Categories
Uncategorized

حقل شمال فارس الغازي الإيراني.. قصة 57 تريليون متر مكعب هجرتها الشركات الأجنبية

يؤدي حقل شمال فارس للغاز الطبيعي في إيران دورًا حيويًا ضمن تطبيق إستراتيجية الدولة الهادفة إلى تعزيز إنتاجها من هذا المورد الطاقي، وكذلك ضمان استدامة إمدادات الطاقة، في ظل الحصار الاقتصادي الذي تواجهه طهران.

وبحسب بيانات حقول النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحقل الغازي يعدّ من الحقول الرئيسة لدى إيران، إذ يتمتع بموقع إستراتيجي مهم، كونه يقع بمنطقة غنية بالهيدروكربونات، وكذلك قريب من مرافق الطاقة.

وإلى جانب احتوائه على كميات احتياطية ضخمة من الغاز الطبيعي، يعدّ حقل شمال فارس في إيران جزءًا مهمًا من إستراتيجية الدولة طويلة الأمد لتأمين احتياجاتها المحلية من الغاز، وزيادة حجم صادراتها إلى الأسواق العالمية.

ومنذ اكتشافه، شهد حقل شمال فارس جهودًا كبيرة لتطويره، بما يضمن تسهيل عمليات الاستخراج والمعالجة والنقل، إذ يستهدف جهد الحكومة -ممثلةً في وزارة النفط الإيرانية- زيادة الإنتاج وتحسين الكفاءة التشغيلية، برغم التحديات الاقتصادية والتقنية التي تواجهها البلاد.

وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية والعالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.

معلومات عن حقل شمال فارس

تشير أهم المعلومات عن حقل شمال فارس الإيراني إلى أنه اكتُشف للمرة الأولى في عام 2000 من قبل شركة النفط الوطنية الإيرانية “نيوك” (NIOC)، وذلك ضمن جهود التنقيب المكثفة لتعزيز احتياطيات النفط والغاز الطبيعي في البلاد.

بالإضافة إلى ذلك، يعدّ الحقل واحدًا من الحقول العملاقة التي اكتُشِفَت خلال تلك المدة، وهو ما يعزز آمال طهران في زيادة إنتاج الغاز الطبيعي لتلبية الطلب المحلي المتزايد، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويقع حقل شمال فارس في محافظة فارس جنوب إيران، وهي منطقة تعدّ إستراتيجية بفضل احتوائها على العديد من حقول الغاز الكبرى، إذ يمتد الحقل على مساحة واسعة، ويقع بالقرب من البنية التحتية الأساسية للغاز الطبيعي ومرافق الإسالة.

الغاز الإيراني

ويسهّل هذا القرب من مرافق الغاز الطبيعي الإيرانية عمليات الإنتاج والمعالجة والنقل إلى مراكز الاستهلاك المحلية والصناعية، لا سيما أن طهران تمتلك كثيرًا من المرافق، التي تسعى إلى استغلالها لمواجهة الطلب المتزايد على الطاقة محليًا.

ويخضع حقل شمال فارس لسيطرة شركة النفط الوطنية الإيرانية وإدارتها، التي تتولى عمليات الإشراف على جهود التطوير، وذلك بالتعاون مع عدد من الشركات المحلية، وفي مقدمتها “بتروبارس” وشركة بارس للنفط والغاز، بجانب عدد من شركات المقاولات والبناء المحلية.

ومنذ اكتشافه، دعت طهران عددًا من الشركات العالمية العملاقة، مثل توتال إنرجي الفرنسية وبي بي البريطانية، للمشاركة في جهود التطوير، إلّا أن هذه الشركات أحجمت عن المشاركة بسبب العقوبات الاقتصادية الدولية.

احتياطيات حقل شمال فارس

تشير التقديرات غير الرسمية إلى أن احتياطيات حقل شمال فارس الإيراني تبلغ نحو 57 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، وهو ما يجعله واحدًا من أكبر الحقول في البلاد، ويؤهله لإنتاج كميات ضخمة تدعم الاحتياجات المحلية والصادرات.

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الحقل الواقع في جنوب إيران على كميات كبيرة من المكثفات الغازية، وهي مواد ذات قيمة اقتصادية عالية تُستعمَل في الصناعات البتروكيماوية، وفق بيانات الإنتاج والاحتياطيات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وفيما يخص حجم إنتاج حقل شمال فارس الإيراني، فقد بلغ في المرحلة الأولى نحو 20 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، بينما تُواصل طهران تنفيذ خططها الهادفة إلى زيادة هذا الرقم تدريجيًا، من خلال تنفيذ مزيد من مراحل التطوير.

يشار إلى أن إنتاج هذا الحقل الغازي العملاق يسهم بشكل كبير في تغذية شبكات الغاز المحلية، بالإضافة إلى تلبية احتياجات قطاع الطاقة وصناعة البتروكيماويات في البلاد، وهو ما يشير إلى أهميته الكبيرة بالنسبة لقطاع الطاقة الإيراني.

الغاز الإيراني

تطوير حقل شمال فارس

انقسمت عمليات تطوير حقل شمال فارس الإيراني للغاز الطبيعي إلى عدد من المراحل الرئيسة، التي جاءت في مقدمتها مرحلة حفر الآبار الاستكشافية وإنشاء البنى التحتية الأساسية، والتي انطلقت بعد أشهر قليلة من اكتشاف الحقل في عام 2000.

أمّا المرحلة الثانية من تطوير الحقل، فتتضمن توسيع مرافق المعالجة وتحسين قدرة إنتاج الغاز والمكثفات، بينما تستهدف المرحلة الثالثة زيادة الإنتاج إلى أقصى قدرة ممكنة وضمان استدامة العمليات على المدى الطويل، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتستهدف إيران تحقيق إنتاج مستدام من حقل شمال فارس، مع الالتزام بالمعايير البيئية، لا سيما أنها تواجه عددًا من التحديات في طريقها لتطويره، وأبرزها العقوبات الاقتصادية الدولية التي عاقت استيراد المعدّات والتقنيات المتقدمة.

كما تتضمن هذه التحديات نقص التمويل اللازم لإنجاز بعض مراحل المشروع، بالإضافة إلى تحديات تقنية أخرى، ترتبط باستخراج الغاز بكفاءة منه، لا سيما أنه يعدّ واحدًا من الحقول البرية العملاقة في البلاد، ويحتاج إلى تقنيات متطورة، فضلًا عن تحدٍّ آخر يتعلق بتطبيق معايير صارمة لحماية البيئة.

يشار إلى أن حقل شمال فارس يعدّ ركيزة أساسية في قطاع الغاز الإيراني، إذ يُسهم بقوة في تعزيز إمدادات الطاقة وضمان استقرار الإنتاج المحلي، لذلك سعت طهران بقوة إلى تحقيق تقدُّم ملحوظ في تطويره، بالرغم من التحديات الاقتصادية والتقنية التي واجهتها.

واعتمدت إيران في ذلك على قدراتها الذاتية وخبراتها المحلية، مستهدفةً أن تعزز قدرتها على تصدير الغاز الطبيعي، وزيادة إيراداتها التي تعتمد بشكل كبير على قطاع الطاقة، الذي يُشكّل جزءًا حيويًا من خططها الاقتصادية.

نرشّح لكم..

المصادر..

إقرأ: حقل شمال فارس الغازي الإيراني.. قصة 57 تريليون متر مكعب هجرتها الشركات الأجنبية على منصة الطاقة