حقل شرق بغداد يعزز الإنتاج باستعمال الذكاء الاصطناعي
يعدّ حقل شرق بغداد واحدًا من أكبر الحقول النفطية في العراق، إذ يمتد على مساحة واسعة، بطول يزيد على 120 كيلومترًا، وعرض يتراوح ما بين 5 و7 كيلومترات.
ووفقًا لبيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعلنت شركة نفط الوسط، اليوم الخميس 27 فبراير/شباط 2025، تطبيق تقنية الذكاء الاصطناعي لمراقبة الآبار في الحقل، بالتعاون مع شركة إي بي إس الصينية (EBS)، في خطوة غير مسبوقة بقطاع النفط العراقي.
يهدف هذا المشروع إلى تعزيز كفاءة عمليات الاستخراج وتقليل زمن الاستجابة للأعطال، من خلال استعمال نظام “ديب سيك آر1” (DeepSeek-R1)، الذي يتيح المراقبة المستمرة وتحليل البيانات بدقة عالية.
ويتميز النظام الجديد بقدرته على المراقبة على مدار الساعة، ما يقلل من زمن اكتشاف المشكلات إلى دقائق معدودة، ويساعد في تقييم المخاطر بشكل أسرع، ما يسهم في تحسين الأداء التشغيلي لحقل شرق بغداد.
كما يسمح هذا النظام بدمج البيانات وتحليلها مباشرة عبر الهواتف الذكية، ما يمنح المشغّلين قدرة أكبر على التحكم والاستجابة الفورية لأي طارئ.
وتعدّ هذه الخطوة جزءًا من إستراتيجية تحديث حقول النفط التابعة لشركة نفط الوسط، إذ تسعى الشركة إلى تعزيز الإنتاج وتقليل التكاليف التشغيلية، مع التركيز على تطبيق حلول رقمية متطورة تسهم في تحقيق استدامة بيئية واقتصادية طويلة الأمد.
تطوير حقل شرق بغداد
بالإضافة إلى هذا التطور التكنولوجي، يشهد حقل شرق بغداد طفرة كبيرة في عمليات الاستكشاف والتطوير، إذ تمكنت الشركة، مؤخرًا، من زيادة الاحتياطيات النفطية إلى 15 مليار برميل، بعد سلسلة من الاكتشافات الحديثة التي رفعت المخزون النفطي للحقل بأكثر من ملياري برميل إضافية.
ويقع الحقل في منطقة إستراتيجية تمتد من شرق مدينة الصويرة إلى منطقة النباعي، مرورًا بشرق العاصمة بغداد، وفق بيانات حقول النفط العراقية لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وتقسم المناطق الجغرافية للحقل إلى 3 أجزاء رئيسة:
- الجزء الجنوبي، الذي يقع جنوب نهر ديالى، ويضم مناطق غنية بالمكامن النفطية.
- الجزء الشمالي، الذي يشمل مناطق التاجي والمناطق السكنية المحيطة.
- الامتدادات الشمالية، التي تمتد إلى منطقة النباعي.
ويحتوي حقل شرق بغداد على تراكيب جيولوجية معقّدة، تتطلب تقنيات متطورة لاستكشاف النفط واستخراجه بكفاءة عالية.
ووفقًا لتصريحات مدير عام شركة نفط الوسط، محمد ياسين حسن، فإن الاكتشافات الأخيرة جعلت حقل شرق بغداد أحد أكبر الحقول في وسط العراق من حيث الاحتياطيات النفطية، إذ ارتفعت تقديرات الاحتياطيات من 13 مليار إلى 15 مليار برميل بعد عمليات الحفر الأخيرة.
الاكتشافات الجديدة في حقل شرق بغداد
تعدّ الاكتشافات الجديدة في حقل شرق بغداد تطورًا إستراتيجيًا يعزز من مكانة العراق في سوق النفط العالمية، ويدعم خطط الحكومة لزيادة الإنتاج والصادرات.
كما يسهم الحقل مباشرةً في تزويد محطات الكهرباء بالوقود، إذ يوجَّه جزء من إنتاجه إلى محطة كهرباء القدس، بينما يُنقل جزء آخر إلى محطة الزبيدية الحرارية في واسط، وتُكرَّر الكمية المتبقية في مصفاة الدورة لإنتاج المشتقات النفطية المختلفة.
وتشير التقارير إلى أن الحقل ينتج حاليًا 50 ألف برميل يوميًا، ويُتوقع أن يرتفع هذا الرقم مع استمرار عمليات التطوير والاستكشاف.
ومن بين الإنجازات المهمة، تمكنت شركة (EBS) الصينية بالتعاون مع (COSL)، مؤخرًا، من حفر بئر تقييمية جديدة تحمل اسم “إي بي دي” (EBD)، التي كشفت عن 13 طبقة نفطية منتجة من تكوين الزبير، بمعدل إنتاج أولي بلغ 5000 برميل يوميًا.
استعمال التقنيات المتطورة
رغم الإمكانات الهائلة التي يوفرها حقل شرق بغداد، تواجه عمليات التطوير عدّة تحديات تتعلق بالتراكيب الجيولوجية المعقّدة للحقل، تتطلب استعمال تقنيات متقدمة لضمان استخراج النفط بكفاءة.
وتمثّل التقنيات الحديثة، مثل تطبيق الذكاء الاصطناعي لمراقبة الآبار، تطورًا مهمًا في قطاع النفط العراقي، إذ تسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية وتقليل المخاطر البيئية والاقتصادية.
ومع استمرار جهود التطوير، يُتوقع أن يصبح حقل شرق بغداد نموذجًا متقدمًا في إدارة الحقول النفطية باستعمال التكنولوجيا الرقمية، ما يعزز من مكانة العراق بوصفه منتجًا رئيسًا للنفط على المستوى العالمي.
موضوعات متعلقة..
- صادرات النفط العراقي في يناير 2025 تصعد لأعلى مستوى خلال 5 أشهر
- احتياطيات نفطية في العراق بـ9 مليارات برميل تشهد صفقة مهمة لبدء التطوير
اقرأ أيضًا..
- شركة بتروكيماويات سعودية تخسر 69 مليون دولار في 2024
- أدنوك الإماراتية توقع صفقة غاز مسال لمدة 15 عامًا
- 3 شركات كبرى تطور حقل غاز احتياطياته 620 مليار قدم مكعّبة
- حقل الوفرة المشترك بين السعودية والكويت ينعش الآمال
المصادر..
إقرأ: حقل شرق بغداد يعزز الإنتاج باستعمال الذكاء الاصطناعي على منصة الطاقة