دعم شبكات الكهرباء الأفريقية بالتقنيات الرقمية والذكية.. 3 دول نموذجًا
ما تزال شبكات الكهرباء الأفريقية تواجه ضغوطًا تؤدي بها في بعض الأحيان إلى الانقطاعات، وتشكّل التقنيات الرقمية والذكية أحد أبرز الحلول لحماية هذه المرافق.
ويعوّل خبراء على تقنيات الرقمنة، التي برزت استعمالاتها في قطاع الطاقة مؤخرًا، لحماية الشبكات والمرافق.
وقدّم معنيون بالقطاع رؤية جهات تنفيذية في 3 دول بالقارة، لتعزيز شبكة الكهرباء بتقنيات جديدة يمكنها التغلب على التحديات.
وخلال السنوات الأخيرة تفاقمت أزمات الكهرباء في القارة السمراء، بدءًا من صعوبة الوصول للإمدادات، حتى انقطاع التيار وتدهور المرافق، وفق تحديثات قطاع الكهرباء العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
شبكات الكهرباء الأفريقية
ناقش خبراء دور التقنيات في حماية شبكات الكهرباء الأفريقية، مؤكدين أن هذه الحلول تدعم قطاع الطاقة جنبًا إلى جنب مع خفض الانبعاثات.
وطرح تنفيذيون من 3 دول -هي: جنوب أفريقيا، ونيجيريا، وبوتسوانا- رؤيتهم في هذا الشأن، على هامش انعقاد مؤتمر “إنليت أفريكا 2025”.
1) الكهرباء في جنوب أفريقيا
عانت جنوب أفريقيا من انقطاعات صارمة للتيار خلال السنوات الأخيرة، في ظل تهالك عدد لا بأس به من البنية التحتية وتقادمها.
وأكد المدير التنفيذي لقطاع الطاقة في كيب تاون، قدري نسيب، أن شركة الكهرباء الوطنية في جنوب أفريقيا “إسكوم” تتكبد مئات الملايين الراندات سنويًا، نتيجة أعمال السرقة والتخريب التي تتعرض لها البنية التحتية.
(الراند هو عملة جنوب أفريقيا، ويساوي 0.056 دولارًا أميركيًا)
وقَدَّر حجم خسائر المرفق الحكومي، والإنفاق على البنية التحتية من أضرار السرقة والتخريب، بما يتجاوز 200 مليون راند سنويًا (ما يزيد قليلًا على 11 مليون دولار أميركي).
وقال، إن التيار الكهربائي انقطع في “كيب تاون” منذ أسبوعين، بعد سرقة الكابلات والأسلاك الموصّلة، حسب تصريحات نقلها موقع “إي إس آي أفريكا” عنه خلال مؤتمر “إنليت افريكا”.

وتواصل الانقطاع لمدة يومين، مخلفًا خسائر تصل إلى مئات ملايين الراندات.
ولتجاوز هذه التحديات المتكررة، اقترح “نسيب” جذب التقنيات الرقمية والذكية لحماية شبكات الكهرباء الأفريقية.
وأشار إلى أن “كيب تاون” تنفّذ 3 مشروعات تجريبية حاليًا، وتشمل:
- تركيب أجهزة مانعة للتسلق على أبراج الكهرباء، منعًا لسرقة الكابلات.
- استعمال أغطية معززة لصناديق الربط الكهربائي الصغيرة.
- التحكم في إنارة الشوارع بتقنيات البلوتوث.
وبجانب تنفيذ هذه المشروعات، تطور المدينة بعض تقنيات الإضاءة الذكية لأعمدة الكهرباء، لتحسين الرؤية البصرية، جنبًا إلى جنب مع إدخال تقنيات التحول الرقمي لأنظمة تعمل بالذكاء الاصطناعي لإدارة التيار وتوزيعه، ما يمنح إمكانات أعلى للتحكم في الشبكة وتشغيلها.
وفي الوقت ذاته، تطمح المدينة الجنوب أفريقية لبناء محطة طاقة شمسية، وتعكف حاليًا على إنجاز دراسة الجدوى.
2) الكهرباء في نيجيريا
تتطلع نيجيريا إلى التوسع في استعمال التقنيات الداعمة لتأمين مرافق الكهرباء، ضمن إطار أوسع يتجه لحماية شبكات الكهرباء الأفريقية في عدد من دور القارة.
ويشمل ذلك اعتماد التقنيات الرقمية، لتقليص خسائر قطاع الكهرباء وأعمال التخريب، وتعزيز الموثوقية.
وحدّد مساعد المدير العام لشركة النقل في نيجيريا تي سي إن TCN، غودوين أفاميفونا، بعض تحديات القطاع في دولته:
- انتشار أعمال التخريب على نطاق واسع، ما كبّد البلاد مليارات النايرا (عملة نيجيريا وتعادل 0.00063 دولارًا أميركيًا).
- الخسائر الفنية الكبيرة.
- السرقة.
- محدودية إمكانات الشبكة.
- افتقار الشبكة للمرونة.
وقال، إن الشركة استهدفت تطوير بعض تقنيات دعم الشبكة، مثل: أدوات إنترنت الأشياء، واستعمال الشبكات الافتراضية لتوفير بيانات فورية.
وأكد “أفاميفونا” أن هذه الإجراءات تمهّد لإنجاز التحول الرقمي الكامل لشبكة الكهرباء النيجيرية خلال 8 أشهر، بدعم من البنك الدولي.
أمّا أنظمة الإرسال وإدارة الأصول، فتتجه للتوسع في: الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وتخزين البطاريات مثل المشروع التجريبي للطاقة الشمسية في ولاية النيجر، الذي يهدف إلى تعزيز الشبكة بالمزيد من مصدر الطاقة المتجددة.
وحذّر المسؤول في شركة مرافق الكهرباء من تفاقم نسبة خسائر نقل الإمدادات بنسبة 7.25%، ما يلقي بظلاله على التوزيع.
وشدد “أفاميفونا” على ضرورة دعم تقنيات الذكاء الاصطناعي ونشرها على نطاق إقليمي، لتعزيز حماية شبكات الكهرباء الأفريقية.

3) الكهرباء في بوتسوانا
يستهدف المسؤولون في بوتسوانا نشر العدادات الذكية وتعزيز “الرقمنة”، في إطار اتجاه عدد من الدول لتأمين شبكات الكهرباء الأفريقية والحفاظ على الإمدادات.
ولا يبدو الواقع متّسقًا بالكامل مع هذه الطموحات، إذ لفت المدير العام للتقنيات في شركة كهرباء بوتسوانا “غاليبولاي أوتيميل” إلى أن البنية التحتية التابعة للشركة لم تستفد بالقدر الكافي من البيانات حتى الآن.
واستشهد بمواجهة الشركة مشكلات في ربط العدادات الذكية ببعض مناطق بوتسوانا، مشيرًا إلى العمل على بناء مرافق لرصد تجارب المستهلكين وتطويرها.
وقال، إن شركات المرافق تؤسس لكميات من البيانات، ويمكن استعمالها في تعزيز الكفاءة والخدمات المتخصصة.
وكشف أن الشركة تشجع الشركات مع شركات الاتصالات للاستفادة من شبكات الألياف، وتتطلع للتعاون مع شركات البيانات، والجامعات، ومبادرات استعمال المُسيّرات لجمع البيانات بتكلفة منخفضة.
ومن جانب آخر، قال “أوتيميل”، إنّ توافر البيانات والمنصات الرقمية يعزز الوعي بالاستدامة لدى العملاء، لإدارة الاستهلاك.
ويمكن تنفيذ ذلك بالاستفادة من تجارب القطاعات الرقمية الأخرى في البلاد، حتى تُوصَّل الكهرباء بتقنيات ذكية.
موضوعات متعلقة..
- بالأرقام.. الشبكات الصغيرة في أفريقيا تعزز وصول الكهرباء وانتقال الطاقة
- مشروعات نقل الكهرباء في أفريقيا الممولة خارجيًا تُقدّم حلولًا للمحطات المتعثرة (تقرير)
- مزيج توليد الكهرباء في أفريقيا وأبرز التغيّرات بـ4 دول (رسومات بيانية)
اقرأ أيضًا..
- أكبر 5 مناجم حديد في الوطن العربي.. مشروعات عملاقة على خريطة الإنتاج العالمي
- طريق إعمار سوريا يبدأ من النفط (مقال)
- أرامكو تعلن أسعار بيع النفط السعودي إلى آسيا في يوليو 2025
المصادر..
إقرأ: دعم شبكات الكهرباء الأفريقية بالتقنيات الرقمية والذكية.. 3 دول نموذجًا على منصة الطاقة