خبير: تحويل محطات الإسالة إلى تغويز “خطوة عالمية” لمصر.. وهذه أهميتها
مع تحول مصر من تصدير الغاز المسال إلى الاستيراد، تعالت الأصوات المطالبة بتحويل محطات الإسالة إلى تغويز بدلًا من استئجار محطات عائمة ترهق موازنة البلاد بملايين الدولارات سنويًا.
وتدرس مصر حاليًا، وفق منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، إضافة تسهيلات إعادة التغويز إلى محطة إدكو للغاز المسال، من أجل استقبال شحنات الغاز المسال، وتحويلها للغاز الطبيعي في صورته الأصلية وضخه بالشبكة القومية في البلاد.
وتعتمد مصر في استقبال شحنات الغاز المسال -بعد توقف صادرات البلاد وتحولها إلى الاستيراد قبل ما يزيد عن عام- على سفينة إعادة التغويز هوج غاليون (Hoegh Galleon)، بموجب تعاقد خلال المدة من يونيو/حزيران 2024 حتى فبراير/شباط 2026.
وتعاقدت القاهرة مؤخرًا على سفينتين إضافيتين إحداهما الموجودة في ميناء العقبة الأردني والتي ستنتقل إلى مصر نهاية أبريل/نيسان الجاري، بالإضافة إلى أخرى قادمة من ألمانيا.
محطات الإسالة المصرية
تُشكل محطات الإسالة المصرية ركيزة أساسية لقطاع النفط والغاز، في إطار الإستراتيجية الرامية لتحويل البلاد إلى مركز إقليمي للطاقة، لكن تحول القاهرة من التصدير إلى الاستيراد دفع للمطالبة باستغلال البنية التحتية القائمة في سد احتياجات البلاد.
وتُعد مصر الدولة الوحيدة التي تمتلك محطات إسالة في دول شرق المتوسط، بقدرات تفوق 12 مليون طن سنويًا، إذ تبلغ قدرة محطة “إدكو” 7.2 مليون طن، عبر خطَّي إنتاج، في حين يتمتع مجمع دمياط بقدرة إنتاجية تصل إلى 5.2 مليون طن سنويًا من الغاز المسال.
من جانبه، كشف خبير صناعة الغاز والهيدروجين المهندس وائل حامد عبدالمعطي، عن الإجراءات والمزايا والتحديات التي يمكن أن تواجه خطط تحويل محطات الإسالة إلى تغويز، لافتًا إلى التجارب السابقة في هذا المجال.
وقال عبدالمعطي، في تغريدة عبر حسابه على منصة “إكس”: “إن اتجاه استغلال محطات الإسالة وتحويلها إلى محطات تغويز “استغلال مثالي” خاصة في أوقات توقف التصدير، وحل هندسي مطروح جدير بالدراسة والتنفيذ”.
وأضاف: “يبقى السؤال -من الجانب التقني- هل يمكن تحويل محطة لإسالة الغاز إلى مرفأ للاستيراد؟ وما التسهيلات المطلوبة لإتمام هذا التحويل؟ وما الفائدة المرجوة؟ وهل هناك أمثلة لمحطات غيّرت نشاطها بين الإسالة (التصدير) والتغويز (الاستيراد)؟”.
كان وزير البترول المصري المهندس كريم بدوي، قد استمع، خلال تفقده مجمع إدكو للغاز المسال، إلى عرض من رئيس الشركة المصرية للغاز المسال المهندس محمد البهنسي، حول خطط إضافة تسهيلات إعادة التغويز لمجمع إدكو؛ بما يضيف قيمة كبيرة للمجمع.
ويخدم المجمع -الذي يدار بشراكة بين قطاع النفط المصري وكبرى الشركات العالمية، وفي مقدمتها شل العالمية وبتروناس الماليزية إلى جانب توتال إنرجي الفرنسية- إستراتيجية تعزيز دور مصر بصفتها مركزًا إقليميًا لاستقبال الطاقة وتداولها وتجارتها.

تحويل محطات الإسالة إلى تغويز في مصر
حول خطة تحويل محطات الإسالة إلى تغويز في مصر، يقول المهندس وائل عبدالمعطي: “تتشابه محطة إسالة الغاز الطبيعي المسال مع مرفأ تغويز الغاز المسال في عدة مكونات أساسية”.
وتتضمّن المكونات الرئيسة لمحطة الإسالة، التالي:
- وحدات معالجة الغاز.
- وحدات (خطوط أو قاطرات) إسالة الغاز “LNG Trains”.
- صهاريج تخزين (Storage Tanks).
- رصيف تحميل “Jetty”.
وأضاف خبير صناعة الغاز أن المكونات الخاصة بمرفأ التغويز تبدو أقل ومرتبة من الجانب العكسي لمحطة الإسالة مع إضافة تسهيلات التغويز، على النحو التالي:
- رصيف تفريغ (Jetty).
- صهاريج تخزين (Storage Tanks).
- وحدات التبخير (Vaproizers).
- عداد لقياس الغاز قبل الضخ في الشبكة.
وأوضح أنه كأي منظومة عمل داخل المنشأة، يوجد العديد من الدوائر المساعدة لإتمام عمليات التحكم في تدفق الغاز المسال أو الغاز بعد تغويزه إلى الحالة الغازية.
وضرب “عبدالمعطي” أمثلة بالوحدات المساعدة، بصفتها منظومة لإعادة الغاز المتبخر (Boil-off gas) لاسترجاع الغاز المتبخر من الصهاريج، وإسالته أو حرقه على الشعلة، أو مضخات لمياه البحر الذي سيستعمل في تغويز الغاز المسال عبر التبادل الحراري معه.
وشدد على أن “وجود محطة إسالة قائمة” سيوفر مكونات مهمة لمرفأ التغويز؛ أبرزها وجود رصيف شحن وصهاريج التخزين، وهي مكونات مهمة ومكلفة داخل المحطة؛ ومن ثم يحقق وفرًا كبيرًا في التكاليف.
التجارب العالمية
حول التجارب العالمية، قال خبير صناعة الغاز إن المساعي المصرية لتحويل محطات الإسالة إلى تغويز قد تكون هذه هي المرة الأولى -وربما الثانية- التي يجري فيها تحويل جزئي لمحطة إسالة إلى مرفأ تغويز.
وقال: “إن أغلب الحالات المنتشرة عالميًا هي للعكس؛ أي لتحويل مرافئ تغويز إلى محطات إسالة، كما هو الحال مع الولايات المتحدة التي حوّلت عدة موانٍ للتغويز إلى مشروعات إسالة بعد طفرة الغاز الصخري“.
وأكد أن المشروع سيوفر تكاليف إنشاء ميناء جديد للتغويز وباستغلال المكونات المتاحة في محطة الإسالة، كما أن الميناء ستكون لديه القدرة على العمل بكلتا الوظيفتين (أي التصدير في حالة توافر الغاز للإسالة) والتغويز (في حالة استقبال الناقلات لاستيراد الغاز المسال وتغويزه) وهي نقطة في غاية الأهمية.
وشدد على أن نجاح التجربة يظل مرهونًا بمساحة الأرض المتوافرة في المحطة، وقدرة التغويز المطلوبة، موضحًا أن من المرجح استعمال تكنولوجيا تغويز قائمة على “المبخرات ذات الرف المفتوح” التي تعتمد على التبادل الحراري لمياه البحر مع الغاز المسال.
الرسم التالي يوضح مخططًا توضيحيًا لمكونات مرفأ استقبال الغاز المسال بالتفصيل:
موضوعات متعلقة..
- شل مصر تدرس ربط محطات معالجة الغاز ومرافق الإسالة بنظام كهربائي موحد
- مؤتمر النفط العالمي.. مصر تبحث ربط إنتاج حقل أفروديت القبرصي بمحطات الإسالة
اقرأ أيضًا..
- تركيا تكشف عن خطتها للتنقيب عن النفط والغاز في 3 دول عربية
- أكثر الدول توليدًا للطاقة الشمسية حسب نصيب الفرد.. دولة عربية الثانية عالميًا
- مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الأول (ملف خاص)
إقرأ: خبير: تحويل محطات الإسالة إلى تغويز “خطوة عالمية” لمصر.. وهذه أهميتها على منصة الطاقة