في هذا المجال دون أن تكون دول الخليج -خاصة السعودية- في جانبها.

وأضاف: “السبب في ذلك -من وجهة نظري- أن الاستهلاك العالي من مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي يتطلب طاقة كافية، فمن أين تتوافر هذه الطاقة بشكل يضمن الاستمرارية والاستدامة في هذه الاستثمارات؟ من دول الخليج والسعودية”.

تطور الشراكة بين السعودية وأميركا

بدوره، أشار مستشار العلاقات العامة الدولية والإعلام السياسي، رئيس تحرير صحيفة “الوئام” الدكتور جارح الرشيدي، إلى تطور الشراكة بين السعودية وأميركا، قائلًا إن العلاقات انتقلت من “الإستراتيجية السياسية” إلى “الإستراتيجية الاقتصادية”، وهناك فرق كبير.

وأضاف: “العلاقات الدولية على 3 درجات، تبدأ بالتعاون، ثم الشراكات الإستراتيجية، ثم التحالف الكامل المكمّل بجميع نواحيه، والسعودية وصلت إلى درجة من الشراكة الإستراتيجية الاقتصادية، وبالتالي حريتها في التوجه نحو الغرب والشرق لم تتغير”.

الدكتور جارح الرشيدي

وأوضح الدكتور جارح الرشيدي أن أميركا -في العرف الدبلوماسي والدولي- هي من جاءت للمملكة، من خلال زيارة ترمب للسعودية، وهي من رغبت في أن تكون لها استثمارات، وأي مبلغ يخرج من المملكة يذهب مباشرة إلى شراكة معها.

ولفت إلى أن هذا الأمر جاء بعد توقيع اتفاقية “بكين” مع الصين؛ لذلك فإن هذا التغير في موازين السياسة أثبت أن زيارات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أعوام 2015 و2016 و2017 و2018 لأميركا، وذهابه لمراكز الدراسات والمعلومات ودور التقنية ومصانع المعرفة تتحقق نتائجها اليوم بعد 7 سنوات من أخر زيارة.

أهمية كبرى لأسواق الطاقة العالمية

من جانبه، يرى الخبير في مجال الطاقة والمياه وتغير المناخ الدكتور محمد فلاح الشريكه، أن زيارة ترمب تمثّل أهمية كبرى لأسواق الطاقة العالمية، إذ هناك ارتباط وثيق بين الأمن الاقتصادي والإستراتيجي.

وأضاف: “أبرز النقاط التي ستؤثر زيارة ترمب بها في قطاع الطاقة، هي تعزيز الشراكة في أمن الطاقة، إذ إن الزيارة تؤكد التزام واشنطن في سوق الغاز العالمية، وتعزيز التعاون مع الدول الخليجية المنتجة، ودعم مشروعات الطاقة المتجددة وتحول الطاقة”.

الدكتور محمد فلاح الشريكه

ولفت الدكتور محمد الشريكه إلى أن زيارة ترمب للسعودية تناولت ملفات عديدة في مجال الطاقة النظيفة، تتماشى مع الخطط الخليجية الطموحة لتحقيق الحياد الكربوني ومبادرات الاقتصاد الدائري للكربون، وهذا ما تحرص عليه الإدارة الأميركية.

وتابع: “طبعًا هناك فرص استثمارية أميركية كبيرة في قطاع الطاقة الخليجي، إذ إن زيارة ترمب شهدت توقيع اتفاقيات بأكثر من 300 مليار دولار، والتي جاءت لأن الخليج يمثل شريانًا للطاقة العالمية عبر مضيق هرمز”.

بالإضافة إلى ذلك، يرى الخبير الشريكه أن زيارة ترمب للسعودية تمثل رسالة دعم أميركية واضحة للأمن الملاحي البحري، وتدفق الطاقة العالمية، وهو أمر بالغ الأهمية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إقرأ: زيارة ترمب للسعودية.. خبراء يرصدون أهم الاتفاقيات و”تجربة مريرة” للمملكة على منصة الطاقة