Categories
Uncategorized

خلايا وقود الهيدروجين تقود ثورة في قطاع البناء رغم التحديات

يعتمد مشروع بناء رائد على خلايا وقود الهيدروجين بدلًا من الديزل، ما يشكّل بارقة أمل لأحد أكثر القطاعات إطلاقًا للانبعاثات الكربونية.

وتُورّد شركة جيوبيورا (GeoPura) البريطانية مولدات الهيدروجين لتشغيل معدّات مشروع إتش إس 2 “HS2” البريطاني، الذي يطمح مطوّروه إلى تطبيق معايير الاستدامة.

وقد يشجع نجاح تشغيل المشروع بالهيدروجين الشركة البريطانية على توسعة نشاطها، ونشر وحدات وخلايا وقود بمعدل أعلى في مشروعات الإنشاءات.

ورغم الرؤية المتفائلة للمشروع، فإن التحديات التي واجهت صناعة الهيدروجين على مدار العام الماضي 2024 -ورصدتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)- تشكّل هاجسًا قد يلاحق المشروع والأهداف البيئية لقطاع البناء.

خلايا وقود الهيدروجين ومشروع البناء

يبرز دور خلايا وقود الهيدروجين في مشروع البناء البريطاني “إتش إس 2” بوصفها أحد الحلول المبتكرة للإمدادات.

ويستقر صندوقان مكسيّان باللون الأبيض -يضمّان داخلهما خلايا وقود الهيدروجين- في المشروع، وبصوت تشغيل هادئ يزوّدان الموقع ومعدّاته بالكهرباء اللازمة.

وتشكّل خلايا مشروع البناء الواقع في لندن تطبيقًا عمليًا لقطاع منخفض الانبعاثات، لتوسعة نطاق المشروعات المعتمدة على تقنيات الهيدروجين.

ولطالما سبّبت انبعاثات قطاع البناء والإنشاءات صداعًا برأس صانعي القرار، والمدافعين عن أهداف البيئة والمناخ، لكن الاتجاه العالمي للاستدامة ساعد في دمج تقنيات الهيدروجين بالقطاع لإزاحة مولدات الديزل.

وحدتا الكهرباء داخل مشروع إتش إس 2
وحدتا الكهرباء داخل مشروع إتش إس 2- الصورة من إتش تو فيو

ويُتيح استعمال خلايا هيدروجين شركة “جيوبيورا” لتشغيل مواقع البناء إزالة الكربون من الصناعة الملوثة، ودمج التقنيات النظيفة في المشروعات الكبرى، حسب موقع سيستينبلتي تايمز.

وتنتج “جيوبيرورا” -المؤسسة عام 2019- الهيدروجين الأخضر في بريطانيا، وتُوّرد وحدات الخلايا الوقود إلى مواقع البناء، وعكفت على التعاون مع “سيمنز إنرجي فينتشرز” لتعزيز الابتكارات.

وتستهدف الشركة توسعة أسطولها إلى 3.600 وحدة مزودة بخلايا وقود الهيدروجين، بحلول 2033.

تجارب واختبارات

قبل نشر وحدات خلايا وقود الهيدروجين في موقع مشروع البناء “إتش إس 2″، خضعت مولدات “جيوبيورا” للعديد من الاختبارات ومراحل التجريب.

ودمجت الشركة المطورة لمشروع البناء مولدات شركة “جيوبيورا” في موقعين، لتقليص الاعتماد على الديزل الذي يزيد معدلات الانبعاثات في مشروعات البنية التحتية بالمملكة المتحدة.

وتوافقت نتيجة الاختبارات، التي أُجريت في سبتمبر/أيلول 2024، مع مستهدفات تحقيق الاستدامة البيئية في قطاع البناء والتشييد، طبقًا لما نشره موقع فيول سيلز ووركس آنذاك.

وتمّت تجربة مولّدين بجهد 250 كيلو/فولت أمبير في المشروع الذي يهدف المشروع لربط السكك الحديدية، حسب موقع شركة “جيوبيورا”.

وبتحويل المولدات وخلايا الوقود غاز الهيدروجين إلى كهرباء، تتعزز مستويات جودة الهواء بانخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والجسيمات التي تطلقها مولدات الديزل.

وقال مسؤولون بالشركة المورّدة والمشروع، إن وحدات الكهرباء تمثّل أحد ابتكارات الوقود البديل، بعدما برهنت الدراسات على أن هذه الأنظمة وفّرت ما يزيد على 189 طنًا من ثاني أكسيد الكربون المكافئ خلال مدة الاختبار.

وحدات جيوبيورا الهيدروجينية
وحدات جيوبيورا الهيدروجينية – الصورة من PEI

تحديات الهيدروجين

رغم أن استعمال الهيدروجين في تشغيل مواقع مشروعات البناء له فوائد بيئية ومناخية جمة، فإن هناك تحديات تهدد التوسع المأمول.

وتعرضت مشروعات عدّة إلى الإغلاق والإرجاء العام الماضي، في ظل ارتفاع تكلفة إنتاج الهيدروجين، وعجز المنتجين عن تأمين اتفاقيات بيع طويلة الأجل، وعدم وضوح السياسات.

وبجانب هذه التحديات، تتعاظم شكوك نشر الوقود النظيف في قطاع البناء، خاصة التحديات الاقتصادية واللوجستية للإنتاج والتوزيع.

ورغم التجربة الثرية والمشجعة التي خاضتها شركة “جيوبيورا” في مشروع بناء السكك الحديدية البريطاني، فإن توسعة نطاق اعتماد مولدات خلايا الوقود ما تزال محل شك في ظل هذه التحديات.

وتتعلق الآمال بمبادرات مماثلة لتلك التي تتبنّاها الشركة رغم ارتفاع تكلفة إنتاج الوقود، لكنّ تزايُد الانتشار قد يؤدي إلى خفضها مستقبلًا.

ويكافح النشطاء من أجل ضمّ قطاع البناء للثورة الخضراء، وقد يتحقق هذا السيناريو مع إقبال الشركات على ضخ استثمارات كبيرة في تقنيات الهيدروجين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إقرأ: خلايا وقود الهيدروجين تقود ثورة في قطاع البناء رغم التحديات على منصة الطاقة