Categories
Uncategorized

خبراء: صادرات نفط كردستان العراق لن تكون سببًا في “عقاب” بغداد

نفى خبراء ومحللون إمكان فرض عقوبات على بغداد من أجل استئناف صادرات نفط كردستان العراق المتوقفة منذ عامَيْن عبر خط أنابيب الواصل بين كركوك في العراق وميناء جيهان في تركيا.

وجاء في آخر تحديثات الأزمة، التي تتابع تفاصيلها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن وكالة رويترز نقلت عن مصادر أميركية قولها إن إدارة الرئيس دونالد ترمب هدّدت العراق بفرض عقوبات من أجل استئناف تصدير نفط كردستان.

وقبل إغلاق الخط في مارس/آذار (2023)، كان أكثر من 300 ألف برميل يوميًا من نفط كردستان العراق يتدفق إلى الأسواق العالمية عبر تركيا.

ومن شأن استئناف الصادرات أن يخفّف الضغوط الاقتصادية على إقليم كردستان؛ فقد كان لوقف الصادرات عبر الخط تداعيات سلبية محلية على رأسها تأجيل صرف رواتب العاملين في القطاع الحكومي وأخرى طالت الخدمات الأساسية للمواطنين.

ضغوط ترمب

ربطت مصادر وكالة رويترز بين الضغوط المتزايدة من جانب الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترمب وإعلان وزير النفط العراقي حيان عبد الغني في 17 فبراير/شباط الجاري (2025) بشأن عودة صادرات نفط كردستان العراق إلى الأسواق في الأسبوع المقبل.

كما كشف وزير الموارد الطبيعية في إقليم كردستان كمال محمد، عن استئناف صادرات النفط من قبل بداية مارس/آذار؛ لأن كل الإجراءات القانونية قد اكتملت.

خط أنابيب كركوك-جيهان
جانب من خط أنابيب كركوك-جيهان بين العراق وتركيا – الصورة من رويترز

كما وافق البرلمان العراقي على تعديل للميزانية، بما يسمح بدعم التكاليف الإنتاجية لشركات النفط الدولية العاملة في كردستان العراق، ويُطلق العنان لصادرات النفط من الإقليم الذي يحظى بالحكم الذاتي.

لكن تركيا فجّرت مفاجأة؛ إذ نفت علمها باستئناف تلك الصادرات المثيرة للجدل، وقالت على لسان وزيرها للطاقة ألب أرسلان بيرقدار إنها لم تتلقّ أي معلومات من بغداد حول استئناف التدفقات عبر خط أنابيب النفط.

وأوقفت تركيا تدفقات النفط عبر خط كركوك-جيهان بعد حكم غرفة التجارة الدولية الذي يقضي بأن تسدّد أنقرة إلى بغداد مبلغ 1.5 مليار دولار نظير الصادرات خلال المدة بين عامي 2014 و2018.

بدوره، نفى العراق تقرير رويترز، الصادر أمس (21 فبراير/شباط)، بشأن التهديد الأميركي بفرض عقوبات على بغداد في حال عدم استئناف صادرات نفط كردستان العراق.

وقال مستشار الشؤون الخارجية لرئيس الوزراء، فرهاد علاء الدين: “في جميع الاتصالات الأخيرة مع الإدارة الأميركية، لم يكن ثمة أي تهديد بفرض عقوبات أو أي من أشكال الضغط على العراق“.

استئناف صادرات نفط كردستان العراق

يرى عدد من الخبراء أنه من غير المحتمل التلويح بفرض عقوبات على العراق، من أجل استئناف صادرات نفط كردستان العراق.

وبنى محلل أسواق الطاقة لدى شركة “آرغوس”، بشار الحلبي، استنتاجه على نفي مسؤولين أميركيين التهديد بالعقوبات، وهو ما أكدته أيضًا مصادر رسمية عراقية رفيعة المستوى، ومن داخل القطاع، قالت الشركات العاملة بكردستان إنها غير متأكدة من صحة تلك التهديدات.

ووفق الحلبي، لم يخرج الأمر عن حدود المناقشات العادية عن نفط كردستان العراق والحاجة إلى حل الأزمة المستمرة منذ نحو عامَيْن، كما أن ثمة بشائر إيجابية لاستئناف تدفق النفط كشفت عنها بغداد وأربيل (عاصمة كردستان العراق) في الأسابيع الأخيرة.

وكان أحد الموضوعات التي أُثيرت في المحادثات الثنائية هو تحديد قيمة التعويض عن تكاليف إنتاج النفط ونقله في كردستان عند 16 دولارًا لبرميل النفط، بعدما رفضت حكومة كردستان اقتراحًا سابقًا بقيمة 7.9 دولارًا للبرميل.

وبالمعنى نفسه، يقول مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إنه من غير الممكن فرض عقوبات على العراق من أجل استئناف صادرات نفط إقليم كردستان، متعللًا بالأسباب الآتية:

  • المشاركة القوية لشركات أميركية وبريطانية في القطاع.
  • لو صح فرض عقوبات فستتضرر حكومة كردستان العراق المدعومة من الولايات المتحدة.
  • الدعم القوي من قِبل 5 أعضاء بالكونغرس المنتمين إلى الحزب الجمهوري لكردستان العراق.

مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي

أسعار النفط

لا يرى محلل أسواق النفط في الشرق الأوسط في منصة “آرغوس ميديا”، نادر إیتیّم، أن فرض عقوبات على العراق من أجل استئناف صادرات نفط كردستان العراق أمر منطقي.

وفي تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، دحض صحة فرضية انخفاض أسعار النفط بعد العقوبات، وهو ما كان يتوقّعه مسؤولون أميركيون.

وعلى نحو خاص، قال إن نتائج إقليم كردستان العراق من النفط يبلغ 300 ألف برميل يوميًا، يُصدر ما يتراوح بين 60 و70% منه إلى البلدان المجاورة.

نادر إیتیّم

وفي أفضل الحالات، سيسمح استئناف الصادرات عبر خط أنابيب كركوك-جيهان بزيادة قدرها 100 ألف برميل يوميًا أو نحو ذلك، وهو ما لن يضيف كثيرًا عن معدل إنتاج 400 إلى 450 ألف برميل يوميًا قبل إغلاق الخط قبل عامَيْن.

وعلاوة على ذلك، أعلن العراق أن إنتاج كردستان ربما ينخفض قليلًا للمساعدة في بلوغ حصة أوبك+.

والعراق هو أحد أعضاء منظمة أوبك وتحالف أوبك+، وثاني أكبر المنتجين بعد المملكة العربية السعودية.

وفي يناير/كانون الثاني (2025)، بلغ إنتاج العراق 3.9 مليون برميل يوميًا، وهو أقل من حصته عند 4 ملايين برميل يوميًا.

وتعليقًا على ذلك، يقول إيتيّم إنه حتى مع زيادة الإنتاج فإنه لن يضيف كثيرًا إلى السوق للدرجة التي تسمح بخفض أسعار النفط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر: 

  1. تقرير وكالة رويترز عن احتمال فرض عقوبات على العراق.
  2. تدوينة الدكتور أنس الحجي.
  3. تدوينة المحلل بشار الحلبي.
  4. تدوينة المحلل نادر إيتيّم.

إقرأ: خبراء: صادرات نفط كردستان العراق لن تكون سببًا في “عقاب” بغداد على منصة الطاقة