رفض استئناف إنتاج النفط في دلتا النيجر يهدد هدف مليوني برميل لنيجيريا
تطمح نيجيريا برفع سقف إنتاج النفط إلى مليوني برميل يوميًا، ويتبنّى الرئيس بولا تينوبو هذا الاتجاه بقوة، بالتزامن مع استمرار الإجراءات الأمنية لمكافحة سرقة الخام وأعمال التخريب.
ويضع تينوبو نصب عينيه استئناف الإنتاج من منطقة أوغونيلاند الواقعة في دلتا النيجر، إذ اشتهرت بإمكانات نفطية كبيرة قبل أن يتوقف إنتاجها منذ عام 1993، وفق تحديثات حقول النفط لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتصطدم طموحات نيجيريا بشلّال دماء لم يجفّ، بعدما تطور الجدل بين الحكومة وسكان “أوغونيلاند” الرافضين لعمليات الحفر والتنقيب -قبل وقف الإنتاج بالمنطقة- إلى فقدان 9 أشخاص حياتهم.
ويتراوح إنتاج نيجيريا حاليًا بين 1.5 و1.8 مليون برميل يوميًا، في حين قدّرته وحدة أبحاث منصة الطاقة بنحو 1.4 مليون برميل خلال العام الماضي 2024.
استئناف إنتاج النفط في دلتا النيجر
يشكّل استئناف إنتاج النفط في دلتا النيجر هدفًا لرئيس البلاد “بولا تينوبو”، الذي التقى ممثّلي منطقة “أوغونيلاند” الواقعة في ولاية ريفرز لإقناعهم بتجاوز الأزمة التي يعود عمرها إلى ما يزيد عن 30 عامًا.
وأوقفت شركة شل العالمية، وغيرها من كبريات شركات النفط، أعمال التطوير في “أوغونيلاند” قبل 32 عامًا، بعدما تزايدت حدّة التوترات مع السكان المحليين.
وفي عام 1995، نفّذت السلطة النيجيرية حكمًا بالإعدام بحقّ 9 نشطاء تصدّوا لعمليات الحفر والتنقيب في المنطقة؛ ما فاقم غضب قاطنيها وأدى إلى تمسُّكهم برفض استئناف إنتاج الخام خلال السنوات اللاحقة.
وعاود “تينوبو” فتح الملف من جديد، بتهيئة الأجواء لاستئناف الإنتاج في “أوغونيلاند”، داعيًا ممثّلي المنطقة إلى التعاون مع السلطة النيجيرية لتحقيق هذا الهدف.
وقابلت المنظمات البيئية هذا المقترح بالرفض، خاصة أن القضايا العالقة به -مثل: مسؤولية الشركات في تلويث المنطقة وتسرب النفط، وإعلان الأسباب الحقيقية لإعدام النشطاء الـ9- لم يقدّم لها “تينوبو” حلولًا.
التداعيات البيئية لاستكشاف النفط
ركّز نشطاء “أوغونيلاند” على التداعيات البيئية لاستكشاف النفط قبل حادث التسعينيات، مؤكدين أن معاودة إنتاج الخام دون وضع حلول بيئية آمنة وواضحة تُعدّ استكمالًا لحالة “الإهمال” التي عانت منها المنطقة قبل سنوات.
وأكدوا أن السكان لا يقفون حائلًا أمام إنتاج الخام، لكن الأحداث المؤلمة التي صاحبت تطوير الصناعة سابقًا أدت إلى تمسُّكهم بالرفض.
وأرجعوا ذلك إلى أن استكشاف النفط لم يعد حتى الآن بالنفع على المجتمع السكني، لكن -على العكس- عانت المجتمعات من انتشار التلوث.
وقال الناشط “سيلستين أكبوباري”، إن التأثير السلبي لإنتاج الخام في دلتا النيجر ينبغي أن يكون درسًا يتعلمه سكان “أوغونيلاند”، حتى إذا طرحت الشركات والحكومة عددًا من الوظائف النفطية “غير الكافية”.
وبرّر رؤيته بأن الحكومة لم تسعَ لتنظيف آثار التسرب والتلوث الذي نجم عن استكشاف النفط في وقت سابق، في الوقت الذي تتلهف فيه للاستفادة موارد المنطقة.
إنتاج النفط النيجيري
يسعى الرئيس تينوبو لرفع سقف إنتاج النفط النيجيري إلى مليوني برميل يوميًا، ويعوّل “تينوبو” على موارد “أوغونيلاند” لدعم هذا الهدف وإنعاش خزائن واقتصاد البلاد.
واشترت كيانات نيجيرية محلية أصولًا نفطية في البلاد، بعدما تخارجت كبريات الشركات العالمية من مشروعاتها في الحقول البرية وحقول المياه الضحلة.
وفي الوقت ذاته، اجتمعت آثار التسربات النفطية مع نقص الاستثمارات، لتزيد مخاطر تلوث المياه والهواء.
وما بين مطرقة سرقة النفط والتخريب وسندان التلوث ومقاومة السكان للاستكشاف والتنقيب، يبقى طموح “تينوبو” لرفع مستهدفات الإنتاج (إلى مليوني برميل حاليًا، أو 3 ملايين برميل حسب تصريحات سابقة له) محلّ شك.
يُشار إلى أن حصة نيجيريا التي حدّدها تحالف أوبك+ تُقدَّر بنحو 1.5 مليون برميل، خلال العامين الجاري والمقبل 2026.
وتعوّل الحكومة على دور أمني واسع النطاق للأسطول البحري في البلاد، بالسيطرة على أعمال السرقة وتخريب الخطوط والمرافق.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج النفط في نيجيريا يترقب استثمارات بقيمة 12.5 مليار دولار
- إنتاج النفط النيجيري يستهدف 3 ملايين برميل يوميًا.. هل يتوافق مع أوبك+؟
- خطة لتنشيط آبار النفط القديمة في نيجيريا بعد الاستحواذ على أصول إكسون موبيل
اقرأ أيضًا..
- انخفاض إنتاج الغاز الطبيعي بـ4 دول عربية.. وزيادة في الجزائر (رسوم بيانية)
- الهيدروجين الأخضر في أفريقيا ينتعش بـ41 مشروعًا.. 4 دول عربية بالقائمة
- ارتفاع واردات المغرب من المشتقات النفطية في 2024.. ودولة عربية ضمن أكبر المصدرين
المصادر:
إقرأ: رفض استئناف إنتاج النفط في دلتا النيجر يهدد هدف مليوني برميل لنيجيريا على منصة الطاقة